مقعدان لإمرأتين في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2022 !
جنان رمضان وعالية الخالد عضوتان جديدتان بمجلس الأمة الكويتي

الكويت- أفضت الانتخابات العامة الكويتية بالأمس عن فوز سيدتين هما الدكتورة جنان محسن رمضان بوشهري، والأستاذة عالية فيصل الخالد، وذلك وفقاً للنتائج الأولية للانتخابات.

كشفت النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الأمة الكويتي -التي أعلنت صباح يوم أمس الجمعة- عن متغيّرات جمّة في تركيبة المجلس الجديد أبرزها دخول 15 مرشحاً لأول مرة إلى المجلس، فضلاً عن تمكّن المرأة من استعادة حضورها بحصولها على مقعدين بعد غيابها بشكل كامل عن المجلس السابق. فقد  تمكّنت المرشحتان جنان بوشهري وعالية الخالد من الفوز بمقعدين نيابيين في المجلس الجديد.

المتابع لتاريخ المشاركة النسائية في الانتخابات النيابية الكويتية وماحقّقته المرأة في البرلمانات السابقة من نتائج منذ العام 2005؛ وهو تاريخ السماح رسمياً للمرأة الكويتية بالإنتخاب والتّرشح في الانتخابات البرلمانية، وفي أول انتخابات برلمانية تلت إقرار السماح للمرأة بالتّرشح والإنتخاب، أي في العام 2009، تمكّنت 4 نساء من اعتلاء سدّة البرلمان والحصول على مقاعد، وهي نتيجة استبشر الكثيرون بها خيرًا واعتبروها بداية عهد المشاركة النسائية في الحياة السياسية في الكويت. لكن وفي العام 2012، تقلّص عدد النواب النساء في البرلمان إلى 3، ثم إلى 2 سنة 2013، وبعدها إلى مقعد نسائي وحيد في العام 2016، ليعود البرلمان الكويتي رجاليًا صرفًا في نسخة 2020 كما كان قبل 2009.

ولكن الملفت للإنتباه في ما يتعلّق بالإنتخابات البرلمانية في الكويت أنّ إقصاء العنصر النسائي من تركيبة المجلس يقابله حضور فاعل ولافت على مستوى المشاركة النسائية في العملية الإنتخابية.

ولا يمكن البتّة إغفال أزمة الثقة تجاه أهمّية دور المرأة داخل المجلس النيابي وقدرتها على تقديم الإضافة، أزمة لا تتعلّق بالجانب الرجالي وحسب وإنّما تشمل المرأة أيضاً، التي تتفوّق عددياً على مستوى أعداد النّاخبين وفقاً للإحصاءات المحلية، فالمجتمع الكويتي مايزال متأثّراً بالفكر القبلي الذي تفرضه التركيبة القبلية للمجتمع والتي تنتصر للعنصر الذكوري، على الرّغم من التطوّر الثقافي والحضاري الذين عرفهما المجتمع الكويتي.

يضاف أيضاً نظام الصوت الواحد الذي تعتمده الكويت في نظامهاالانتخابي، والذي كان ولا يزال العائق الرئيس دون وصول المرأة الكويتية بالقدر المأمول إلى قاعة مجلس الأمة الكويتي. ووفقاً لهذا النظام يحقّ للناخب التصويت لمرشح واحد في الدائرة المسجل فيها من أصل 5 دوائر يترشّح 10 مرشحين في كل منها. ولذلك يكون الإختيار دائماً محكوماً بحسابات مجتمعية، قبلية، عائلية وعقائدية؛ ممّا يقلّل من حظوظ المرأة في النجاح، وهو ما يفسّر العدد الضئيل للتمثيل النسائي تحت قبّة البرلمان خلال الدورات السابقة.

ورغم أن النضال النسوي في الكويت عريق، ذلك أنّه يعود إلى العام 1962 تاريخ إقرار الدستور في البلاد، حيث ما فتئت المرأة الكويتية منذ ذلك التاريخ تطالب بحقوقها المدنية والسياسية إلى أن نجحت في الحصول عليها سنة 2005.

وتقترح بعض الناشطات الكويتيات اعتماد مبدأ “الكوتا” المعمول به في العديد من الدول العربية والأجنبية. وهو ما يصنّف على أنه تمييز إيجابي من شأنه أن يضمن حصّة ثابتة للمرأة في المجلس النيابي ويؤسس لتقليد  المشاركة النسائية المستمرة في الحياة السياسية.

وللإشارة فإنّ العديد من التجارب أكّدت أن اعتماد نظام “الكوتا” أفرز مشاركة سياسية فعّالة للمرأة، وهو على ما يبدو الحلّ الأفضل من أجل مشهد سياسي متعدّد، خصوصاً وأنّ تجربة الدورات الإنتخابية الكويتية لم تسجّل تغيّراً كبيراً على مستوى السلوك الإنتخابي للنّاخب؛ الذي ما يزال يرضخ لإملاءات المجتمع بكلّ تمفصلاته وتعقيداته.

وبالإضافة إلى فرضية إعتماد نظام “الكوتا”، الذي يستند إلى  تخصيص عدد ثابت من المقاعد ضمن أعضاء المجلس، يظلّ العمل تعديل النّظام الانتخابي المعمول به حالياً في الكويت، مطلباً موازياً لا يقلّ أهميةً عن الكوتا المطلوبة.

تأسس مجلس الأمة الكويتي في 23 يناير/كانون الثاني 1963، ولا يصدر قانون في الكويت إلا إذا أقره المجلس وصدّق عليه أمير البلاد.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

جنان رمضان وعالية الخالد عضوتان جديدتان بمجلس الأمة الكويتي

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015