الولايات المتحدة الأمريكية/dw- لم تكن التجربة الجنسية الأولى لثلاثة ملايين امرأة أمريكية إرادية، بل كثيراً ما رافقتها ضغوط لفظية واحتجاز، وفي أحيانٍ كثيرة من رجالٍ يكبرونهن سنّاً، وهو ما يمكن أن يرقى إلى الاغتصاب، بحسب باحثةٍ اجتماعية.
فقد أكّدت سبعة في المئة من النساء الأمريكيات أنّ تجربتهنّ الجنسية الأولى كانت قسرية، وأنها وقعت في سن 15 عاماً كمعدّل، كما أنّ شركاؤهن في الجنس كانوا رجالاً يكبرونهن غالباً في السن بعدّة أعوام، ما يجعل هذه التجارب يمكن أن ترقى لأن تكون اغتصاباً.
وجاءت هذه الأرقام في دراسةٍ تحت عنوان “العلاقة بين البداية الجنسية القسرية والتداعيات الصحية بين النساء الأمريكيات”، نشرت خلاصاتها في موقع “جاما” للطب الباطني. واعتمدت الدراسة على استطلاع رأي وطني شاركت فيه 13 ألف و310 امرأة بين 18 و44 عاماً، في الفترة ما بين 2011 و2017 ، أي قبل ظهور حملة “مي تو”.
وبتحليلٍ لهذه النتائج على المجتمع الأمريكي، فإنّ كلّ واحدة من 16 امرأة أمريكية لم تمارس الجنس بإرادتها في أول تجربة، وهو ما يصل إلى حوالي 3 ملايين امرأة. وبين النساء اللواتي تكلّمن عن تجاربهن الجنسية الأولى غير الإرادية، أكّد نصفهن أنهنّ كنّ محتجزاتٍ لأجل أن يمارسن الجنس، كما أكّدن أنهنّ تعرضّن لضغوطات لفظية لأجل ممارسة الجنس ضدّ رغباتهن.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى وجود نسبة مهمة من النساء اللائي وُلِدن خارج الولايات المتحدة، ويتوفّرن على مداخيل أقل من مستويات الفقر، ولديهنّ مستويات دراسية متدنّية، ضمن من عانين من قسرية أول تجربة جنسية، رغم أن الاستطلاع يبيّن أن المعاناة من هذه الظاهرة مسّت كلّ الشرائح المجتمعية.
وتشير الدكتورة لورا هاوكس، وهي باحثة في المدرسة الطبية لهارفارد، إلى أن أيّ سلوك جنسي مع الإيلاج، دون رغبات الشريك يعدّ اغتصاباً، وأن أيّ ضغط لفظي على أيٍ كان لممارسة الجنس يعدّ أكثر من الاغتصاب.
وتتابع الباحثة أن الاغتصاب في أول تجربة جنسية هو ضياع للاستقلالية في الحياة الجنسية للفرد، ولا تستبعد الباحثة في هذا السياق أن تقود هذه التجارب إلى مشاكل صحية ونفسية.
ولم يعتمد الاستطلاع في أسئلته على كلمة “الاغتصاب”، لكن الباحثين يربطون بين هذه الاعترافات وبين الاغتصاب. وتحيل هذه النتائج على دراساتٍ أخرى كانت قد أشارت إلى انتشار الاغتصاب، ومنها أرقام المراكز الفدرالية للوقاية ومكافحة الأمراض، إذ أشارت سابقاً إلى أنّ كلّ واحدة من خمس نساء تعرّضن للاغتصاب، وأنّ نصفهن تعرّضن له وهن في عمر ما دون 18 سنة.
وتعاني النساء اللائي يمارسن أول تجربة جنسية في حياتهن دون إرادتهنّ من تداعيات خطيرة، منها الحمل غير الإرادي والإجهاض، ومشاكل جنسية متكرّرة كألم الحوض ودورات حيضية غير منتظمة مقارنةً بالنساء اللائي لم يتم إلزامهن بالجنس في أول تجاربهن.
لكن في الوقت الذي أكّدت فيه 16 في المئة من المشاركات في الاستطلاع أن صحتهن عليلة، لم تستطع الدراسة الربط بين المشاكل الصحية العامة وبين الجنس القسري.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.