الأمم المتحدة تحقّق “التكافؤ بين الجنسين” & النساء يترشّحن لرئاسة جمعيتها العامة
الأمين العام أنطونيو غوتيريش مع عدد من القيادات النسائية اللاتي يشغلن مناصب عليا بالأمم المتحدة

الأمم المتحدة/ وكالات- حقّقت الأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخها التكافؤ بين الجنسين في المناصب العليا حول العالم بما يشمل منسّقي الأمم المتحدة المقيمين وقادة الفرق القـُطرية.

ذكر المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، في مؤتمره الصحفي يوم الخميس، إن عدداً من التعيينات الأخيرة قد ساعد على زيادة التنوّع الإقليمي لهذه الفئات الوظيفية، بما يشير إلى إمكانية تحقيق أهداف التكافؤ بين الجنسين والتنوع الإقليمي في آنٍ واحد، وقال “يأتي هذا الإنجاز في أعقاب تحقيق التكافؤ بين الجنسين في فريق الإدارة العليا للأمم المتحدة. بالنظر إلى الاثنين معا، فإن وظائف القيادة العليا للأمم المتحدة على مستوى المقر الرئيسي والمستوى القـُطري هي الآن موزعة مناصفة بين الرجال والنساء.”

ويمنح الأمين العام المساواة بين الجنسين أولويةً على جميع مستويات الأمم المتحدة، ليس فقط لتحسين فعّالية عمل المنظمة، ولكن لوضع حدّ لاختلال توازن القوى الذي يُساهم في التحرّش الجنسي والاستغلال وسوء المعاملة، حسبما قال دو جاريك.

وأضاف دو جاريك أن الأمين العام سيواصل الضغط من أجل إحراز تقدّمٍ سريع بشأن التكافؤ بين الجنسين على جميع المستويات في منظومة الأمم المتحدة.

وأشارت تقارير صحفية سابقة إلى أنه من المنتظر أن تسجّل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة عضواً، والتي تشكّل إحدى أعلى هيئات صنع القرار في المنظمة الدولية، صفحةً جديدة هي بأمس الحاجة إليها عندما ستنتخب امرأةً لتترأس دورتها السنوية ال73 الصيف المقبل.

وتتنافس حالياً سيدتان على منصب رئيس(ة) الجمعية العامة، هما مندوبة هندوراس الدائمة لدى الأمم المتحدة، ماري اليزابيث فلوريس فلاك، ووزيرة خارجية الإكوادور ماريا فرناندا إسبينوزا جارسيس، وكلتاهما تمثّل مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي. وستكون الفائزة رابع سيدةٍ فقط تتولى هذا المنصب في تاريخ الأمم المتحدة.

وتعتمد الأمم المتحدة مبدأ التناوب الجغرافي لضمان تمثيل جميع المجموعات الجغرافية الإقليمية في العالم في مناصبها العليا. وهذا التناوب في أحد المناصب العليا في الأمم المتحدة يأتي في وقتٍ تدعو فيه المنظمة الدولية بصوتٍ عالٍ إلى تمكين النساء في كل أنحاء العالم، ولكن أيضاً يأتي في وقتٍ أخفقت فيهالأمم المتحدة ذاتها في تطبيق هذا المبدأ، رغم العديد من القرارات بهذا الشأن التي تبنتها الدول الأعضاء.

ومنذ إنشاء الأمم المتحدة في 1945، انتخبت الجمعية العامة ثلاث رئيساتٍ لها فقط، هنّ الهندية فيجايا لكشمي بانديت (1953)، والليبيرية آنجي بروكس (1969)، والبحرينية الشيخة هيا راشد آل خليفة (2006). وهذا يعني أن ثلاث نساءٍ فقط تولَّين رئاسة الجمعية العامة، بينما تولاها 69 رجلاً في المقابل.

وسجل مجلس الأمن الدولي (المكوّن من 15 دولةٍ عضواً) هو أسوأ بكثير، لأنه كان دائماً يختار رجالاً بالرغم من أنّ نساءاً بارزاتٍ كنّ يترَشّحن للمنصب.

والمفارقة هي أن الجمعية العامة كانت دائماً تصوّت بصورةٍ تلقائية على انتخاب الأمناء العامين الرجال.

والأمناء العامون في تاريخ الأمم المتحدة هم على التوالي: تريغفي لي (النرويج)، داغ همرشولد (السويد)، يو ثانت (بورما، حالياً ميانمار)، كورت فالدهايم (النمسا)، خافيير بيريز دي كويلار (البيرو)، وبان كي مون (كوريا الجنوبية).

وبذلك يكون أعلى منصبين في الأمم المتحدة حكراً فقط تقريباً على الرجال. ويقضي البروتوكول الدبلوماسي للأمم المتحدة بأن يتمتع رئيس(ة) الجمعية العامة بمركز رئيس(ة) دولة على المسرح الدولي.

فهل سيدشن انتخاب امرأه رابعة رئيسة للجمعية العامة عهداً جديداً في تاريخ الأمم المتحدة، أم أنه سيكون مجرّد حدثٍ عابر؟

عندما طرحنا هذا السؤال على الرئيس الحالي للدورة 72 للجمعية العامة السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، أجاب بالقول: «أنا ملتزمٌ بترسيخ تكافؤ أكبر بين الجنسين في كل أعمال الجمعية العامة. وتاريخ الأمم المتحدة غنيٌّ بمساهمات نساءٍ قديراتٍ ساهمن في تطور الأمم المتحدة منذ 1945. ومع ذلك، لم يكن هناك حتى اليوم سوى ثلاث نساءٍ رئيسات للجمعية العامة».

وقال لايتشاك إنّ من المهم ضمان سماع صوت نساءٍ قياديات في جميع المسائل التي تضطّلع بها الأمم المتحدة، وانتخاب امرأةٍ كرئيسةٍ مُقبلة للجمعية العامة سيكون خطوةً كبرى بهذا الخصوص. وأضاف: «لقد اتخذتُ، كرئيسٍ للجمعية العامة، خطواتٍ ملموسة لضمان أن تضطّلع نساءٌ بدورٍ في عملنا… وفي ما يتعلّق بمكتبي، حرصتُ على أن يكون 70 % من الموظفين نساء، وأن يتمثّل الرجال والنساء بالتساوي على مستوى رؤساء الدوائر».

والانتخاب المقبل لامرأةٍ كرئيسة للجمعية العامة سيكون فرصة مثالية للدول الأعضاء لكي تنفذ تعهداتها بضمان زيادة أعداد النساء اللواتي يتولَّين مناصب سياسية عليا في الأمم المتحدة. ويتعيّن على الدول الأعضاء أيضاً أن تختار نساءاً ضمن بعثاتها إلى الأمم المتحدة، وأيضاً كوزيرات خارجية.

يُذكر أن انتخاب رئيس(ة) الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة سيتم يوم 5 يونيو/ حزيران 2018.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش مع عدد من القيادات النسائية اللاتي يشغلن مناصب عليا بالأمم المتحدة

الأمين العام أنطونيو غوتيريش مع عدد من القيادات النسائية اللاتي يشغلن مناصب عليا بالأمم المتحدة

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015