هل من قوة تغيرية تحرر جسد المرأة؟
رفع الوعي لدى المرأة بأنها ليست سلعة للتغطية أو التعرية

تنتقد الكاتبة والباحثة هدى شقراني تسليع المرأة لنفسها وتعتبره نتاجاً لسجن المرأة داخل مفهوم الشكل والجسد عبر التاريخ، فالمرأة لم تتنازل عن عقلها وكيانها طواعية.

موقع قنطرة- إحساس المرأة بأهمية جمالها في إثارة الرجل جعلها تقدم نفسها كسلعة متنازلة بذلك عن جوهرها الإنساني وهو العقل. وفي حقيقة الأمر هي لم تتنازل عن عقلها وكيانها طواعية فالسلطة الذكورية أجبرتها على ذلك.

منذ أن ألصقت تهمة الشر والشيطنة بحواء، المرأة التي أغوت آدم وجرته لإرتكاب الإثم، صُوّرت المرأة كجسد آثم، شهواني لا رأس له. إن تسليع المرأة لنفسها هو نتاج سجن المرأة داخل مفهوم الشكل والجسد عبر التاريخ. وفِي هذا السياق قال بيير بورديو في كتابه الهيمنة الذكورية: “كل ماهو أبدي في التاريخ ليس سوى نتاج عمل تاريخي بالتأبيد“.

الرجل لم يختزل المرأة في بعدها الجسدي فحسب، بل سلبها الحق في التصرف في جسدها كما تشاء. فليس للمرأة سلطة على جسدها. ولو كانت تمتلك تلك السلطة لما رُفعت اليوم شعارات من قبيل “جسدي ملكي” أو “جسدي لي”.

لو كانت تمتلكها لما كنّا  نشهد جرائم الشرف إلى يومنا هذا. نعم، لا سيادة لها على جسدها فهي جسد يتحرش به الرجل ويغتصبه. جسد المرأة هو محل نقاش لا ينتهي داخل المؤسسة الدينية. وهن ذلك قال عباس مكي: “كان جسد المرأة ومازال مادة غنية للتشريع، تحديد المسموح والممنوع من تحركات الجسم وتعبيراته ومتطلباته، تبعا لأنماط مقبولة إجتماعياً، أي في النهاية تبعا لأنماط تخدم مصلحة المتسلط الذي يمتلك هذا الجسد”.

وفي هذه السلطة “الشرعية” للرجل على جسد المرأة قمع لهذا الجسد الذي ربط بالشرف والعفة. وقد قال عباس مكي: الحركية الحرة للجسم جنسيا أساس معنى العيب، وظبطها المقنن أساس معنى الشرف”.

الجنس كهندسة إجتماعية

وحسب ما جاء في “الجنس كهندسة إجتماعية” لفاطمة المرنيسي، نقلاً عن مؤلف “الصحيح” للإمام البخاري، فإنه في الفترة السابقة للإسلام لم تكن للأبوة البيولوجية أهمية ولم تكن المراقبة الجنسية مسلطة على المرأة. وقد كان يوجد عدة أنواع من الزيجات ومن بينها زواج الإستبضاع، وفيه يسلم الزوج زوجته لرجل “فحل” لتحمل منه. وفي زيجة أخرى تجتمع المرأة مع ما دون العشرة وتنسب الولد لأحدهم .وفي نوع آخر من الزيجات تضع المرأة على بابها راية ومن أرادها يدخل عليها وفي حال صار حمل تنسب الولد لأحدهم.

وكان زواج المتعة موجوداً في تلك الفترة أيضا وهو مازال يمارس إلى يومنا هذه بين الشيعة وفي كل هذه الزيجات مفهموم العفة متغيب تماماً. وكان يوجد زواج هو زواجنا اليوم، الذي يتقدم فيه الرجل للمرأة وتعيش معه وهذا هو الذي حافظ عليه الرسول. فالإسلام حرم كل هذه الممارسات الجنسية بإعتبارها زني.

