في عيد المرأة العالمي.. أين القوانين السورية؟
لوحة للتشكيلي محمد نصرالله

suwayda24- في يوم المرأة العالمي، لاتزال القوانين السورية بما يخصّ المرأة، جائرة وغير عادلة للمرأة، وليست رادعة لمرتكبي جرائم التحرّش والاغتصاب، فجرم المتحرّش 75 ليرة، والمغتَصب يفلت من العقاب اذا عرض الزواج على الضحية!

ألقت “السويداء 24” الضوء على وضع المرأة السورية بشكل عام، وعلى حال المرأة في السويداء بشكلٍ خاص، من خلال إجراء لقاءات مع ناشطات من السويداء.

بيسان ناشطة حقوقية ترى أن القوانين ظالمة بشكل عام من حيث القوانين، بدءاً من حقّ المرأة في الميراث إلى ما يسمى بجرائم الشرف، وصولاً الى الأعراف المتعلّقة بالزواج من حيث فكرة “المقدّم و المأخّر” التي تضع المرأة بمثابة السلعة التي تُباع وتشترى.

وتضيف بيسان، في السويداء لا يعدّ وضع المرأة جيداً بشكل عام، فالمرأة تتعرّض للتحرّش وخصوصاً التحرّش اللفظي بشكل مستمر، وهذا لاينفي وجود التحرّش الجسدي، وإن كان بأوقات وأماكن محددة، إلا أنّ القوانين المتعلّقة بالتحرّش غير رادعة أبداً، لذلك يقدّم عليها المتحرّش دون خوف.

ويفرض قانون العقوبات السوري غرامة على المتحرّش تبلغ 75 ليرة سورية فقط!.. غرامة تثير سخرية المواطنين، ولا تشكّل رادعاً على المتحرّش، لذلك تواجه المرأة التحرّش بمفردها ودون أن يحميها دستور أو قانون.

فالمادة 506 من قانون العقوبات تنصّ على “من عرض على قاصر لم يتم الخامسة عشرة من عمره أو على فتاة أو إمرأة لها من العمر أكثر من خمس عشرة سنة عملاً منافياً للحياء، أو وجّه إلى أحدهم كلاماً مخلاً بالحشمة، عُوقِب بالحبس التكديري لمدة ثلاثة أيام أو بغرامة 75 ليرة ﺃﻭ بالعقوبتين معاً”.

والطامة الكبرى في القانون السوري هو ما يتعلّق بجرائم الإغتصاب، فرغم أنه يفرض عقوبات كبيرة على مرتكبي جريمة الإغتصاب، تصل في بعض الأحيان إلى الحبس في سجن الأشغال الشاقة مدة عشرين عاماً، إلا أنّ المادة 508 عقوبات عام تفسح مجالاً للمغتصب بالنجاة من فعلته، فهي تقضي “بأنه إذا عقد زواج صحيح بين مرتكب إحدى جرائم الاغتصاب والفحش والخطف والإغواء وبين المعتَدَى عليها أُوقِفت ملاحقته والتبعات القانونية بحقّه.”

وفي العودة إلى بيسان، فقد اعتبرت أن مجتمع السويداء منغلق، تضطر المرأة فيه لأن تتقيّد بلباسها وتسريحة شعرها وبكل شيء يعتبر في المجتمعات الأخرى خاصاً لا يُمَسُّ، كحرية اختيارها لعملها وحتى إن كان في مقاهي محترمة على سبيل المثال، فليس كل عمل مسموح لها. كما نوّهت إلى التسلّط الذكوري على المرأة الذي يقيّد حركتها؛ فالأب والأخ يتحكّمون في حياتها حتى باتخاذ أبسط القرارات، إضافةً للنظرة السلبية للمرأة المُطَلَّقة ومحاولة استغلالها جنسياً.

وفي حديث للسويداء 24 مع الناشطة بحقوق المرأة لبنى، قالت: “إن القوانين المتعلّقة بالمرأة وخصوصاً الزواج والطلاق والتوريث وحضانة الأم لأطفالها، غير منصفة”، وأرجعت السبب إلى أن لهذه القوانين خلفيّات دينية وعشائرية وخصوصاً جرائم الشرف.

وأوضحت الناشطة لبنى أنّ المرأة في السويداء لها مساحة أكبر من الحرية، ورغم أن مجتمعنا “ذكوري”، فقد استطاعت المرأة فيه إثبات ذاتها بعلمها وعملها في ظلّ تشجيع محدود للمجتمع لها.

وبسؤالنا لها عن حصول المرأة في السويداء على حقوقها أم لا، أجابت: “لا يمكن فصل المرأة في السويداء عن باقي نساء سوريا كون حقوقها ترتبط بالقوانين، لذلك فإن المرأة مظلومة من هذه الناحية للأسباب الآنفة الذكر”، إلا أنّ لبنى لا تنكر تميّز وضع المرأة في السويداء عن مثيلاتها في العديد من المحافظات السورية.

وختمت لبنى حديثها بالمطالبة بتعديلات قانونية بما يخصّ “جرائم الشرف” وخصوصاً بعد الحوادث التي شهدتها المحافظة العام المنصرم، لعلها تصبح قوانين رادعة.

أما راوية المناصرة للمرأة، فقالت إن سوريا صادقت على الانضمام إلى إتفاقيات حقوق الإنسان السبعة الرئيسية ومن بينها «اتفاقية حقوق الطفل» (أطفال وطفلات) و«اتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة» (سيداو). إلّا أن سوريا تحفّظت على مواد من إتفاقية “سيداو” وبالتالي عدم مواءمة القوانين السورية مع مواد الاتفاقية: المادة 2، روح الاتفاقية.. ثم رفع التحفّظ بشرط عدم التعارض مع الشريعة الإسلامية.

وترى راوية أنّ التحدّيات التي تواجهها النساء :
التعرّض للعنف بكافة اشكاله،
عدم المشاركة في صنع القرار، والتحرّش، والعنف المنزلي، وغياب فرص العمل،وانعدام الاستقلال الاقتصادي،
النظرة الدونية والتمييز بين الجنسين، وعدم وجود أماكن لرعاية الأطفال في أماكن عمل النساء،
والدور السلبي للمؤسسات الإعلامية والدينية بإظهار النساء بدور نمطي تقليدي كربّة منزل فقط.

وقد وثقت السويداء 24 مقتل سيدتين بدعوى جرائم الشرف على أيدي مقربين منهنّ العام الفائت، ومقتل شابة بظروف غامضة داخل منزلها، والمتهم بقتلها شقيقها، لكن سجّلت القضية ضدّ مجهول، بعد ادعاء والدها أن منزله تعرّض لإطلاق نار من مجهولين في محاولة لاغتياله.

وبعيداً عن الجوانب السلبية فقد تميّزت نساء السويداء بمشاركة الرجال بمختلف جوانب الحياة، وإحدى النساء التي خلّدت اسمها في تاريخ الجبل، بستان شلغين ابنة قرية صميد في اللجاة، حيث باعت مصاغها لشراء المؤونة والطعام للثوّار، ثم باعت ماشيتها لشراء السلاح في ثورة الجبل ضدّ المستعمر الفرنسي حينها.

لوحة للتشكيلي محمد نصرالله

لوحة للتشكيلي محمد نصرالله 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015