مدير عام منظمة المرأة العربية: “كوتة” النساء نقلة نوعية.. وتمكينها سياسيًا واقتصاديًا على قمة أولويات المنظمة
فاديا كيوان مدير منظمة المرأة العربية

albawabhnews- أكّدت الدكتورة فاديا كيوان، مدير عام منظمة المرأة العربية، انحيازها لكوتة المرأة المصرية فى مجلس النواب المقبل، وأن “الكوتة” تعد نقلة نوعية لوضعية ومكانة المرأة السياسية.

وأضافت فى حوارها لـ”البوابة نيوز”، أن التجربة السياسية علمتنا أهمية حضور المرأة ومشاركتها بشكل فعال فى الوجود السياسي.

وأشارت إلى أن من أهم الملفات التى ناقشتها المنظمة فى الفترة السابقة هى آلية تمكين المرأة، فى المجال السياسى والاقتصادى وصناعة القرار، بالإضافة إلى مناقشة التشريعات الخاصة بوضع المرأة بكل الجوانب.. وإلى نص الحوار..

■ نود التعرّف فى البداية على أهداف منظمة المرأة العربية؟

– أهداف منظمة المرأة العربية تنصب على دعم وضع المرأة العربية والنهوض بها فى شتى المجالات، عبر مجموعة مجالات عمل مختلفة منها مجالات تربوية وسياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وغيرها، والمنظمة تعمل من خلال الآليات الوطنية، والأجهزة الموجودة بالدول منها مجموعة من الخبراء، بالإضافة إلى جهات على المستوى الإقليمي، وهو ما جعلنا نجمع معلومات عن وضع المرأة العربية فى معظم الدول التابعة، وقمنا بعمل مسح عن المرأة فى كل المجالات، ومن ثم برامج للمرأة بأكثر من دولة، وذلك لتقديم خدمات لها بالتعاون مع الحكومات والوزارات المعنية، منها المجلس القومى للمرأة على سبيل المثال فى مصر، والهيئة الوطنية بالأردن.

■ ما أهم النقاط التى ناقشتها المؤسسات المعنية بالمرأة فى الدول العربية؟

– أهم الملفات التى تمت مناقشتها خلال الفترة السابقة، آلية تمكين المرأة، فى المجال السياسى والاقتصادى وصناعة القرار، بالإضافة إلى مناقشة التشريعات الخاصة بوضع المرأة بكل الجوانب، بالإضافة إلى التدريب والتمكين السياسى للمرأة، كما أن نشاط المنظمة موجود على الموقع الإلكترونى للمنظمة يمكن متابعة كل جديد، وذلك للاطلاع على التشريعات التى حصلنا عليها فى كل المجالات.

■ ما رأيكم فى تعديل الدستور المصرى ووضع “كوتة” للمرأة فى مجلس النواب لمنحها فرصة للمشاركة السياسية؟

– أنا قبل ذلك كنت ضد الكوتة، وبالتجربة السياسية أصبحت اليوم “مع الكوتة بتشدد”؛ لأن الواقع علمنى أنه دون كوتة لا يمكن أن ننتقل نقلة نوعية، وذلك بحضور المرأة ومشاركتها بشكل فعال فى الوجود السياسي، لكن لا بد أن نكون حذرين بطريقة تطبيق الكوتة، لأن الكثير يعتبرها أمرًا غير مريح، فلا بد من التدقيق فى اختيار المرأة التى تشارك فى الحياة السياسية لتستطيع أن تقوم بدورها بشكل فعال، وأنا أقول إن الكوتة “شر لا بد منه” لكن بصورة استثنائية وغير دائمة.

■ كيف يتم تدريب المرأة سياسيًا؟

– هناك برنامج تتولاه المنظمة خاص بتدريب المرأة بمراقبة الانتخابات، وبدأنا بدورتين ونعمل على التجهيز لدورة ثالثة، ليكون تدريبًا عمليًا مكونًا من 200 ساعة، ويتم اختيار السيدات عن طريق الدول بترشيح السيدات المشاركات فى التدريب، ويكون لهن دور معنا فى المنظمة بمراقبة اللجان الانتخابية كخبراء خارجيين للمنظمة بعد اجتياز التدريب، وبالفعل سيتم التعاون مع الحكومات كلها فى هذا الأمر.

بالإضافة إلى البرنامج التقليدى الذى نقوم به لتدريب المترشحات على المناصب السياسية، من تنظيم الحملات الانتخابية، وتنظيم حملات التبرع، وإعداد الأجندة وكل القضايا التى تحتاجها المترشحات، ونحن نتعاون مع 16 دولة عربية، ونقوم بتدريب سيدات، يقمن بعدها بدور المدربات لتتولى كل سيدة فى دولتها تدريب مجموعة من السيدات.. وهكذا لتتوسع دائرة المتدربات.

■ ما دوركم للمرأة الريفية أو التى لا تحظى بقدر كافٍ من التعليم؟

– نقوم بتدريبهن على الأعمال الحرفية، أو أن تتولين تسويق بضائع أو غير ذلك من المهن البسيطة، والمرأة الريفية نوفر لها برنامجًا استرشاديًا عن طريق الموبايل لمعرفة خطوات الزراعة، ونستعين بسيدات ريفيات متعلمات ونعمل على تدريبهن، وهن يقمن بدورهن فى تدريب غير المتعلمات.. والبرامج التى وضعت للمرأة الريفية تعتمد على الصورة، وليس الكتابة وهكذا.

