حين تسمو الكلمة بالمرأة
حين تسمو الكلمة بالمرأة

إيمان أحمد ونوس/alnnour- لا أحد فينا يمكنه إنكار ما للكلمة من أثر وتأثير في نفسيته وعلاقاته وحياته بكلّ تشعباتها واتجاهاتها. ولكن، هل لأيّة كلمة التأثير ذاته؟ وهل لأيّ شخص يقولها الأثر نفسه؟ وكذلك، هل يمكن لأيّ إنسان أن يتأثّر بالكلمة ذاتها الأثر ذاته؟

بالتأكيد إنّ لكلّ إنسان قدرة مُغايرة عن الآخرين في تحليل أو استقبال ما يسمع أو يقرأ، وبالتالي هناك تأثيرات مختلفة للكلمة ذاتها على الآخرين، كلٌّ وفق نمط تفكيره وثقافته ومدى تفاعله مع كلّ ما يسمع، ابتداءً من الطفل وانتهاءً بالكهل من الجنسين.

بالمقابل، لا شكّ أن محيطنا إمّا أن يمنحنا القدرة على التواصل الإيجابي والفاعل، أو أنه يكبح جماح الرغبة في التفاعل مع ما يمكن أن يدفعنا للسير بخطا جريئة وواثقة على دروب الحياة بكل ما فيها من مصاعب أو مسرّات، استناداً إلى أُسس تربوية قائمة على تعزيز إنسانيتنا، من خلال دفعنا باتجاه التصدّي لكلّ ما يواجهنا خلال مسيرتنا من الطفولة إلى آخر العمر.

وعلى اعتبار أنّ المرأة هي المعلّم الأول والأساس في حياة كلّ إنسان، فإن ما تمتلكه من معارف وثقافة متنوّعة لا بدّ أن يكون لها الأثر الكبير في تكوين وتنمية الشخصية وميولها ومواهبها، فالأمّ قد تكون المُكتشف الأول لنبوغ طفلها في مجالٍ ما من العلوم أو الفنون أو الآداب… الخ، حين تواكب تحرّكاته وانفعالاته واندفاعه باتجاهٍ دون سواه، من خلال الحوار الذي يعتمد كلمات قائمة على الاستفسار والنقاش ومن ثمّ التشجيع وتدعيم تلك الميول بثقة أكيدة بالنفس وقيمة ما يفعل، مُعزّزةً تلك الموهبة بالعطاء المناسب، فإنها لا شكّ تضع ابنها على طريق النجاح والتميّز.

هذه المرأة/ الأمّ لا بدّ أنها تعي أهمية الكلمة التي تنطلق منها في مشوارها التربوي هذا مع طفلها، كما أنها ولا شكّ تنطلق من ذاتها كإنسانة تتأثّر بما تقرأ أو تسمع أو ترى، بما يدفعها لتجاوز أيّة صعوبات أو مشاكل أو مآسٍ تعترضها، مُتّخذة من تلك الثقافة المتنوعة زاداً ودافعاً لامتلاك الإرادة والعزيمة والقوة اللازمة في تصدّيها لكل ما يواجهها. فكم من امرأة تهرب من مرارة واقعها إلى قراءات متنوّعة تجد فيها الملاذ الآمن الذي يُنقذها! وكم من امرأة تلوذ بالموسيقا أو الرقص للخلاص من قهرٍ وعذابٍ مُقيم!

أعتقد، ومن تجربة شخصية، أنّ تلك المرأة لابدّ أن تنتصر على كلّ المصاعب والمتاعب والقهر، زادها الصبر والثقة بالنفس والثقافة والأمل بالخلاص المنشود الذي يجعل الحياة تخسر أمامها مهما كانت الظروف، وهي التي قال عنها جبران خليل جبران:

(المرأة التي يتحسّن مزاجها بقصيدة، كتاب، أغنية، لن ينتصر عليها أحد، حتى الحياة تخسر أمامها).

حين تسمو الكلمة بالمرأة

حين تسمو الكلمة بالمرأة

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015