أخبار الأمم المتحدة- قالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بومزيلي ملامبو-نكوكا إن تمثيل المرأة لا يزال ناقصا في عمليات صنع القرار الرئيسية فيما يتعلّق بالمعركة ضد جائحة كوفيد -19، مضيفةً أن الوضع “أسوأ بالنسبة للنساء في مناطق النزاع”.
وقد عقد مجلس الأمن، يوم أمس الخميس، مناقشة مفتوحة بعنوان “المرأة والسلام والأمن: الذكرى السنوية العشرون لقرار مجلس الأمن 1325 (2000) – التركيز على تنفيذ أفضل”.
وجاءت الجلسة احتفاءً بالذكرى العشرين لاتخاذ مجلس الأمن أول قرار بهذا الشأن وللنظر في الخطوات المقبلة لتحسين تنفيذ الخطة المتعلّقة بالمرأة والسلام والأمن.
في مناطق الحروب وفي كل مكان في العالم، قالت مديرة الوكالة الأممية المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، إن الناس يدعون إلى الإدماج والتمثيل، وهو أحد الأسباب الرئيسية وراء خروج الكثير منهم إلى الشوارع وتنظيم الاحتجاجات ورفع أصواتهم.
وقف إطلاق النار العالمي
في غضون ذلك، جدّد الأمين العام أنطونيو غوتيريش دعوته لوقف إطلاق النار على مستوى العالم، مشدداً على أن جائحة كـوفيد-19 هي “أعظم اختبار” واجهه المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية. وقال: “لقد دعوتُ إلى وقف إطلاق نار عالمي فوري حتى نتمكّن من التركيز على عدونا المشترك: فيروس كوفيد-19”.
وأشار إلى القرار التاريخي 1325 الذي صدر منذ 20 عاماً، وأشار إلى أنه من خلال دعم وقف إطلاق النار العالمي، أنشأ المجلس “رابطاً قوياً وقيِّماً” بأجندة المرأة والسلام والأمن.
يُشار إلى أن مجلس الأمن اتخذ في عام 2000 القرار التاريخي 1325 المتعلّق بالمرأة والسلام والأمن، الذي ركّز على أثر النزاع المسلّح في المرأة وعلى دورها في حفظ وبناء السلام وكذلك على الاحتياجات الخاصة بالمرأة في العمليات السلمية ومنع نشوب النزاعات وحلّها.
كوفيد-19 والقرار 1325
وأشار السيد غوتيريش إلى أن فيروس كوفيد-19 له تأثير سلبي غير متناسب على النساء والفتيات، الأمر الذي يجعلهنّ ضحايا لتزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي، بينما يحول، في الوقت نفسه، دون الموارد اللازمة لتوفير الرعاية الصحية لهنّ، بما في ذلك الخدمات المتعلّقة بالصحة الجنسية والإنجابية، وكذلك يهدّد بترك آثار طويلة المدى على عمالة النساء وتعليم الفتيات.
كما شدّد أمين عام الأمم المتحدة على أن ذلك “سيُسهم في استمرار تهميش المرأة فيما يتعلّق بعملية صنع القرار السياسي وعمليات السلام، الأمر الذي يضرّ بالجميع”.
النساء يتقدّمن صفوف الاستجابة للجائحة
علاوةً على ذلك، فإنّ النساء يتقدّمن الصفوف الأمامية للاستجابة للجائحة الصحية، الأمر الذي يُسهم في المحافظة على سير عمل المجتمعات والاقتصادات، من خلال عملهنّ الحاسم كمقدّمات للرعاية الصحية وممرّضات ومدرّسات ومزارعات، من بين العديد من الخدمات الحيوية الأخرى التي يقدّمنها، وهنّ أيضاً يعلمن في بناء السلام على المستوى المحلي وفي المجتمعات حول العالم.
وتابع السيد غوتيريش قائلاً: “يجب علينا أيضاً أن نُشِيد بالنساء اللواتي يتقدّمن الصفوف كلّ يوم في مناطق النزاع بهدف مساعدة الناس المعرَّضين للخطر، والتوسّط بين المجموعات لتمكين المدنيين من الوصول والمساعدات الإنسانية، وبناء الثقة وتعزيز الروابط الاجتماعية”.