ولأهمية الأب البيولوجي فرضت شهور العدة وصارت الأبوة مؤسسة قائمة بذاتها. ومن وقتها صار الشرف والعف  يرتبطان بجسد وسلوكيات المرأة. ووضعت الرقابة على المرأة فقط فالرجل الفاسق شريف ما لم تخنه زوجته مع رجل آخر وما لم تفقد إبنته عذريتها قبل الزواج. وتحول النظام الأُمومي إلى نظام أبوي. وكلاهما لا يؤسسان لمجتمعات تساوي بين المراة والرجل.

الثقافة الشعبية بدورها ساهمت في قهر الجسد الأنثوي وساهمت في تعميق فكرة المرأة اللعوب والشهوانية، التي يجب أن تخضع للهيمنة الذكورية للحفاظ على الشرف. طبعا هنا أنا لا أتحدث عن الممارسات الذكورية، بل عنما نألف سماعه من الأهل منذ سنواتنا الأولى في الحياة لدعم تلك الصورة وإلى ما ذلك من إدراج للمرأة في صراع تراتبي مع الأخ ثم الخطيب والزوج أي مع الرجل بصفة عامة.

 مثلا العبارة التونسية االشهيرة “تي ماهو إلا راجل” أي “هو رجل يحق له أن يفعل ما يشاء”. أو عبارة “معندهاش راجل يحكم فيهاأي “ألا يوجد رجل في عائلتها ليسيطر عليها” أو “العيب موش فيها العيب في بوها أو راجلها اللي خلاها تخرج هكاكة” أي “العار لزوجها أو أبيها اللذان سمحا لها أن تخرج بذلك الشكل” إلخ، هي كلها عبارات تخدم التحكم في جسد المرأة.

هذه الثقافة الشعبية وهذه المقاييس الإجتماعية، التي يجب أن لا تحرف تعزز سلطة الأهل على جسد المرأة. فسلطة الأهل الراضخة لسلطة المجتمع الذكوري الراضخ بدوره لسلطة الدين تُنشأ جسداً راضخاً لجميع هذه السلط وخاصة الجسد الأنثوي.

تقافة التحكم في جسد المرأة 

 ففي نفس الوقت الذي تشكل فيه الذكرورة والأنوثة حسب المقاييس الإجتماعية المطلوبة، يقوم الأهل بزرع الخوف لدى الطفل من جسده تحديداً حين يبدأ بإكتشافه. الطفل لا يفرق بين الجسد والنفس فهو كل متكامل إلى حين يقمع فيه الأهل، المقموعين بدورهم، حب جسده. فيجزأ هذا الكل إلى نفس “طاهرة” يعيش بها بين أهله وجسد “غير طاهر” يعيش به في محيط آخر في الخفاء وعلى هذا الشكل يكبر ذلك الطفل، فيصير شابا سويّا وعفيفا أمام أهله ومحيطه وشخصا يحب جسده في الخفاء.

وعلى هذا الأساس نرى من يحب نفسه ويكره جسده أو العكس حتى الموت ونرى أيضا من يسد هذه الثغرة بين نفسه وجسده ليعود كلا متكاملا كما خلق. هكذا نحن تتحكم فينا سلطة المجتمع ومهما تحررنا من هذه السلطة التي شوهتنا من الداخل فإنها لا تنتفي تماما من حياتنا. وطبعا هذه الثغرة تكون أعمق بكثير لدى المرأة، وهذا يعود إلى الإزدواجية الأخلاقية للمجتمع بمعنى إباحة الحرية الجنسية للذكور ومنعها تماماً عن النساء.

وقد يصل تطرف الهيمنة الذكورية إلى أقصى حالاتها المرضية إلى فرض النقاب على المرأة، التي تصل إلى قناعة أن كامل جسدها عورة يجب أن تغطيه بالكامل. شخصياً، أعتبر أن إرتداء النقاب هو قرار وحق شخصي لكن صراحة يضيق صدري لرؤيته إذ فيه إعلان صريح أن المرأة ترى في نفسها أداة جنس لا غير.

