دراسة أممية جديدة تؤكّد أن “المرأة بعيدة كل البعد عن أن يكون لها صوت مساو للرجل”
The World's Women 2020 Trends and Statistics

أخبار الأمم المتحدة- أقل من 50 في المائة من النساء في سن العمل ملتحقات الآن في سوق العمل. وهو رقم بالكاد تغيّر خلال الربع الأخير من القرن الحالي، وفقاً لتقرير أممي جديد صدر يوم أمس الثلاثاء. ويحذّر التقرير الذي صدر تحت عنوان “نساء العالم 2020: الاتجاهات والإحصاءات” من أن الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر تقع على عاتق النساء بشكل غير متناسب، مما يحدّ من إمكاناتهنّ الاقتصادية حيث تؤثّر جائحة كوفيد-19 على وظائف النساء وسبل عيشهنّ.

ويجمع التقرير 100 قصة في بيانات تقدّم لمحة عن حالة المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم. ويحلّل المساواة بين الجنسين من خلال ستة مجالات حاسمة: السكان والأسر؛ الصحة؛ التعليم؛ التمكين الاقتصادي وملكية الأصول؛ السلطة واتخاذ القرار؛ والعنف ضدّ المرأة والطفلة وكذلك تأثير كـوفيد-19.

وقال ليو زينمين، رئيس إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة (DESA)، خلال إحاطة افتراضية للصحفيين في المقر الدائم قدّم فيها التقرير الجديد، إنه على مدار العقدين الماضيين، “تغيّرت المواقف التمييزية ببطء” وتحسّنت حياة النساء فيما يتعلّق بالتعليم، والزواج المبكر، والإنجاب، ووفيات الأمهات، كل ذلك بينما توقّف التقدّم في مجالات أخرى.

غير أنه أشار إلى أن التقدّم قد “أصابه الركود في مجالات أخرى”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “المرأة بعيدة كل البعد عن أن يكون لها صوت مساوٍ للرجل. وفي كل منطقة من مناطق العالم، لا تزال المرأة تتعرّض لمختلف أشكال العنف والممارسات الضارّة”.

مخرجات بيجين لا تزال معلقة

بشكل عام، ووفقاً للتقرير، لا يزال التقدّم أقل بكثير مما التزمت به الدول الأعضاء في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة عام 1995.

وفي هذا السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين، لا يزال التقدّم نحو المساواة في السلطة والمساواة في الحقوق للمرأة بعيد المنال”. وأوضح أنه “لم تحقق أي دولة المساواة بين الجنسين”.

ولقياس التقدّم المحرز بشكل فعّال في هذا الصدد، هناك حاجة ماسة لبيانات موثوقة وحسنة التوقيت ومصنّفة، وسدّ فجوات البيانات يتطلّب جمع الإحصاءات الجنسانية واستخدامها بانتظام.

العنف من قبل الشريك الحميم

أشار السيد ليو إلى أنه في حين أنّ لجائحة الفيروس التاجي “آثاراً اجتماعية واقتصادية مدمّرة” في جميع أنحاء العالم، فإن النساء يناضلن “في الخطوط الأمامية.. في أماكن الرعاية الصحية، والرعاية المنزلية، وفي الأُسرة وفي المجال العام”.

ومع قلة الوصول إلى الإنترنت، لا سيما في المناطق النامية، تواجه النساء أيضاً صعوبات في الحفاظ على الروابط الشخصية القيّمة والقيام بالأنشطة اليومية أثناء عمليات الإغلاق.

وصرّح السيد ليو قائلاً: “ربما تكون الكثيرات أيضاً مُحاصرات في بيئات غير آمنة.. ومعرَّضات لخطر العنف من الشريك الحميم”.

علاوةً على ذلك، أشار إلى أنّ النساء يواجهن صعوبةً في الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، فيما يتولّين رعاية المسنين والمرضى والأطفال، بما في ذلك التعليم المنزلي؛ مضيفاً أنهنّ أيضاً أكثر عرضة للإصابة من الرجال في مكان العمل.

السقف الزجاجي لم يُخرق بعد

فيما يتعلّق بالسلطة واتخاذ القرار؛ كشف تقرير نساء العالم 2020 أنّه في العام الماضي، شغلت النساء 28 في المائة فقط من المناصب الإدارية على مستوى العالم – وهي نفس نسبة عام  1995 تقريباً. كما أن 18٪ فقط من الشركات التي شملها الاستطلاع، ترأسها رئيسة تنفيذية في عام 2020.

من بين تصنيفات الشركات المُدرَجة في قائمة Fortune 500، شكّلت نسبة النساء 7.4 في المائة فقط، أو ما يعادل 37 رئيسة تنفيذية.

في الحياة السياسية؛ بينما تضاعف تمثيل المرأة في البرلمانات في جميع أنحاء العالم بأكثر من الضعف على مستوى العالم، إلا أنه لم يتجاوز حاجز المقاعد نسبة 25 في المائة.

وعلى الرغم من أن التمثيل بين صفوف الوزراء قد تضاعف أربع مرات على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، إلا أنه لا يزال عند عتبة 22 في المائة، أي دون هدف التكافؤ بكثير.

دعوة إلى العمل

ودعا السيد ليو جميع البلدان إلى “تسريع الجهود” في مجال تمكين النساء والفتيات، نحو تحسين فجوات البيانات في تغطية الموضوعات الجنسانية الرئيسية.

وقال “يجب تحسين توقيت البيانات وقابليتها للمقارنة بمرور الوقت وعبر البلدان. ويجب أن يصبح تصنيف البيانات ونشرها حسب العمر والجنس والموقع والمتغيرات الرئيسية الأخرى، أولوية من أجل القياس الكامل لأوجه عدم المساواة المتداخلة ومعالجتها، والاستجابة للأزمات، وضمان المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030”.

The World's Women 2020 Trends and Statistics

The World’s Women 2020 Trends and Statistics 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015