كتاب مترجم عن الفرنسية يعرض 14 بحثاً علمياً لفهم واقع المرأة
كتاب “الحوكمة المحلية في العالم العربي والبحر المتوسط: أي دور للنساء”

عزيزة علي/alghad- صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر الطبعة العربية الأولى لكتاب “الحوكمة المحلية في العالم العربي والبحر المتوسط: أي دور للنساء”، ترجمه عن الفرنسية أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية د. جمال الشلبي، قام بالتحرير كل من: صفاء منقذ، سيلفيت دانفيل، وكتب مقدمته مارك لافيرن.

يتضمن الكتاب “14” بحثا علميا يعد “نافذة” حقيقية لفهم واقع المرأة بالعموم، والمرأة العربية والمرأة في الدول الأوروبية المطلّة على البحر المتوسط مثل فرنسا، وإسبانيا،.. وغيرها. وتعامل الكتاب بمهنية وحرفية عالية في تحليله لدور المرأة وواقعها النفسي والاجتماعي والسياسي بطريقة أقرب ما تكون إلى “قصة روائية” مثيرة للدهشة، وجاذبة للأحداث، ومتكئة على سحر الكلمة والفكرة.

يقول مارك لافيرن، في مقدمته للكتاب، إن المجتمعات العربية، والأوروبية على ضفة البحر المتوسط، منخرطة في حركة تحرّر جماعية المرأة؛ فالمدينة على المستوى المحلي عموماً، هي في قلب هذا التطوّر والتحرّر، صحيح أن المجتمعات تتحضر بالتأكيد، ولكن عملها يتطلب -باستمرار- مزيداً من انخراط النساء في المدينة خارج النطاق العائلي الذي يقيّدهن، لذلك تتطلب المنافسة العامة التي أطلقتها العولمة، فضلا عن التطور التكنولوجي المتسارع، تدريباً ومهارات تكون فيها النساء، على الأقل، على قدم المساواة مع الرجال.

عن محتويات الكتاب والهدف منه، قال المترجم د. جمال الشلبي، في تصريح لـ”الغد”، إن قضية المرأة هي قضية الإنسان برمته، منذ التاريخ وإلى الأزل، فهي لم تعد “قضية محلية” يهتم بها مجتمع أو دولة دون أخرى، بل على العكس من ذلك أصبحت قضية المرأة “دولية عالمية”.

والكتاب يبرز، بحسب الشلبي، “نسبية” أوضاع المرأة في العالم؛ فلم تعد الدول الديمقراطية الغربية هي “النموذج الأمثل” في التعامل مع المرأة، وهذا ما أبرزته العديد من المقالات لباحثات غربيات يسلطن الضوء على قضايا التحرش الجنسي، والاغتصاب، والرؤية المتعالية تجاه المرأة في بلادهن، فضلاً عن قضايا عدم المساواة بين الرجال والنساء في الرواتب في معظم مؤسسات الدول الغربية بالعموم.

ويرى الشلبي أن موضوع المرأة والجندرية ليس فقط في العالم العربي والعالم الثالث فقط، بل في العالم الغربي الديمقراطي أيضاً؛ حيث تعدّ قضية المرأة من المواضيع المهمة التي يتداخل بها “الموضوعي” مع “الذاتي” لمن يدرسها، ما يعني ضرورة التركيز على هكذا مواضيع وقضايا وظواهر اجتماعية لها انعكاسات قوية ومؤثرة بالمجتمع والدولة ومستقبلهما في ظل صراعات الهوية الحاصلة في عالم اليوم.

وتحدّث الشلبي عما لفت انتباهه في هذا الكتاب ليقوم بترجمته، قائلا “إنه جهد بحثي أكاديمي قامت به السيدتان “صفاء منقذ، وسيلفيت”، عبر تنظيم مؤتمر كبير في القاهرة وبدعم من اليونسكو، وشارك به الكثير من المتخصصين والمهتمين بدور المرأة في العالم العربي ودول حوض المتوسط الأوروبية مثل فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وغيرها من الدول، إضافة إلى نوعية للأدبيات المتعلقة بالمرأة، فالكتاب يعالج قضايا المرأة النفسية، والاقتصادية، والاجتماعية والسياسية من “منظور أكاديمي” دقيق من أجل الوصول إلى حقائق المرأة، ودورها ومشاكلها المتأتية من الثقافة من ناحية ومن الواقع السياسي الذي تحاول بعض الجهات المحافظة أن تسيره لصالحها من ناحية ثانية.

وعن دخوله الى عالم الترجمة، يقول الشلبي “أستطيع أن أُعد نفسي هاوياً للترجمة، كما أرغب في إيجاد علاقة مستمرة مع اللغة الفرنسية التي تعلمتها، لاسيما وأن ممارسة هذه اللغة في دولة مثل الأردن قليل جداً، ما يجعل الترجمة حالة “مراجعة ذاتية” للغة من ناحية، وعدم نسيانها من ناحية أخرى”، مضيفاً أن ترجماته محصورة بأصدقائه القريبين الذين يشعر بقرب نفسي وثقافي تجاههم؛ “لا أقدم خدماتي في الترجمة رسمياً لأحد، بل يبقى الأمر مغلقاً ومحدداً بالأصدقاء”. ويشير الشلبي الى أنه قام بترجمة بعض الكتب مثل كتاب “الحوار العربي الإسكندنافي”، الذي “شرفني الأمير الحسن بن طلال بتقديمه كونه يُعدّ من أهم الكتب حول العلاقات العربية الاسكندنافية القديمة منها والحديثة”، وكتاب “حبر الشرق بين الحروب وصراع السلطة”، للمؤرخ المعروف في جامعة باريس د.دومينك شفالييه.

يُذكر أن د. جمال الشلبي حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوربون 1995، وآخر كتاب له هو “الأردن: ثوار بلا ثورة”، المؤسسة العربية، بيروت، 2018، حاز على “جائزة الأكاديمي العربي 2017” في تونس، “جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب 2013″، في عمان، و”جائزة اليونسكو- الشارقة للثقافة العربية 2006″، في باريس.

كتاب “الحوكمة المحلية في العالم العربي والبحر المتوسط: أي دور للنساء”

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015