منغّصات.. تُعيق حصول المرأة اللبنانية على حقوقها
الحريري والصفدي يطلقان العدّ العكسي للجلسة التشريعية الخاصة بقوانين المرأة

لبنان/ وكالات- تشهد الساحة السياسية في لبنان عودة الجدل بشأن حقوق المرأة اللبنانية، وضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات القانونية لتعزيزها وفرض الشراكة والمساواة التامة مع الرجل، بيد أن هذه المطالب الجديدة القديمة لا تخلو من تعقيدات سياسية وطائفية تضعها بعض القوى، ما يعني أن المعركة لا تزال طويلة إلى حين بلوغ الأهداف المنشودة.

وتتركّز المطالب اليوم على ضرورة منع زواج الأطفال وإدخال تعديلات على قانون الجنسية بما يمنح المرأة اللبنانية المُتَزوّجة بأجنبي؛ الحقّ في إعطاء جنسيتها لزوجها وأبنائها، ذلك أنّ القانون الحالي الذي يعود لعام 1925 والمُعَدَّل في العام 1960، ينصّ على أنّه “يعدّ لبنانياً من وُلِد من أب لبناني”، وهو ما ينطوي على نفسٍ تمييزي ضدّ المرأة، يتعارض والدستور اللبناني كما المواثيق الدولية.

أشارت وزيرة الدولة لشؤون التمكين الإقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الصفدي الى أنّه “حان الوقت لتغييرٍ حقيقيٍّ يساهم في أن تشارك المرأة في صنع الحدث في زمن العهد القوي”.

خيرالله الصفدي، ومن مؤتمر “خلّينا نحكي قانون” برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قالت: “رفض التوطين هو مبدأ دستوري والعدالة الاجتماعية نصّت عليها مقدمة الدستور، لذا علينا إما أن نطبق القانون بكافة مندرجاته أو لا نختبيء خلف الدستور، لذا علينا بالحوار ثم الحوار ثم الحوار،” مضيفةً “سنسعى مع كل المعنيين أن نجلس على طاولة واحدة ونتحاور كي نجد حلًا للأم المتزوجة من أجنبي.”

وتابعت الوزيرة: “فلنضع يدًا بيدٍ ولنتكاتف لتحقيق مسارٍ من شأنه أن يضع الوطن على المسار الصّحيح،” وقالت: “أتمنّى على النواب والوزراء وكل الإعلام والمجتمع المدني والأحزاب والقطاع الخاص أن يكونوا شركاء لنا في هذا المسار. وأبواب الوزارة مفتوحة لأي مشاريع واقتراحات لتصبح المرأة العنصر الأساسي في كل مكان وفي كلّ زمان وعند كل استحقاق.”

وفي هذا السياق، أعلنت خيرالله الصفدي للمرّة الأولى في لبنان والشرق الاوسط، موافقة الرئيس نبيه بري على عقد جلسة تشريعيّة خاصّة لمناقشة اقتراحات ومشاريع القوانين الّتي تُعنَى بالمرأة اللبنانيّة حصراً خلال الأسبوع العالمي للمرأة العام 2020، مشيرةً الى أننا “بحاجة في مسيرتنا النضالية إلى دعم الشريك الأساسي لنا، هذا الشريك هو الرجل أينما كان إن في المنزل أو في العمل أو في موقع القرار. وأول شريكين لهذا المسار هما دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء.”

وأضافت: “ومن هنا واليوم بدأ العد العكسي لاستحقاق 17 آذار 2020 على الموقع الإلكتروني التابع للوزارة وكل حسابات التواصل الإجتماعي أيضاً.” وأردفت: “أؤكّد أنني سأكمل في مسيرة نضال المؤسسات والجمعيّات والنواب والوزراء والقطاع الخاص وحتى أفراد ومع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بشخص رئيستها التي تقوم بخطوات جبارة في هذا المجال”.

بدوره شدّد رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري على أنّه “في موضوع إعطاء ​المرأة اللبنانية​ الجنسية لأولادها يجب الخروج من المخاوف وعدم تحميل الموضوع أكثر مما لا يحتمل”، مؤكّداً أنه “لا يمكن أن نترك المرأة اللبنانية المُتَزوّجة من أجنبي دون حقوقها وأن لا يكون هناك جنسية لأولادها، في المقابل الرجل يتزوّج وبعد كم شهر زوجته تحصل على الجنسية. فإما أن نمنع الأمرين أو نوافق على الأمرين”.

