موقع (إيلاف)/ “دايلي تلغراف” – قبل 100 عام نالت المرأة البريطانية حق الترشح لعضوية البرلمان. وجاء هذا المكسب متزامنًا مع منح البريطانيات حق التصويت، لكن ليس كل البريطانيات. وهنا تكمن المفارقة. فحق التصويت مُنح للبريطانيات اللواتي تزيد أعمارهن على 30 عامًا فقط، لكنهن يستطعن الترشح للبرلمان في سن الحادية والعشرين.
كان هذا الوضع الشاذ يعني أنه بإمكان بعض النساء أن يخضن الانتخابات مرشحات، لكنهن لا يستطعن الإدلاء بأصواتهن فيها.
نجاحات فنية
كتبت المذيعة التلفزيونية كاثي نيومان في صحيفة “دايلي تلغراف” تقول إن ميغان لويد جورج رشحت عن حزب الأحرار في سن السادسة والعشرين، وإن جيني لي كانت في الرابعة والعشرين عندما فازت في انتخابات فرعية عام 1929، التي سُمح فيها للمرأة دون سن الثلاثين بالتصويت للمرة الأولى.
كانت لي امرأة رائدة حقًا، والدها عامل مناجم، وزوجها السياسي العمالي أنيرن بيفن الذي ارتبط اسمه بتأميم الطب ومجانية العلاج في بريطانيا عام 1948.
لكن إنجازات لي نفسها هي ما يثير الإعجاب. فحين كانت وزيرة الفنون في حكومة هارولد ولسن قادت تأسيس الجامعة المفتوحة في مواجهة معارضة من الجهاز البيروقراطي والصحافة والحكومة والمحافظين. وحققت نجاحات كبيرة في رعاية الفنون والثقافة عمومًا، حتى إن الجمهور كان يستقبلها بالتصفيق، عندما تأخذ مقعدها في المسرح. تقول نيومان إن البرلمان البريطاني كان محظوظًا بعضوية لي فيه.
رائدات أخريات
كانت لي واحدة بين نائبات رائدات، بعضهن أصبحن شهيرات، مثل مارغريت ثاتشر، لكن أُخريات بقين مجهولات، مثل مارغريت بونفيلد، التي فضحت استغلال العاملين في المخازن الكبيرة بتشغيلهم 100 ساعة في الأسبوع. وأصبحت بونفيلد أول امرأة تتولى رئاسة المجلس العام لاتحاد النقابات البريطانية، وأول وزيرة حين شُكلت حكومة رامزي ماكدونالد العمالية.
هناك إلينور راثبون، التي أصبحت نائبة مستقلة في عام 1929، ونجحت في إقناع البرلمان بإصدار قانون علاوة الطفل، ليكون مكسبًا آخر من مكاسب دولة الرعاية الاجتماعية. إضافة إلى إيلين ويلكنسن، التي كانت تهز أركان مجلس العموم بألوان ملابسها البراقة وتسريحة شعرها، واستحوذت على مخيلة البريطانيين بقيادتها تظاهرات إلى البرلمان احتجاجًا على غلق حوض لبناء السفن.
من هؤلاء الرائدات نانسي آستور التي انضمت إلى البرلمان في عام 1919 باحتلال مقعد زوجها حين انتقل إلى مجلس اللوردات، وكونستانس ماركيفيتش، التي كانت أول امرأة تدخل البرلمان بعد فوزها في انتخابات ديسمبر 1918. لكنها رفضت أن تأخذ مقعدها عملًا بسياسة المقاطعة التي انتهجها حزب شين فين الأيرلندي، الذي كانت تنتمي إليه.
تخفيف وفيات حوادث السير
تلاحظ المذيعة كاثي نيومان أن العديد من النائبات واجهن أشكال العداء والتحامل نفسها التي ما زالت تعوق عمل نظيراتهن اليوم. وتشير بصفة خاصة إلى النائبة والوزيرة العمالية باربرا كاسل، التي كانت قبل ثاتشر أشهر سياسية في الستينات والسبعينات، وأصبحت هدفًا لحملات معادية من الرجال، بسبب تحديد السرعة على الطرق الخارجية، وفحص السائق، الذي يُشتبه في تناوله الكحول، وفرض استخدام حزام الأمان في السيارات الجديدة.
كانت كاسل تتلقى رسائل كراهية، بما فيها من رجال يعتقدون أنها صادرت حقهم في العودة من المباريات الرياضية سكارى. لكن خطواتها تركت أثرًا عميقًا تبدى في الهبوط الحاد في وفيات حوادث الطرق.