أطباء النساء!.. أنا أحتاجُ للعلاج وليس للإنتقاد!
Taramon

سواتي أكارول/ترجمة وفاء/feministconsciousnessrevolution- منذ وقتٍ طويل وأنا أعاني من ألمٍ مزمن، دورة شهرية غزيرة، اكتئاب، قلق وأعراض أخرى مشابهة خلال وبعد الدورة الشهرية، زرت أكثر من ستة أطباء للنساء في مدن مختلفة في الهند. ومازلت لم أَجِد شخصاً يعطي وقتاً كافياً للمريضة ولا يحكم عليها.

تم تشخيصي بـ بطانة الرحم المهاجرة و متلازمة المبيض متعددّ التكيّسات. وبسبب بطانة الرحم المهاجرة، فإن إحدى المبيضين قريبة جدا من جدار الرحم كما يوجد لدي نسيج نٌدبي يسبب لي الكثير من الألم.
كان أول لقاء لي مع طبيبة النساء عندما كنت طالبة في 19-20 من العمر، وكانت المرة الأولى التي لا تأتي فيها دورتي الشهرية. عندما ذهبت لزيارة طبيبة النساء سألتني إن كان لي صديق وعندما أجبت بنعم، أدخلتني إلى غرفة التصوير بالموجات فوق الصوتية لمعرفة ما إن كنتُ حاملاً. لم يكن هنالِك أي تقرير، أي دليل أو أي إيصال دفع للتحليل.

شعرت بالخجل من نفسي، حاولت اخبارها أنني لم أمارس الجنس منذ آخر دورة شهرية وأنني استعمل وسائل الحماية لكنها لم تبدِ أي اهتمام، لا أعرف إن كانت قد ربطت ممارسة الجنس خارج الزواج مع الميل للكذب. تركت هذه التجربة أثرها علي، وكانت الزيارات الطبية بعد تلك الحادثة متشابهة.

تم تشخيصي ببطانة الرحم المهاجرة عام 2017، وهي حالة مؤلمة جدا عبارة عن خلايا من بطانة الرحم تنمو في أماكن أخرى خارجه. اضطررت إلى ارتداء بيجامات وملابس واسعة والملابس الداخلية الخاصة بما بعد الولادة. أي شيء لا يضع ضغطا على منطقة الرحم كان مفيداً.
كما كنت أعاني من ألمٍ مستمر أثناء المشي، وخلال هذه الفترة، ذهبت لزيارة العديد من أطباء النساء. لم يكن هنالك علاج للمرض بالطرق التقليدية، الشيء الوحيد الذي استطاعوا فعله هو صرف حبوب منع الحمل والمسكنات.

كان أول سؤال يتم طرحه من طبيبة النساء هو إن كُنت متزوجة، فإمرأة غير متزوجة وفي الثلاثين من العمر هو شيء غير طبيعي في قيمهم. كانوا يريدون معرفة إن كنت أُمارس (أو مارست) الجنس. رفضت طبيبة نساء في مومباي أن تقوم بفحصي جسديا لأنني لم أكن متزوجة بالرغم من أنني اخبرتها بأن لدي حياة جنسية، إن لم تكوني متزوجة فأنتِ “عذراء” بالطبع.
ردة الفعل الأكثر شيوعا من طبيبات النساء حول حياتنا الجنسية هي الدهشة. في إحدى المرات احتجت إلى تصويرٍ بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل لتأكيد التشخيص، لكن طبيبات النساء رفضن وصفه لي لأنني غير “متزوجة” حيث أنه يحتاج إلى إدخال جهاز التصوير داخل المهبل. كانت الطبيبة الأولى التي رفضت معروفة عند عائلتي، لم أستطع أن أكون صريحة معها مخافة أن تخرق الثقة.

وبعد عناء وبحث، وافقت اخصائية نسائية عندما توسلت إليها قائلة بأن لدي حياة جنسية، ولم يتم الأمر طبعا من دون انتقاد.

أمر آخر شائع من طبيبات النساء هو نصحي بأنه عليّ أن أتزوج وأنجب الأطفال، يبدو أنهن يعتقدن أن هذا سيساعد بالتخفيف من مشاكل وأمراض النساء، قمت بالبحث كثيرا ولم أي أجد علاقة بين إنجاب الأطفال وبطانة الرحم المهاجرة. علاوة على ذلك، نحن لا نحتاج للزواج ولإنجاب الأطفال! هذا سلوك تمييزي نمطي من قبل طبيبات النساء تجاه النساء في مثل عمري.
أنا امرأة في الواحدة والثلاثين من العمر، والمرأة في هذا السن يجب أن تكون متزوجة وسعيدة وأن تكون أما أيضاً. إن لم تكن كذلك، فسوف ترمي طبيبات النساء كل المشاكل على دورتها الشهرية لإيجاد حلٍ لعدم وجود أطفال.

لقد واجهت الكثير من التحيز السلبي من طبيبات النساء بسبب تعدد شركائي الجنسيين. في مرحلة ما، لم أكن في علاقة وكنت أقابل أشخاصاً متعددين أعتقدتُ أن عمل فحص للأمراض المنقولة جنسيا بشكل دوري هو عمل مسؤول بحكم أنني نشطة جنسيا. ومع ذلك، صٌدمت طبيبة النساء عندما اخبرتها لماذا أريد عمل فحص للأمراض المنقولة جنسيا. أعطتني محاضرة أخلاقية طويلة ونظرت لي بإحتقار. شعرت بأنها تنظر لي كعاهرة (لا مشكلة في أن يكون أحد كذلك بالتأكيد).

بينما كانت طبيبات النساء يميزن ويحكمن، لم أجد أي واحدة منهن تقوم بمناقشة الصحة الجنسية والإنجابية أو طرق الحماية الآمنة معي، كن دائما يسألن إن كان زوجي يرافقني. لكن لماذا يكون لشخص آخر رأي في صحتي الجنسية؟. كان لفتيات ونساء أخريات تحدثت معهن تجارب مماثلة مع طبيبات النساء.

لقد حان الوقت لكسر الصورة النمطية، التجاوزات الدقيقة والتمييز ضد النساء الغير المتزوجات. نستطيع ممارسة الجنس، نستطيع العيش من دون زواج أو أطفال، وأن يكون لنا شركاء جنسيون متعددون.

وبدلا من تحول الطب لشرطة أخلاقية، يجب أن يكون التركيز على توفير العناية الطبية ونشر المعرفة عن الجنس الآمن. يجب أن نُعطى المساحة لاتخاذ خيار واعي عن حياتنا الجنسية والإنجابية، وأن نحصل على حق السرية التامة حولها دون تدخلٍ من قبل الأهل أملا برؤية تغييرات إيجابية مع الزمن. وحتى ذلك الوقت، دعونا نستمر بالحديث عن هذا الموضوع حتى ننشر الوعي ونبدد الخرافات.

Taramon

Taramon

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015