وجه المرأة جميل وليس عورة

وبالعودة إلى تلازم النقاب مع رؤية الجسد كسلعة جنسية فالغريزة الجنسية بطبيعتها لا يثيرها فقط ما يراه المرء بعينيه، بل قد يثيرها الصوت وكذلك مجرد التخيل. إذا فالنقاب لا يكفى دائما لتجنب إثارة الرّجل. فما الحل إذا؟ هل يجب أيضا كبت صوت المرأة؟ وطبعا هذا يفسر لماذا أغلب المنقبات تلتزمن الصمت في الشارع.

وهنا يأتي السؤال الخطير، كيف نتفادى الفتنة الجنسية التى قد تنتج عن مجرد التخيل؟ خاصة وأننا نطلق العنان لمخيلتنا حين تتعطل بقية الحواس. وجه المرأة جميل وليس عورة. وجهها بكل تفاصيله وتعابيره يمد جسور التواصل مع الآخر.

ولاشك أن النقاب يفصل المرأة عن محيطها ويغذي إغترابها النفسي ووحدتها وتشييئها. المنقبة هي الاخر المنبوذ فكرياً وجسديا وروحيا. هي شيء لا يحمل هوية. هي الآخر التابع كليا للرجل، الذي يمتلكها. هي المرأة التي وضعت النقاب على عقلها قبل أن تضعه على جسدها. وفِي النقاب إهانة للرجل، إذ أن المرأة تعامل الرجل من وراء نقابها كحيوان جنسي وجب أن تضع أمامه حاجزا لكي لا ينقض عليها.

وفِي النقاب إهانة للرجل…

وعن تشييئ المرأة قال مصطفى حجازي: “ينفي هذا المشهد وجود المرأة ككيان إنساني عاقل ومستقل، إذ تحولت الى مادة أو معطى جامد، تتحدث الدراسات النسوية عن تشييء الأنثى؛ والتشييء  يعني اختزال وجود كائن إنساني الى مرتبة الشيء، ويتعلق هذا المصطلح بعمليات التبخيس التي تصيب قيمة الإنسان، كآخر شبيه بنا ومعادل لنا في علاقة تكافؤ، فيحل محل الاعتراف بإنسانيته انهيار لقيمته، ويتحول الى مجرد أداة، أو رمز، يفقد خصوصيته واستقلاليته كلياً.

ويحصل طبعا أن تتمرد المرأة وتفتك حرية التصرف في جسدها وتتحرر من كل وصاية عليه وتقدم نفسها ككائن متعدد الأبعاد قادر على المساهمة في البناء الإجتماعي ولنا في هذا الملايين من النساء. لكن يوجد شق آخر يُخيل له أنه تحرر من هذا القيد التاريخي. وأقصد هنا النساء اللواتي تعرضهن أجسادهن لفرط الإحساس بالنقص لديهن.

السوق الإستهلاكية تقوي آفة تسليع المرأة

ثقافة الإستهلاك في ما بعد الحداثة تنمط العقل وتخاطب الغرائز. فالمعرفة الما بعد حداثية تسوق على أساس أنها سلعة للإستهلاك. وسلطة الصورة تفرض الجسد الفتي المشتهى (جسد المرأة خاصة) وما في هذا إلا تبخيس لها ككيان إنساني متعدد الأبعاد.

السوق الإستهلاكية الما بعد حداثية مستعينة بالإعلام والتكنولوجيا خلقت مواطناً ما بعد حداثي مستسلم لما تريده القوى الرأسمالية أن يستهلك وأن يعرف وخلقت المرأة التي تعرض جسدها كسلعة. تعتقد المرأة التي تتعرى أنها تحررت من سيطرة الرجل على جسدها لكن غاب عنها أنها لم تفلت من سجن التاريخ لها في مفهوم الجسد والشكل وأنها صارت عبدة لسلطة الصورة.