وفي إشارةٍ إلى أنّ القرار يدعو إلى وجود المرأة في مناصب القيادة وصنع القرار، أشار المسؤول الأممي الأرفع إلى نجاحاتهنّ “الملحوظة” في جهود احتواء الجائحة مع دعم سبل عيشهنّ أيضاً. وشدّد على أنّ “المؤسسات والمنظمات والشركات والحكومات تعمل بشكل أفضل عندما تضمُ النساء بدلاً من تجاهلهنّ”، مشيراً إلى أنّ المرأة “ضرورية للسلام والتقدّم للجميع”.
وبالإضافة إلى معالجة أزمة المناخ وتقليل الانقسامات الاجتماعية وتحقيق السلام المستدام، “ستكون القيادة النسائية في جميع المجالات حاسمة لإيجاد الطريق الأسرع والأكثر أماناً خلال هذه الجائحة، وبناء مستقبل أكثر سلاماً واستقراراً”.
استمرار المعركة الشاقّة
ومنذ تبنّي القرار قبل عقدين من الزمان، خطت النساء خطوات مهمة نحو الإدماج، لكن المساواة بين الجنسين لا تزال بعيدة. ورسم الأمين العام صورةً لهياكل السلطة التي يُهَيمن عليها الرجال، بما في ذلك حقيقة أن النساء لا يتزعَّمن سوى سبعة في المائة من دول العالم؛ كما يتخذ الرجال في الغالب القرارات المتعلّقة بالسلم والأمن الدوليين؛ وبينما يتم تمثيل النساء في فرق الوساطة التابعة للأمم المتحدة، “يبقين مستبعدات إلى حد كبير عن الوفود المشاركة في محادثات السلام والمفاوضات”.
وذكر الأمين العام أنّ المشاركة الهادفة للمرأة في الوساطة “توسّع آفاق السلام والاستقرار والتماسك الاجتماعي والتقدّم الاقتصادي”، داعياً إلى تبنّي حلول مبتكرة و “سريعة وحاسمة” لإدراجها في عمليات السلام. وقال: “يجب إدراج المرأة كأولوية منذ البداية”.
وحثّ جميع الدول على استخدام “نفوذها السياسي وتمويلها ودعمها لتحفيز وتهيئة الظروف الملائمة لتمثيل المرأة على قدم المساواة والمشاركة في محادثات السلام”.
الأمم المتحدة كمثال
وتحدّث السيد غوتيريش عن عمله بشأن إنهاء التمييز ضدّ المرأة داخل الأمم المتحدة، مؤكّداً على أهمية مشاركة النساء الكاملة كحافظاتٍ للسلام. وأثنى على المجلس لإصداره القرار الأول هذا العام الذي يركّز على المرأة في عمليات حفظ السلام، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الأعداد لا تزال منخفضة للغاية، إلا أنها مستمرة في الزيادة بشكل كبير، وهو اتجاه مهم حيث تطرح النساء وجهات نظرهنّ وخبراتهنّ في كل قضية، بما في ذلك السلام والأمن.
روابط وثيقة
وأشار الأمين العام إلى أن “المساواة بين الجنسين هي إحدى الطرق الأكثر ضماناً بالنسبة للحكومات والمؤسسات الدولية في كل مكان، في سبيل بناء التماسك الاجتماعي والثقة، وإلهام الناس ليكونوا مواطنين مسؤولين ومشاركين”.
واختتم الأمين العام حديثه قائلاً: “لا يمكننا الانتظار عشرين عاماً أخرى لتنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن. لنبدأ هذا العمل معاً، الآن”.
النساء يتركن بصماتهنّ برغم العقبات
بدورها، قالت سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة داناي غوريرا، وهي أيضاً ممثّلة وكاتبة مسرحية حائزة على جوائز، إنه عندما تترك النساء بصماتهنّ “على الرغم من العقبات، لم يكن ذلك ليحدث جرّاء منحهنّ المساحة والفرصة، بل لأنهنّ أصررن واحتججن على استبعادهن”.
كما تحدّثت في جلسة مجلس الأمن أيضاً زرقا يافتالي، الناشطة الأفغانية والمديرة التنفيذية لمؤسسة الأبحاث القانونية للمرأة والطفل، حيث قالت: “لا يمكن أن يأتي السلام على حساب حقوق المرأة”.
وأكّدت أن “كل ما حققناه يمر بمنعطف حرج في ظلّ المحادثات الحالية بين طالبان والحكومة الأفغانية”.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.