ناشطة سورية تلاحق ظاهرة تزويج اللاجئات القاصرات في مصر
تزويج القاصرات

موقع سوريات- لجأت منى التي لم تكمل الرابعة عشرة من عمرها مع عائلتها من مدينة دمشق إلى مصر هرباً من الحرب الدائرة هناك، وبعد أسابيع قليلة تم تزويجها من قبل والدها لشاب سوري لم يلبث أن تركها بعد أسبوعين وذهب إلى سوريا، ليتضح أنه أحد شبيحة النظام، وبعد افتضاح أمره اضطر لتطليقها قبل أن تكمل الشهر الأول من زواجها لتغدو ورقة في مهب الريح.

منى هي واحدة من عشرات القاصرات السوريات اللواتي تم تزويجهن في سن مبكرة في مصر بحجة الستر والعفاف حيناً وللتخلص من مصاريفهن أحياناً أخرى، وبلغت نسبة زواج القاصرات في مصر 25% من عدد اللاجئين في إحصائيات غير رسمية رغم أن السلطات المصرية تتشدد في الترخيص لمثل هذا الزواج.

لأمثال منى، كرّست الناشطة الاجتماعية، “رشا عبد الباسط الفرا”، كل جهودها للاهتمام بالقاصرات ومساعدتهن على مواجهة التحديات والمصاعب النفسية والحياتية التي تعترضهن، وتمكنت من دخول العديد من منازل اللاجئين السوريين لتكتشف عمق تأثير هذه الظاهرة على القاصرات وعوائلهن.
وقدمت رشا، القادمة من حمص، دراسة لمؤتمر أقيم برعاية الأمم المتحدة- المكتب الإقليمي تحت عنوان “نموذج المحاكاة – المرأة العربية munw “، أشارت فيها إلى شيوع حالات من زواج القاصرات في سن مبكرة لا تتجاوز الـ 12 عاماً أحياناً في مصر، دون أي اعتبار لعدم أهلية الفتاة نفسياً أو بيولوجياً أو فارق السن بينها وبين من تقترن به.

درست رشا الترجمة الانكليزية في جامعة حمص وأُجبرت على الخروج من سوريا بسبب ظروف الحرب، وعندما لجأت الى مصر كانت رغبتها إكمال الدراسات العليا باختصاص الترجمة ولم يكن لديها سوى شهادة المرحلة الثانوية فاضطرت للتسجيل في جامعة القاهرة من جديد في قسم اللغة العربية وأثناء دراستها اتجهت للاهتمام بأوضاع اللاجئين وبخاصة صغيرات السن وهن “الحلقة الأضعف” ولا يملكن الخيار في تحديد مستقبلهن.

ولفتت محدثتنا إلى أن “بعض الآباء يتذرعون بصعوبة إكمال تعليم بناتهم أو تأمين مستوى مقبول من المعيشة فيلجؤون لتزويجهن في سن مبكرة لتجد هؤلاء الصغيرات أنفسهن زوجات بحقوق شبه معدومة ومن دون أوراق رسمية توثق هذا الارتباط”.

وروت محدثتنا أن “أحد هؤلاء زوّج ابنته في سن 10 سنوات”، وثمة حالة أخرى استغل فيها أحد موظفي الإغاثة ظروف طفلة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها فعرض على أهلها الزواج منها فقبلوا دون تردد، وبعد ثلاثة أشهر من الزواج بدأت تتعرض للضرب والإهانات والشتائم من الزوج الذي يكبرها بأكثر من خمس وعشرين عاماً.

وأشارت محدثتنا إلى انتشار مكاتب لتزويج القاصرات السوريات في مصر، لافتة إلى السلطات المصرية وضعت بعض العائلات السورية في مساكن بطريق الواحات في 6 أكتوبر، وهي أماكن غير آدمية بالمطلق مشيرة إلى أنها زارت بعض الأسر اللاجئة هناك ولمست تعرضهم للمساومة على تزويج بناتهم من العاطلين عن العمل والبلطجية، أو بعض رجال الدين الذين يأتون بحجة مساعدتهم، ويعرضون عليهم الزواج من بناتهم مهما كانت أعمارهن.

وأكدت رشا أن “معظم حالات الزواج من قاصرات تحدث في مدن 6 أكتوبر، والقاهرة الجديدة، والعاشر من رمضان، وفي محافظات الاسكندرية وبني سويف الدقهلية والغربية وقِنا”. وطالبت الناشطة رشا بـ”ضرورة الحد من زواج القاصرات مهما كانت الظروف ومهما كانت الحال التي يعشنها، ومحاولة إيجاد آليات سريعة لتقديم التوعية الاجتماعية لهذه الحالات”.

وحثّت رشا المنظمات الإنسانية الحقوقية على ضرورة تقديم الدعم المعنوي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني لهذه الفئة من اللاجئات ومساعدة عائلاتهن للخروج من الأوضاع التي يعيشونها.

ووفقاً لدراسة نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، فإن حوالي 700 مليون امرأة في العالم تُزوج قبل سن الـ18 بالإكراه في أغلب الأحيان، وأشارت “ساندرين بلانشون” مديرة الاتصال بمنظمة (فيزيون دو موند) في تصريح لها إلى أن “ظاهرة الزواج المبكر تراجعت عالمياً لكنها لا تزال من الأعراف السائدة في العديد من الدول الفقيرة وخصوصاً في ظروف الحروب واللجوء”.

تزويج القاصرات

تزويج القاصرات

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015