زواج الصغيرات .. ظلم آخر ضد المرأة
زواج الصغيرات في سوريا

ميساء العجي/ جريدة الثورة- العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الانسان انتشاراً وتدميراً بعالمنا اليوم .ولايزال حتى اليوم عدم المساواة بين الجنسين قائماً بجميع أنحاء العالم. وهو غالباً ما ينجم عن الأهل والمجتمع ومن الحقائق التي لا يمكن التغاضي عنها التمييز ضد المرأة.

ضمن إطار حملة 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، أقامت جمعية تنظيم الاسرة السورية عدة جلسات للتوعية منها جلسة (زواج القاصرات) والتي تحدثت فيها الاختصاصية النفسية رند نضر عن زواج الصغيرات (القاصرات).. بدايةً عرّفت القاصر بأنها هي الفتاة التي لم تكمل الثامنة عشرة من العمر وتم تزويجها من رجلٍ أكبر منها سناً إما بهدف المال أو بهدف التخلّص من مصروفها أو من أجل أن يستروا عليها ويتحاشوا الفضائح.‏

ويعدّ هذا الزواج كارثةً اجتماعية لما له من نتائج سلبية، وغالباً ما ينتهي بالفشل مع وجود طفل أو أكثر تقوم فتاة صغيرة بتربيتهم وتحمّل مسؤوليتهم دون أن تعرف كيف ستربيهم. ويكثر هذا الزواج في المناطق الأكثر فقراً وتنتشر فيها البطالة وتكثر، الأمر الذي يدفع أهلها لتزويجها.

كما قد يكون الجهل سبباً من أسباب هذا الزواج بحجة أن الأهل يسترون على ابنتهم دون النظر إلى عمرها، أو غياب (وفاة) أولياء الأمور أحدهما أو كليهما، أو العادات والتقاليد والخوف من أن لا تتزوج والخوف من أي كلامٍ يمسّ شرفها، أو الخوف من العنوسة‏، والتسرّب من المدرسة وتعلّم أعمال المنزل وانتظار العريس.‏

وقد أشارت احصائياتٌ صادرة عن وزارة العدل أن نسبة زواج القاصرات قبل الحرب كانت 7%أما بعد الحرب فقد أصبحت 14%.‏

وللزواج أبعادٌ طبية خطيرة تؤثر سلباً على صحة الأم والطفل؛ حيث تدل معظم الأبحاث والدراسات على أن مضاعفات الحمل والولادة تزداد بشدّةٍ في حالات الزواج المبكر مقارنةً بحالات الزواج بعد سن 18 سنة.‏ وذلك نتيجة عدم نضوج عقل الفتاة؛ فهي بهذا العمر لا تعرف كيف تتصرف مع زوجها خاصةً إن كان فرق السن بينها وبين زوجها كبيراً فكيف لها أن تتصرف مع رجل فُرِض عليها.‏

كما أن الحرمان العاطفي من الوالدين، والتي يحتاجها كل طفل وطفلة، وتعرضها للعنف النفسي والجسدي وتحميلها مسؤولية أكبر من طاقتها، فالحياة الزوجية أكبر من طاقتها. وكذلك تتحمل الفتاة مسؤولياتٍ فوق طاقتها من أعمالٍ وأعباء الحمل وتربية الأبناء وتحمّل مشاق العمل المنزلي.‏

ولا بد من الإشارة إلى أن الزوجة القاصر لن تنتقل إلى منزلٍ بمفردها، وإنما تعيش مع أفراد عائلة زوجها؛ وهذا بحدّ ذاته يشكّل لها مشكلةً، كأن يتقبلها الجميع ويستمر زواجها فترة أطول.‏

زواج الصغيرات في سوريا

زواج الصغيرات في سوريا

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015