وقد عبرت نوال السعداوي عن ثنائية التغطي والتعري وسجن المرأة داخل مفهوم الجنس والجسد في قولها: “تعيش المرأة التناقض الإجتماعي بحدة، فهي يجب أن تكون باردة عفيفة طاهرة لا تحس الجنس، وهي يجب أن تكون أداة متعة وتشبع زوجها بالجنس حتى الثمالة، وجسدها عورة يجب إخفاؤه بمقاييس الأخلاق، وجسدها مباح يجب تعريته بمقاييس الرواج التجاري والاعلانات عن البضائع. ولا أظن أن هناك إستغلالا أشد من هذا الاستغلال، ولا إمتهانا أشد من هذا الإمتهان الذين تعيشها المرأة، فهي تصبح فريسة بين قوتين متنازعتين متضاربتين كقطعة لحم بين فكين ضاربتين. وكل هذا طبيعي في مجتمع فقدت فيه المرأة مكونات شخصيتها وأفرغت من إنسانيتها وتحولت لشيء أو أداة. فهي تارة أداة للاعلان وهي تارة أداة للشراء والاستهلاك، وهي تارة أداة للإمتاع وخدمة الشهوات، وهي تارة وعاء للأطفال، وهي تارة سلعة تباع وتشترى في سوق الزواج.”

رقي الرجل رهن بارتقاء المرأة “

السؤال المهم الآن هو هل من قوة تغيرية تحرر جسد المرأة وتجعل منها كلاً متكاملاً غير قابل للتجزئة. هل من قوة تغييرية توحد أبعاد المرأة المختلفة. التغيير يجب أن يكون جذريا على مستوى الفكر الجمعي بعيدا عن القرارات المسقطة من قبل السلطة الحاكمة مثل ما حصل مؤخرا في المغرب حيث تم منع إنتاج وإستيراد النقاب في خطوة تمهيدية لمنع إرتدائه. هكذا قرارات خاوية لن تحمل أي بذرة للتغيير الحقيقي. بل بالعكس ستعمق المشكل أكثر. القرار الصائب هو رفع الوعي لدى المرأة بأنها ليست سلعة للتغطية أو التعرية.

شرح مصطفى حجازي، في كتابه التخلف الاجتماعي سيكولوجية الإنسان المقهور، قهر المرأة من خلال إستلابها عقائدياً. ويتحقق هذا الإستلاب حين تتبنى المرأة اعتقادات الرجل تجاهها، بدونيتها وضرورة تبعيتها له بحكم تفوقه عليها وبأن جسدها عورة. فتتعايش مع هذا القهر وترضى به لردجة تطمس إمكانات الوعي لديها وتجعل من الرغبة في التغيير والتحرر صعبة التحقق. وهنا تصير المرأة عدوة نفسها والمتواطئة الأولى ضد نفسها. التغيير الإجتماعي الحقيقي لن يتحقق إلا بكسر هذا الرضوخ الكامل للرجل وكسر التابوهات والمسكوت عنه في ما يخص وضع المرأة وعلاقتها بالرجل.

من خلال تجربة شخصية، تمكنت من إدراك بعدنا عن التغيير الإجتماعي الحقيقي. للأسف حين تُفرض علينا سلطة التابو حتى فى الأحاديث النسائية الخاصة كمنع الكلام فى السياسة والكلام فى الدين وفي وضع المرأة في الإسلام، إلخ. من قبل نساء يختلفون كثيرا عن النساء الذين ترعبهم لعنة التابو فإني فعلا أرى مدى خوف هذين الشقين من الحرية ومدى عمق تأثير القهر العاطفي والجنسي والسياسي والإجتماعي فيهما على حد السواء ومدى بعدنا كمجتمعات شرقية عن التحرر الفكري. هذا ما حصل معي منذ سنتين تقريبا في نقاشات طويلة حول مواضيع مختلفة تعتبرها مجتمعاتنا تابوهات مع نساء تونسيات على درجات مختلفة من التحرر ونساء محنطات فكريا يهبن النقاش في المسكوت عنه.

