منتدى جيل المساواة.. أين نساء منطقتنا بعد 25 عامًا من مؤتمر بيجين؟
منتدى جيل المساواة باريس 2021

مزن حسن/ shorouknews- عُقِدَ في الأيام الماضية منتدى «جيل المساواة» في العاصمة الفرنسية والذي يُعَدُّ الثاني بعد منتدى المكسيك، وكان مقرراً للمنتدى أن يُعقد العام الماضي، إلا أن جائحة كوفيدــ19 وضعت ظلالها على هذا المؤتمر كما كانت حاضرة في كلّ تفاصيل حياتنا اليومية العام الماضي.

عُقِدَ منتدى باريس بحضور ممثّلات الدول والمؤسسات الدولية وناشطات الحركة النسوية والنسائية بالعالم؛ على عكس منتدى المكسيك الذي كان فقط عبر الإنترنت، وكأنّ هذا المؤتمر كان جرس إعادة الحياة وأنه يمكن أن يعود الناس لحياتهم السابقة، خاصةً بعد تزايد عدد الذين تلقّوا تطعيم في دول العالم الغربي.

ولنا كنسويات في هذه المنطقة اهتماماً شديداً بهذا المنتدى والذي جاء بعد 25 عاماً من إقرار منهج عمل بيجين والذي طُرِحَ من خلاله، وفيما بعد، التزامات الدول حول قضايا خاصة بالنساء مثل الختان، والعنف ضد النساء، والحقوق الصحية والإنجابية وغيرها من قضايا بلورت عدة آليات للتعامل معها من خلال مؤتمر بيجين والتحالفات التي انبثقت بعده والتي ربطت بشكل كبير الحركات النسوية القاعدية في العديد من دول العالم ببعضها.

أما عن هذا العام وهذا المنتدى؛ فقد خرج بالعديد من الالتزامات والتحالفات التي تضع العديد من الدول والمؤسسات الدولية أمام التزامات بدعم الموارد للحركة النسوية، وتطوير أجندة السياسات النسوية داخل الدول وخاصة السياسات الخارجية النسوية كالتي أقرَّتها السويد وفرنسا والمكسيك مثلاً، وقضايا المرأة وبناء السلام وغيرها من القضايا.

جاء هذا المنتدى ولازالت الجائحة تضرب دول منطقتا ــ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ــ مع تأخّر في نسبة عدد الحاصلين والحاصلات على اللقاح، بالإضافة إلى وباءاتٍ من سنوات تُعاني منها المنطقة مثل: العنف والحروب في عدد كبير من الدول، والعنف ضد النساء، والأزمات الاقتصادية، وغياب الديمقراطية ودولة القانون. وقد كان للجائحة تأثيرها على تلك الأوبئة، فقد استفاد الظالمين وأصحاب السلطة والنفوذ من تلك الجائحة بأن زادت قبضتهم على من يتحكّموا فيهم، وكأن الجائحة جاءت عذراً لهم على استمرار عنفهم وفشلهم.

ويظهر هذا جلياً من خلال تزايد نسبة العنف ضد النساء داخل نطاق الأسرة، أو أشكال العنف الجنسي المختلفة. فقد تم حجر الضحايا مع معنّفيهم، فماذا يفعل هذا المعنّف والكل مشغول بعيداً عنه غير آبهٍ بزيادة قبضته وأساليب عنفه؟

كان حضور نسويات منطقتنا ليس كبيراً فى باريس نتيجة العديد من إشكاليات حرية التنقّل لدينا فى المنطقة خاصةً فى إطار كوفيدــ19. ولم يحتوِ المنتدى على ترجمة باللغة العربية. وكان وجود لقاءات تتحدّث عن المنطقة أو تُمَثَّل فيها نسويات من المنطقة قليلة جداً مقارنةً بتواجد قضايا ونسويات من مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء.

إلا أن هذا الواقع المتشابك لا يقلل ــ في وجهة نظري ــ من أهمية الاشتباك مع التحالفات والأسئلة والقضايا التي نوقشت وتعهّدت الحكومات بالالتزام بها، والبحث عن مساحة لنرسل أصواتنا وتصوراتنا عن واقع حالنا في منطقتنا دون الحاجة إلى ميسّر لذلك.

هذا المنتدى وما نوقش فيه وما خرج منه يمكن أن يكون نقطة بداية جديدة لنقاش جدي حول قضايا مطروحة داخل تلك المنطقة والتزام الحكومات بتعهداتها، كما يمكن أن يكون عيناً جديدة لنا نرى ونشارك ونتعلّم من خلالها من خبرات نسويات في مناطق أخرى خاصة دول الجنوب التي تعاني في المجمل من أشكال مشابهة للجائحة والأوبئة.

منتدى جيل المساواة باريس 2021

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015