■ وكم يبلغ عدد الدول المشاركة فى المنظمة؟

– عدد الدول المشاركة 16 دولة، وفى السنوات الأخيرة جمدت دولتان عضويتهما، هما الإمارات والبحرين، قبل تولى إدارة المنظمة، كما اتخذت جامعة الدول العربية قرارًا بتجميد عضوية سوريا بسبب الأحداث السياسية بها، ليصبح عدد المشاركين الآن 13 دولة.

■ هل هناك جهود لعودة عضوية كل من البحرين والإمارات؟

– توجد جهود بالطبع، وكان هناك رد فعل إيجابى منهما لاستئناف عضويتهما مرة أخري، لكن لم يحدث حتى الآن.

■ وماذا عن وضعية المرأة السورية؟

– جامعة الدول العربية هى التى اتخذت قرار تجميد عضويتها داخل المنظمة لاختلافها مع النظام السوري، ونحن نريد الرجوع عن التجميد بصرف النظر عن الخلاف السياسى مع النظام السوري، ولكن المرأة السورية تحتل دائرة اهتمامنا بشكل مباشر.

■ وماذا عن تمويل المنظمة؟

– هناك عدة جهات للتمويل، الأولى التمويل الرئيسى مثل الجامعة العربية، بالتعاون العربى المشترك، والتمويل يبدأ بمساهمات من الدول، والنوع الثانى من التبرعات التى نحصل عليها من الشخصيات العامة، والطريقة الثالثة بتبنى بعض المبادرات على نفقة دول معينة، مثل تبرع الشيخة فاطمة من الإمارات بتمويل شبكة المرأة العربية الإلكترونية، كذلك تبرع الملكة رانيا بتمويل برنامج اتصال فى مرحلة سابقة، ونحن نحاول التواصل مع السيدات الأول لتمويل برامج للمرأة بشكل مباشر، وأخيرًا الشراكة مع جهات دولية فى تنفيذ برامج نتحمل منها جزءًا والدول المعنية تتحمل جزءًا من الأعباء المالية.

■ ما دور منظمة المرأة العربية مع السيدات النازحات من عدم الاستقرار السياسى بدولهن؟

– توجد لدينا أربعة أنواع من الأنشطة، منها دعم الصحة النفسية للسيدات اللاتى تأثرن بأنواع من العنف غير مسبوقة، الثانى دعمهن فى مجال التعليم وفتح فرصة للتعليم لأطفالهن، والثالث دعمهن بتزويد مهارات علمية وتقنية ليجدن فرص عمل مناسبة.

ونستعد حاليًا لتنظيم جولة باليمن لتقديم الدعم للسيدات اليمنيات بدعم رمزى إنساني، منه احتياجات المرأة الأساسية؛ حيث تقدم لهن حقيبة بها من الأساسيات التى تحتاجها المرأة، وأيضًا دعمًا طبيًا، وبعدها سنتجه للمرأة فى العراق فى البرنامج الخاص بالمهمشين لضحايا النزاعات المسلحة.

■ هل هناك برامج مرتبطة بالشباب؟

– بالفعل هناك برامج مرتبطة بالشباب من الجنسين على مهام حفظ السلام وإدارة النزاعات والمفاوضات والأمور المرتبطة بالمهارات الخاصة فى مثل هذه الأمور، سنقوم بتدريب عدد من الشباب فى مجال الأمن والسلام، وسنتجه إلى تعزيز النساء اللاتى يدخلن فى دور سياسى وحكومى، وتمكين أكثر وتزويدهن بتقنيات مهارية لكى يعملن فى الدور الاجتماعى أيضًا للسياسات العامة، ونعمل على توسعة البرنامج ليشمل شبابًا من الجنسين لتأهيلهم لدخول البرلمانات، بالإضافة إلى برامج أخرى للشباب تكون على المستوى الإقليمى مثل MUN، لتكون محاكاة لعمل منظمة المرأة العربية.

■ وماذا عن جهودكم لتثقيف الأجيال الجديدة؟

– بدأنا فى إصدار كتب وقصص للأطفال لمعالجة هذا الموروث الخاطئ، وتنشئ جيلًا إنسانيًا يتعامل مع الرجل والمرأة بالمساواة فى العقل والحقوق ونشأته نشأة طبيعية غير عنصرية.

■ ما التحدّيات التى تواجه المنظمة فى أداء دورها؟

– أهم التحديات هى القدرات المالية، التى تناقصت بسبب الأحداث المتلاحقة فى الدول العربية، والتحدى الثانى هى الدول التى أصبحت لديها عدم استقرار سياسي، وهو أمر يبطئ وتيرة التعامل، خاصة تغير القيادات السياسية والحكومات بشكل سريع، ولا نستطيع الضغط عليها لأنها أصبحت تحتاج دعمًا ومساندة.

■ ما أهم توصيات منظمة المرأة العربية التى تم تفعيلها على شكل قوانين أو قرارات؟

– أهمها العنف ضد المرأة، سواء جهات حكومية أو دولية بإنشاء تشريعات قانونية، بالإضافة إلى مشروع الاتفاقية العربية لمناهضة العنف ضد المرأة بكل أنواعه، “الأسرى، وزواج القاصرات، وحماية السيدات، والعنف الجسدى للمرأة” وهو مشروع عربى مشترك.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 
فاديا كيوان مدير منظمة المرأة العربية

فاديا كيوان مدير منظمة المرأة العربية

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015