رمضانيات/ جريدة (تشرين)- تعدّ صلة الرحم من أخلاق الإسلام العالية، وهي تعني الحنان والرِقّة والإحسان، ولأهميتها اشتق الله اسمها من اسمه الرحمن.. ولاشك في أنّ صلة الأرحام في شهر رمضان تعدّ من الضرورات التي ينبغي القيام بها نظراً لكونها خطوة حقيقية في إزالة الخلافات وتوطيد الأواصر ودعم الأخوة والعلاقات الإنسانية.
شرّع الدين صلة الأقارب والأرحام وحثّ عليها ورغَّب فيها، وحذّر من قطيعة الرحم والهجران لهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).
تتصدر الزيارات العائلية وصلة الأرحام وتبادل الزيارات عناوين شهر رمضان المبارك، ولكن هذه المظاهر والطقوس باتت تتراجع مقابل اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي و«الواتس أب» وتدفّق رسائل المعايدات التي حلّت محل التخاطب المباشر والحضور شخصياً لتبادل التهاني والسلام والعناق التي تشعر الإنسان بحرارة اللقاء.
وبالرغم من أن البعض مازال يحتفظ بهذه العادات والتقاليد، فإن هذا الجيل أصبح يستغني عن هذه العلاقات المباشرة بتواصلٍ يصفه بعض المختصين بأنه يضعف العلاقات الاجتماعية.
د. سمر علي، في «كلية التربية» قسم علم الاجتماع، أوضحت أن التقنيات التي قرّبت المسافات واختصرت الوقت والمال والجهد، هي ذاتها التي اختصرت الكثير من علاقاتنا الاجتماعية حتى داخل البيت الواحد، فكيف على نطاق المجتمع بعلاقاته المتشعّبة؟
لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي باختصار صلة الأرحام والاستعاضة عن الزيارات الشخصية أو الاطمئنان أو المعايدات والمباركات وحتى زيارات المرضى، بمجرد باقات زهور وبطاقات ملوَّنة عبر «الواتس أب» أو «الفيسبوك» و«التويتر».
البعض يسوّغ ذلك بضيق الوقت والانشغال وسرعة الحياة، فقد أصبحت أقرب علاقاتنا افتراضية إلكترونية..
لكن ألا يمكن أن نصحو قليلاً ونطفئ «راوتر» حياتنا الافتراضية قليلاً لننظر في عيون أحبتنا.. أولادنا.. إخوتنا.. أُسرنا وأصدقائنا، فما نقوله وجهاً لوجه مع حرارة الأيدي لا تقوله كلّ مواقع التواصل ببريقها وسحرها.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.