افتتاح أعمال الدورة 63 للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة (CSW63)
CSW63

الأمم المتحدة- افتتحت يوم أمس الاثنين أعمال الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة، والتي تستمر من الحادي عشر وحتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية من مختلف أنحاء العالم. حيث تركّز على عدد من القضايا وثيقة الصلة بتمكين المرأة، وذلك في إطار “نظم الحماية الاجتماعية، والوصول إلى الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.”

كما يقع تحسين أنظمة الحماية الاجتماعية والخدمات العامة والبنية التحتية التي تراعي المنظور الجنساني وتحقّق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة، في بؤرة تركيز فعاليات الدورة.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي أكد مرارا فخره بأنه نصير للمرأة، إن “لجنة وضع المرأة” يمكن أن يطلق عليها اسم آخر وهو “لجنة وضع القوى” لأن هذا هو جوهر المشكلة حسب وصفه: “المساواة بين الجنسين أمر يتعلق في الأساس بمسألة القوة. على مدى آلاف السنين، تم بشكل منهجي تهميش وتجاهل وإسكات المرأة في عالم يسيطر عليه الذكور بثقافة يهيمن عليها الرجال.”

وأشار الأمين العام إلى كاريكاتير شهير يصوّر مجموعة من المسؤولين في إحدى الشركات يجلسون حول طاولة، كلهم رجال و معهم امرأة واحدة. تطرح المرأة اقتراحاً مهماً للغاية، فيسكت الجميع لفترةٍ طويلة، ثم يقول رئيس المجموعة “هذا اقتراحٌ ممتاز، ربما يودّ أحد الرجال هنا طرحه علينا”.

يقدّم الرسم الكاريكاتوري هذا الموقف الساخر للدلالة على ما تتعرّض له بعض النساء من تمييز وتجاهل في مكان العمل، إذ قد لا يعتدّ برأي لا يقدّمه رجل.

ورجّح أمين عام الأمم المتحدة أنّ الكثيرات من المشاركات في اجتماع لجنة وضع المرأة، قد مررن بتجارب مشابهة. وشدّد على الحاجة إلى التغيير.

بدورها شدّدت جيرالدين بيرن نيسون رئيسة لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة على أنّ تحقيق التوازن بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، يستغرقان وقتاً وقبل كلّ شيء فإنهما يتطلّبان قناعة وشجاعة سياسية: “ما نحاول تحقيقه هو أن يتمتع الرجال بحقوقهم وليس أكثر، وأن تتمتع النساء بحقوقهن وليس أقل.”

المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بومزيلي ملامبو نوكا قالت إنّ الابتكار، بكلّ أشكاله، عنصر رئيسي للتنمية، كما يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى لمعالجة احتياجات المجتمعات الفقيرة وإنقاذ الحياة. وأشارت ملامبو نوكا إلى نظام اللوغاريتمات (الخوارزميات) التي تحدّد عمليات الاختيار والاستجابة وصنع القرار، وشدّدت على الحاجة للعمل على مسار الأدلة المتنامية التي تؤكّد إهمال المرأة بشكل مستمر في مجال البيانات التي تتخذ على أساسها القرارات. وقالت إنّ منطق الذكاء الاصطناعي سيخذل المرأة إذا قامت استنتاجاته على المعلومات التي لا تأخذ نوع الجنس في الاعتبار.

كما أشار الأمين العام إلى بعض التناقضات في الوقت الراهن، قائلاً: “يترابط الناس أكثر من أيّ وقتٍ مضى، إلا أنّ المجتمعات تصبح أكثر تشرذماً. التحدّيات الكبرى تتزايد، من تغيّر المناخ وانعدام الأمن والصراع، إلّا أنّ الناس ينزوون على أنفسهم. ونحتاج، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، إلى الاستجابات الدولية للتحدّيات الدولية. ولكن وأكثر من أيّ وقتٍ مضى تتعرّض الحلول الدولية للمشاكل، للهجوم.”