الغريب أن سلطة التابو فرضت عليّ من قبل الشق المتحرر أو الذي كنت أعتقد أنه متحررا. كيف يمكن فرض عدم الحديث في الدين ومغزى النقاش هو التطرّق لقضايا المرأة في مجتمعاتنا؟ لماذا تخاف المرأة من بنت جنسها وتصّدها بقوّة حين تكسر تابوهات الدين والعادات والتقاليد التي فرضها المجتمع الذكوري الأبوي لتحملها المرأة على عاتقها منذ الطفولة حتى القبر؟ لماذا تتهمها بالكفر والحقد على الإسلام وعلى الرجل إذا ما كسرت تلك التابوهات؟

مفارقات النضال من أجل تحرير المرأة

سؤالي هنا: ألا ترون أن الحركات النسوية في العالم العربي ركزت بالأساس على المطالبة بحقوق المرأة؟ بمعنى آخر ألا ترون أن الحروب التي خاضتها الحركات النسوية كانت بالأساس مع المشرّع ولم تكن مع عقل المرأة؟

طبعا أستثني هنا أسماء مهمة كرست حياتها من أجل إرساء وعي أنثوي يضمن التغيير الفعلي لوضع المراة في بلداننا وتأسيس فكر بالإمكان أن تقوم عليه ثورة حقيقية على النظام الأبوي القاتل. لكن في الآن ذاته لا يحق لي التقليل من شأن النشاط النسوي الشبابي ما بعد قيام الثورات العربية خاصة فس مصر في رفع الوعي لدى النساء بكسر التابوهات وفتح الباب للنقاش الحر.

وفِي شكل آخر من أشكال التمرد على الهيمنة الذكورية على جسد المرأة، ظهرت ناشطات منظمة فيمن النسوية وربما أشهرهن على المستوى العربي التونسية أمينة السبوعي والمصرية عليا المهدي.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل نحن بحاجة لاظهار صدورنا لنكسر هذا الإختزال التاريخي للمرأة داخل حدود الجسد؟ انها حقا مفارقة، من جهة نحن نناضل لكي نكسر صورة المرأة الجسد ومن جهة أخرى، نظهر أكثر مواقع أجسادنا حميمية. شخصيا، لاً أعتبر هذا شكلا من أشكال النضال من أجل تحرير المرأة.

وحقيقة لا يجب أن نحمل الحركات النسوية ما لا طاقة لها عليه. فالمؤسسات النسوية تلقى القليل من الدعم والصد من الدولة أيضا ولنا في هذا مثال ما يحصل حاليا في مصر. فالمؤسسة العسكرية المصرية حاليا تتصدى بقوة للنشاط النسوي المصري خوفا من زعزعته للنظام الأبوي التاريخي الذي يحكم المجتمع المصري بقوة.

والنساء بعيدا عن الحركات النسوية هُن القوة الحقيقة للتغيير. لكن، أغلب النساء المتعلمات في بلداننا يتجملن بالشهادة الجامعية كما لو أنهن يتجملن بفستان أنيق أو بحلي في حفل زفاف لعرض أنفسهن للزواج. وبذلك تصير الشهادة الجامعية لا تختلف كثيرا عن فستان تلك السهرة، كلاهما يزيدان من قيمتها في سوق الزواج .. فالمنافسة على أشدها.

للأسف تعليم المرأة العربية لم يحرر المرأة فكريا فالمناهج التربوية تكرس علوية الرجل ودونية المرأة. فكيف للمرأة إذا أن تتخطى في هذه الحالة دائرة الإستيلاب العقائدي والجنسي والإقتصادي، التي تجعل من المرأة كائنا مقهورا من قبل مجتمع أبوي ذكوري؟

وفي تعليم المرأة دون تحرير عقلها تكوين لقوة منتجة تستغل من قبل الأهل والزوج. أضف إلى ذلك، تعتقد المرأة المتعلمة أنها “مثقفة”، هكذا تصف نفسها، وأنها إمتلكت من العلم والوعي ما يكفيها لأن لا تتواضع قليلا لتتعلم في غير إختصاصها أو تقرأ كتابا فكريا أو تحضر ندوة عن وضع النساء في العالم العربي، إلخ.

كل هذا لا يعني أن التغيير لن يأتي. سيأتي التغيير وستهز المرأة أركان النظام الأبوي الجاثم على جسدها منذ آلاف السنين.

رفع الوعي لدى المرأة بأنها ليست سلعة للتغطية أو التعرية

رفع الوعي لدى المرأة بأنها ليست سلعة للتغطية أو التعرية

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015