الأولمبياد: بطلات عربيات رفعن أعلام بلدانهن
السورية غادة شعاع

BBCعربي- كان الثامن من أغسطس/آب من عام 1984 يوماً تاريخياً بالنسبة للرياضة النسائية العربية؛ فيومها أصبحت العداءة المغربية، نوال المتوكل، أول عربية تفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية – وتوالت بعدها إنجازات رياضيّات عربيّات في ألعاب فردية متنوّعة. هذه لمحة عن عدد منهن.

أول ذهبية عربية تفوز بها المتوكل

في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1984 التي أقيمت في مدينة لوس أنجلس، لم تفز المغربية، نوال المتوكل، بسباق 400 متر حواجز، الذي أدرج في الألعاب لأول مرة بالنسبة للنساء، فحسب، بل كانت أول امرأة عربية تفوز بميدالية أولمبية ذهبية على الإطلاق – وكان عمرها آنذاك 22 عاما.

لا تزال نوال في الواقع هي الوحيدة حتى الآن، ولكن تمكنت ابنتا بلدها من تحقيق إنجازات أولمبية مهمة؛ فحسناء بنحسي حصلت على فضية عن سباق 800 متر في أولمبياد أثينا 2004، ونزهة بيدوان حازت على برونزية عن سباق 400 متر حواجز في أولمبياد سيدني 2000.

وفي عام 2007 عُيّنت نوال المتوكل وزيرة للرياضة والشباب، واستمرت في المنصب مدة عامين، وانضمت عام 2016 إلى مجلس النواب المغربي.

حسيبة بولمرقة تجلب الذهب الأولمبي للجزائر

وفي عام 1991، فازت العدّاءة الجزائرية حسيبة بولمرقة بواحدة من أهم البطولات العالمية، هي بطولة العالم لألعاب القوى وكان ذلك في نسخة طوكيو، عن سباق 1500 متر، وبعدها بعام أصبحت أول امرأة جزائرية ترفع علم بلدها في الأولمبياد عندما حصلت على الميدالية الذهبية في برشلونة 1992، بعد أن فازت ضمن تخصصها ذاته.

وفي أولمبياد برشلونة، كادت الروسية روغاتشيفا أن تحرز الفوز، ولكن قبل 200 متر من نهاية السباق تجاوزتها حسيبة محرزةً النصر وأنهت السباق بزمن قدره 3:55.30، فأفرحت ابنة قسنطينة الجزائريين الذين كانوا يعيشون في ظل الحرب الأهلية، أو ما يُعرَف بالعشرية السوداء، التي كانت قد اندلعت في بلدهم.

تقول حسيبة، وهي مو مواليد 1968، في مقابلة تلفزيونية قديمة “الشيء الخارق للعادة هو أنني سنة 1992 لم أقم بأي سباق بل اتجهت من التحضيرات مباشرة إلى برشلونة.. فأول سباق لي عام 1992 كان في برشلونة”.

بعد أن اعتزلت حسيبة الرياضة، وبفضل شهادة الليسانس في العلوم التجارية التي حصلت عليها، دخلت عالم الأعمال وأسست شركة تجارية باسمها.

وتمكّنت مواطنتها الجزائرية، نورية بنيدة، من إحراز جائزة ذهبية أخرى في نسخة سيدني 2000 عن سباق 1500 متر، أما الجزائرية، صورايا حداد، فحصلت على برونزية عن رياضة الجودو في أولمبياد بكين 2008.

أسطورة الرياضة السورية الوحيدة غادة شعاع

حصلت غادة شعاع على الميدالية الذهبية في سُباعي ألعاب القوى في أتلانتا عام 1996، وكانت بعمر 23، لتصبح أول سورية تفوز بلقب أولمبي حتى اليوم.

يمتد سباق السباعي على مدار يومين؛ تتضمن فعاليات اليوم الأول سباق 100 متر حواجز، والوثب العالي ورمي المطرقة، وفي اليوم الثاني هناك القفز الطويل، وسباق 200 متر، ورمي الرمح، ثم جري 800 متراً.

بدأت غادة، وهي من مواليد 1973، بلعب كرة السلة مع فريق بلدها الوطني، ثم قرّرت التركيز على ألعاب القوى. ومنذ عام 1991 شاركت بمسابقات عالمية في كل من طوكيو وماليزيا وبرشلونة، ورغم إصابتها في أولمبياد برشلونة عام 1992، تمكنت من إنهاء المنافسات التي استمرت يومين.

وفي عام 1995 أحرزت بطولة العالم لألعاب القوى في غوتنبرغ بالسويد، وفي صيف عام 1996 رفعت ذراعيها عاليا في استاد أتلانتا عندما أردكت أنها حققت نقاطا تضمن فوزها على منافستيها البيلاروسية ناتاليا سازانوفيتش، والبريطانية دينيس لويس، وجلبت الذهب الأول والأخير حتى الآن لسوريا.

ذهب متأخر للتونسية حبيبة الغريبي

بدأت حبيبة الغريبي، وهي من مواليد 1984، احترافها في فرنسا عام 2007، لتصبح التونسية الوحيدة التي تحرز الذهب لبلدها في الأولمبياد.

حازت على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في لندن 2012 في سباق 3000 متر حواجز، وكانت حصلت على بطولة العالم في سباق الحواجز في السنة التي سبقتها.

لكنها في الواقع كانت قد حصلت على جائزتين فضيتين في البداية، لكن ثبوت تعاطي الروسية، يوليا زاريبوفا، للمنشطات أدى إلى سحب اللقب منها بعد أربع سنوات ومنحه لحبيبة.

تقول حبيبة مجيبة عن سؤال لمراسلة بي بي سي الخدمة الأفريقية “كان من المؤلم عدم قدرتي على الاحتفال بتلك اللحظة رغم أن المنظمين حاولوا الاحتفال لاحقا بأجواء مشابهة.. لكن الأمر كان مختلفا.. كنت أبكي.. لكن الناس يعرفون أنني بطلة أولومبية”.

وأصبحت بعد ذلك من الداعيين “للرياضة النظيفة وتجريم تعاطي المنشطات من قبل اللاعبين”، وابتعدت قليلا عن الرياضة بعد إنجابها عام 2019.

أما ابنة بلدها مروى عمري فقد احرزت برونزية في المصارعة الحرة في أولمبياد ريو 2016.

ثلاث بطلات أولمبيات مصريّات

بدأت هداية ملاك (وهبة) بممارسة الرياضة في عمر مبكر جداً، وكانت بدايتها مع الجمباز والسباحة، لكنها سارت بعد ذلك على خطى أخيها، بطل مصر في لعبة التايكواندو، وفي عمر 23 حازت على جائزة برونزية في هذه اللعبة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

وقبلها كانت عبير عبد الرحمن قد حصلت على الوسام الفضي برفع الأثقال في أولمبياد لندن 2012، والبرونزي في بكين 2008.

وفي ريو 2016، حصلت أيضاً المصرية، سارة أحمد، على برونزية رفع الأثقال.

السورية غادة شعاع

السورية غادة شعاع 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015