وخلال ​المؤتمر​ الصحفي للإعلان عن مسار قانوني يخص المرأة اللبنانية، لفت الحريري الى أنّ “هذه الأجندة من أهم الأجندات التي تعمل عليها ​الحكومة​”، معرباً عن أسفه لأنه “إلى الآن هناك مقاومة من قبل البعض لإدخال المرأة إلى العمل السياسي بسبب الظنون”. ورأى أن “المرأة تعلّم السياسيين في أماكن عدّة كيف يحصل العمل في الوزارات، وكيف يمكن تحسين هذا العمل، وكيف يمكن محاربة الهدر و​الفساد​ وكيف تحصل المتابعة”، مبيّناً أنه “بين الوزيرات الصفدي وبستاني والحسن وشدياق، الناس يرون الصورة كيف تغيّرت والتعاطي كيف تغيّر كليّاً. ووزيرة ​الطاقة​ ​ندى بستاني​ حلّت مشكلة عمرها 20 سنة في ​المنصورية”.

وشدّد الحريري على أنّ “هناك أمور كثيرة يجب تعديلها في القانون، وهذا الأمر من مسؤولية وزيرة ​الدولة​ لشؤون التمكين الإقتصادي للنساء و​الشباب​ فيوليت خيرالله الصفدي مع كلّ النائبات في ​المجلس النيابي​. الأجندة معروفة وأتمنى أن يكون يوماً ما مكاني امرأة وأن نرى تغييراً فعلياً في القرار السياسي”، مؤكّدا أنه “آن الأوان لأن نأخذ القرارت دون أن نخاف من التغيير ومن إستلام المرأة لمسؤوليات كبيرة”.

كما أشار إلى أنه “في معظم الأحزاب السياسية، كل من يحضر الدراسات والإستنتاجات والأمور الأسياسية، سياسياً وإقتصادياً وبيئياً أو في مجال الأشغال، الأساس في كل هذا العمل هو امراة. وأنا فخورٌ بعنصر المرأة”، مركّزاً على أنّ “دور المرأة أساسي ويجب أن نقوم بأمور جدية وسأكون الداعم الدائم بهذا الموضوع”.

وقال:”أنه للأسف هناك مقاومة لإدخال المرأة إلى العمل السياسي، وأنا أقول أنّ المرأة تعلّم الرجال في العمل السياسي”. كما اعتبر أنّ “هناك قوانين لبنانية يجب تعديلها وهذه مسؤولية النواب وأتمنى أن تتولّى امرأة رئاسة مجلس الوزراء وأنا فخورٌ بعنصر المرأة ودورها أساسي”.

يتم التعامل في لبنان مع المرأة المتزوجة بأجنبي كـ”مواطنة من درجة ثانية”، حيث أنها لا تستفيد من النفقة ومن الضمان الاجتماعي ويُحرَم أبناؤها من حقوقهم الأساسية كالحقّ في التعليم والرعاية الصحية والإقامة، فضلاً عن كون الزوج بإمكانه في حال أراد إعادة الأبناء إلى بلده أن يفعل ذلك دون أي مُعيقات.

وجديرٌ بالذكر أن لبنان موقّع على الاتفاقية الدولية لمواجهة كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة، بيد أنه لم يُقدِم على خطوات جذرية لتفعيل ذلك، ولا تزال العقلية الذكورية هي المهيمنة، فضلاً عن الحسابات الطائفية والسياسية التي تحول دون ذلك.

ويقول محللون إنّ قوى سياسية في لبنان مثل تيار المستقبل تدفع باتجاه إنهاء مظاهر التمييز ضدّ المرأة، وقد بدا هذا التماشي واضحاً حينما رشّح المستقبل امرأة هي ريا الحسن لتكون أول وزيرة للداخلية ليس فقط على المستوى اللبناني بل وحتى العربي.

وتوجد اليوم إلى جانب الحسن 3 وزيرات في الحكومة الحالية وست نساء في البرلمان، بيد أن ذلك يبقى وفق كثيرين غير كافٍ لإشراك المرأة في الحياة العامة، وفرض المساواة التامة مع الرجل والتي ينصّ عليها بشكل واضح الفصل السابع من الدستور اللبناني الذي يقول “كلّ اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحمّلون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم”.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

الحريري والصفدي يطلقان العدّ العكسي للجلسة التشريعية الخاصة بقوانين المرأة

الحريري والصفدي يطلقان العدّ العكسي للجلسة التشريعية الخاصة بقوانين المرأة

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015