عراقيات يطلقن حملة ” #سأتحرر”

عراقيات (مجلة إلكترونية)- راودت نوران الطائي (17 عاما) من بغداد (طالبة في السادس علمي، تعمل محررة في مجلة مشاهير العراق. بدأت الكتابة  قبل أكثر من شهرين) فكرة تنفيذ حملة توعية مع صديقتها امنة حيدر(19 عاما)  حول تحرر المرأة. وقد استهدفت الحملة في بدايتها النساء ولم تحدد عمراً معيناً، بل توجهت للفتيات من سن 13 عاماً فما فوق.

“عرضت الفكرة  على صديقتي، فشجعتني عليها ولاقت فكرتنا  ترحيب عدد من الصديقات لاطلاق حملة “تحرري” وذلك عبر كتابة معاناتهن على ورق ونشرها في مواقع التواصل مع هاشتاك يحمل اسم كل واحدة منهن” تقول نوران، وتضيف أن الهدف من هذه الحملة هو “ترسيخ ثقافة الثقة بالنفس وعدم الخوف لدى الفتيات، وعدم السكوت عن كل من يحاول انتهاك حريتهن”.

بداية الفكرة

اتفقت نوران مع الفتيات وعدههن (35 ) على اعداد حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان (سأتحرر، فكري لي) وكان  المحتوى الموجود في هذه الصفحات تحفيزي.

“أمور مستفزة كثيرة في واقعنا دفعتنا لهذه الفكرة، على سبيل المثال إجبار بعض الفتيات على ترك دراستهن من أجل الزواج او التمييز داخل الأسرة بين الفتاة وأخيها وتطبيق ثقافة العيب والحرام في مجتمعنا على الإناث حصرا وكأنهن خطيئة يجب دفنها وإبعادها عن الأنظار. ومن خلال هذه التجارب المريرة، وجدنا كلمات تحفيزية من بعض الأصدقاء والناشطيين وعُرض علينا تطبيق الحملة على ارض الواقع “.

بدأت  الحملة ب (3) فتيات، ليصبح عددهن حاليا 36 فتاة، تتراوح اعمارهن بين 16-23 عاما  استخدمن وسائل التواصل الاجتماعي للعمل والترويج للحملة وقسمن العمل بينهن: “هناك مختصات بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي واخريات عملن على تصميم الشعارت والبوستات وفريق آخر اشتغل على الردود وغيرها من المهام الاخرى”، تبين نوران.

معوقات

تدرك نوران  ان الحملة ليست امرا  سهلا بل يحتاج جهدا ووقتا  لأن “مواجهة الناس بأمر لم يعتادوا عليه صعب ولو حققنا نجاح 1% نكون حققنا انجازا كبيرا”. ومن المؤكد أن ولادة أي فكرة جديدة ستواجه بعض الصعوبات في تطبيقها، ولكن فتيات حملة “التحرر” مؤمنات برسالتهن ” نحن مؤمنات بنجاحنا لأننا بعد التفكير والإطلاع على أفكار الكثير من نساء مجتمعنا، وجدناهن متفقات معنا بالراي بأن النساء محرومات من كل حقوقن”.

مرت نوران بمواقف استهزاء و عداء الكثيرين لها وللفكرة؛ وحتى من أقرب الناس إليها، أمها ” موقف والدتي كان  الاقسى، فأثناء كتابتي عن السافرات (غير المحجبات) ودفاعي عنهن، أسمعتني كلاما قاسيا جدا وحاولت التاثير عليّ لتغيير أفكاري، لكنني قاومت وحفزني ذلك لتحقيق فكرة الحملة.”

طموحات واصرار

تعتقد نوران  أن أساس تقدم أي مجتمع يكمن بالإعتراف بأخطائه وفهم التشوهات الموجودة فيه والعمل على تصحيحها وتلافي وقوعها، لذلك فهي تطمح مع صديقاتها إلى أن يتقبل المجتمع فكرة وجود المرأة وأحقيتها في العيش في مجتمع يتنفس مبادئ العدالة والمساواة، بدون تمييز، لتحقق المرأة  طموحها المشروع بدون قيد أو منغص.

” لابد من تطبيق حقيقي وفعلي لحقوق المراة بعيدا عن الشعارات الرنانة ” تصرّ نوران، وتتابع ” نحن عبارة عن مجموعة نسوية من الفئة الشابة نحاول الدفاع عن حقوق المرأة بأكملها وإثباتها في المجتمع، سواء تقبلنا أو لا، هدفنا الوحيد هو نشر وعي ثقافي عند كل رجل يفكر بتكبيل إبنته أو أخته أو زوجته بالعادات والتقاليد البالية بحجة العيب، متناسياً أن للنساء حقوقاً يجب احترامها. وتختم حديثها قائلةً “نحن نبحث عن حريتنا في واقع قام بتكبيلها. سنتحرر ليس من أجلنا فقط، بل من أجل كل إمرأة تعاني في خضم ظروف الجهل والتخلف “.

حملة " #سأتحرر"

حملة ” #سأتحرر”

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015