وتحدّث الأمين العام عن تناقضٍ آخر بين الجهود المتنامية لتعزيز المساواة بين الجنسين والمقاومة الحثيثة والعميقة والمستشرية التي تواجهها حقوق النساء. وأشار إلى زيادة العنف ضدّ النساء وخاصّةً ضدّ المدافعات عن حقوق الإنسان والساعيات لتولّي مناصب سياسية. وتحدّث عن التحرّش على الإنترنت بالنساء اللاتي يعبّرن عن آرائهن.

وقال أنطونيو غوتيريش إنّ إقصاء المرأة يكبّد الجميع ثمناً غالياً. ودعا المشاركات في الاجتماع إلى عدم الاستسلام وأكّد التزامه بالمساهمة في تغيير العلاقات بين القوى وسد الفجوات والتصدّي للتحيّزات والحفاظ على المكاسب التي تحقّقت بشقّ الأنفس.

خلال الفترة من 11 إلى 22 مارس/آذار، ستبحث لجنة وضع المرأة، وهي أكبر منتدى أممي فيما يتعلّق بالمساواة بين الجنسين، عدداً من القضايا الأساسية التي يمكن أن تساهم في تحقيق تغيير مستدام لصالح المرأة، فيما يتعلّق بمجالات السلامة، والصحة، والعمل مدفوع الأجر، والتعليم وأوقات الراحة، وغيرها من القضايا ذات الصلة.

كما ستقيـّم لجنة وضع المرأة التقدّم المُحرَز في تنفيذ ما اتفِقَ عليه في الدورة الستين عام 2016 بشأن تمكين المرأة وصلتها بالتنمية المستدامة.

وفي إطار فعاليات الدورة، سيشهد يوم الثلاثاء، 12 مارس/آذار، مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في جلسة نقاشية، تديرها السيدة بومزيل ملامبو نغوكو، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي بمثابة فرصة للمجتمع المدني للتعاطي مع الأمين العام وقيادته فيما يتعلق بقضايا المساواة بين الجنسين وعمل الأمم المتحدة في هذا الشأن. والجلسة هي جزء من حوار وانخراط مستمرين بين منظمات المجتمع المدني ومكتب الأمين العام للأمم المتحدة.

ومن المنتظر أن تقدّم اجتماعات لجنة وضع المرأة توصيات ملموسة، بالدعوة إلى سنّ قوانين أكثر فعّالية، والاستثمار في البنية التحتية التي تراعي المنظور الجنساني، كالنقل والتخطيط العمراني بما يتناسب مع احتياجات النساء والفتيات، وتوسيع نطاق الخدمات العامة عالية الجودة بتكلفة ميسورة، وتوسيع خدمات الرعاية، وتحسين فرص التوظيف للنساء، وظروف عملهن، وحقهن في التنظيم والتفاوض الجماعي، وتحسين البيانات والأدلة.

ويشارك في فعاليات لجنة وضع المرأة هذا العام أكثر من 9000 من ممثلي أكثر من 1030 منظمة أهلية سجّلوا لحضور أعمال هذه الدورة. هذا بجانب 17 اجتماعاً رسمياً، بما في ذلك طاولة وزارية مستديرة، وجلسات تفاعلية رفيعة المستوى وندوات للخبراء، بالإضافة إلى أكثر من 280 فعالية جانبية تستضيفها الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة، و400 فعالية موازية تستضيفها منظمات المجتمع المدني.

لجنة وضع المرأة، التابعة لمجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي، تُعنى بوضع السياسات العالمية لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وتوفّر الدورة السنوية لللجنة، التي تُعقَدُ عادةً لمدة عشرة أيام في شهر مارس، فرصةً لاستعراض التقدّم المُحرَز وتحديد التحدّيات وصياغة السياسات. وقد أنشئت اللجنة بموجب قرار صادر من المجلس عام 1946.

CSW63
CSW63

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015