هل يأتي الربيع السوري على أيدي السوريات

موقع هنا صوتك- بات من الواضح  أن قطار التسوية السياسية في سوريا يسير بشكل قسري وصعب. فعلى الرغم من التوافق الروسي الأميركي الذي كلل بالقرار الدولي 2254، ماتزال الأطراف المتصارعة على الأراضي السورية تطمح إلى تحقيق نصر عسكري وتعمل بقاعدة “كل شيء أو لا شيء”.

تصريحات الهيئة العليا للتفاوض تتحدث عن بيئة غير مناسبة للتفاوض، وترى أن الحل السياسي  يبدأ بالنقاش على هيئة الحكم الانتقالي التي لا يكون فيها للأسد دور.

في المقلب الآخر تتحدث السلطة السورية عن الوقت الذي يلزمها لاستعادة الأراضي السورية تحت سيطرتها، وترفض التفاوض مع من تصفهم بالإرهابين. وفي وسط  هذا  الضجيج السياسي  لرجال سوريا، تحاول السوريات أن يُسمع صوتهن، بيد أن المنابر تختلف.

اختارت معظم الناشطات السوريات  العمل المدني  بدلا من الانخراط بالعمل السياسي لبناء نواظم جديدة لحياة سياسية سورية.

أسست السوريات العديد من منظمات الإغاثة والشبكات النسائية. وباستثناء المرأة الكردية  لم يكن للنساء تواجد ملحوظ، لا في المجموعات المقاتلة ولا في الجيش النظامي السوري إلا فيما ندر.

مستقبل سوريا  سيحدد من قبل أصحاب القرار السياسي والعسكري المنخرطين بالمراحل الأربعة للعملية السياسية الانتقالية: التفاوض، بناء السلام، تشكيل حكومة مؤقتة وكتابة الدستور.

إذ تشكل هذه المراحل مساراً أساسياً لإعادة تركيب البنى الاجتماعية وتحقيق التحول الديمقراطي، وفي الوقت نفسه تشكل التحدي الأكبر لمستقبل نساء سوريا وحقوقهن.

كل كلمة ستكتب بالدستور يمكنها أن تغير مستقبل جيل  كامل من السوريات،  وكل حملة إغاثة لا تلتزم بمعيار الأمم المتحدة من ناحية توزيع  معظم الإعانات  على النساء، لن يكون من الممكن ضمان وصولها إلى الفئات المهمشة في المجتمعات المحلية التي تعاني من الحصار والتجويع.

إن وضع القضية النسوية كقضية وطنية فوق كل الصراعات السياسية من شأنه أن يسهم في ضمان مستقبل أفضل للنساء والرجال، وأن يسرع في عملية بناء السلام والسلم الأهلي.

ربما كان تشكيل الهيئات النسائية  السورية تمهيداً لجنيف3، بمثابة خطوات غير مباشرة  في هذا المسار. إذ أعلنت الهيئة العليا للتفاوض عن تشكيل هيئة نسائية استشارية من النساء المعارضات.  وكانت هناك محاولات خجولة لإبراز بعض النساء بجانب الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض في اللقاءات الإعلامية.

وضم وفد السلطة السورية  المفاوض عددا من السوريات الأكاديميات، وشكل المبعوث الأممي إلى سوريا وفداً استشاريا له يحوي 12 امرأة سورية  من مشارب سياسية واجتماعية مختلفة، ليكون أول وفد استشاري نسائي يشكل في الأمم المتحدة لمبعوث أممي .

على الرغم من ضعف الدور الاستشاري في سياق الترتيبات السياسية والعسكرية لسوريا، فإن وجود هذه التشكيلات وما تضمه من كوكبة من النساء السوريات يشكل فرصة لخلق مسار سياسي نسوي، يتجاوز ما وصلت إليه المرأة الكردية السورية من ناحية تمكنها من القيادة السياسية والانخراط الكامل بالعمل السياسي والعسكري.

هشاشة العملية السياسية السورية يمكن أن تكون فرصة للنساء لملء الفراغ بأجندة حقوقهن، والدفع بأجندة التغير الديمقراطي لبناء دولة علمانية ديمقراطية تضمن حقوق النساء، خاصة أن الاتفاق على أن سوريا دولة علمانية قد أُقر في فينيا2، وأكد عليه رئيس الهيئة العليا للتفاوض في كلمته في مؤتمر ميونخ.

تحتاج النساء السوريات إلى مواجهة المسؤوليات الملقاة على عاتقهن بالانخراط  بالعمل السياسي والضغط على متصدري المشهد السياسي السوري لإعطاء قضايا المرأة الاولوية، إذا ما أرادوا دعم النساء اللواتي أصبحن الأكثرية السورية في انتخابات حرة ونزيهة، يزعم المجتمع الدولي أنها ستُنظم في سوريا دون أي مال سياسي أو ضغط أمني أو تأثير ذكوري على نساء العائلة.

تقول الأسطورة السورية  إن “عشتار”، آلهة الحب والخصب، لما أسر إله العالم السفلي زوجها “ديمودزا”، وسال دمه على الأرض، لم تصمت.

نزلت عشتار إلى العالم السفلي لإنقاذه وإعادته إلى الحياة ربيعاً.

فهل يأتي الربيع السوري على أيدي السوريات!

سوريات

سوريات

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015