لمى راجح/syriauntold- لطالما احتلت النكّات والفكاهة حيزاً ملحوظاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت مؤخراً من الوسائل الأساسية للترفيه، في ظل العزلة والتباعد الجسدي المفروض ضمن الإجراءات التي اتخذتها الدول للحد من انتشار كورونا “كوفيد 19”.
كان من الملاحظ خلال فترة الحجر تزايد انتشار عدد من التعليقات “البوستات”، التي تحمل طابعاً تمييزياً ضد النساء، وتسخر منهن ومن صفاتهنّ وخصائصهن الجنسية والجسدية، ومن الأعمال المنزلية التي يقوم بها الرجال في فترة الحجر. وهنا لابد من التساؤل عن دور اللغة بما فيها اللغة المحكية المستعملة في هذا السياق ضمن منصات التواصل الاجتماعي في ترسيخ التحيز الجنسي ضد النساء؟ وهل الممارسات الخطابية التي يتم نشرها يومياً وبشكل متواتر هي ممارسات حيادية أو حتى بريئة؟
في ظل الثقافة الأبوية البطريركية، فإن المجتمع يمد الرجال عادةً بالامتيازات أكثر من النساء ويمنحهم القوة، بما يجعلهم بدورهم يسيطرون على اللغة، مسخرين قدرتها على ممارسة ما يسمّى “العنف اللغوي” الذي قد يحدث عبر سلسلة متصلة من السخرية والفكاهة اللغوية (النكت العامية) والهزار، حيث يتم التقليل من قيمة المرأة ويتم تصويرها بشكل تمييزي أو بطريقة تعزّز سلوكا سلبيا بحقها، بما في ذلك التسامح أحياناً في استخدام العنف ضدها بحجة الفكاهة.
في التعليق التالي، مثال يشرح كل ذلك النمط العنفي اللفظي الموجه ضد النساء، الزوجات والشريكات خاصة، تحت غطاء المزاح والفكاهة.
يبتكر ناشر التعليق “البوست” طريقة للتخلص من الزوجات باستغلال إجراءات الحظر وتعطيل مؤسسات الدولة، وانشغال الطواقم الطبية باحتواء أزمة كورونا، من خلال استخدام تعابير محكية عامية مثل ” يطس مرتو كتلة” أي أن يضربها، واستخدام الرسومات التي ترمز للكمة أو الضرب لمنع أي لبس في فهم المقصود وللتأكيد على استخدام العنف الجسدي.
يستمر التعليق باستخدام الفكاهة للغوص في أشكال أخرى للعنف وتهميش واستضعاف النساء، لتقديم حجة للزوج في الإفلات من العقاب، في ظل تعطّل النظام القضائي والمحاكم التي قد تحاكم الزوج في حال وجود القوانين التي تحمي الزوجات من العنف الممارس ضدهن.
مخترع هذا التعليق، يحاول جاهداً محاصرة النساء وتهديدهن في ظل الحجر، وهو بهذا يشجع الرجال على ممارسة العنف بسد كل الثغرات الممكنة بما فيها إمكانية لجوء المرأة لعائلتها كمصدر للحماية، والتأكيد على أنه حتى لو استنجدت بعائلتها لن يستطيعون القدوم إليها لحمايتها. ولا يتوقف الناشر هنا، بل يتلذذ بشرح أنه حتى ولو حصل العنف الجسدي فلن يكون هناك نظام صحي يحتويها بالقول: “ولا مشفى يستقبلها”.
تعبّر “الستيكر” الرسومات المستخدمة في نهاية “البوست” عن فرحة الناشر للتخلص من الزوجات، ويعبّر الرجل في النكتة عن تمني وفاة زوجته لأنه يعتقد أن وفاتها سيكون مصدر راحة له، سيما أنه تمكّن نتيجة إجراءات الحظر التخلص منها وأفلت من أي عقاب.
تحت ستار اللعب والمرح، تعزّز هذه الفكاهة الجنسية الاستهتار بحياة وأمن النساء وسلامتهن. إنّ ما يقال على أنّه مزاح ليس في الحقيقة كذلك في نظرة نقدية له، بل هو وسيلة قد ترتقي لتكون ممنهجة وشكل من أشكال القوة التي تستخدم لقمع النساء وتهديدهن بهدف السيطرة عليهن نفسياً، جسدياً وعقليا.
النكتة ليست بريئة
في مصر تم تناول الموضوع، حيث تجادل، هبة نايف، ضمن ورقتها البحثية بعنوان “الفكاهة الجنسية في مصر – تحليل لغوي للتحيز الجنسي في النكّات العربية العامية”، كيفية التلاعب باللغة كمؤسسة يسيطر عليها الرجال، ويتم استخدامها لتحقير النساء في هذا النمط الدعائي الخطابي في مصر بحجة التسلية.
من أصل 284 نكتة جنسية على الأنترنت شملتها عينة الدراسة، منها 29 نكتة تتحدث ضمنياً أو صراحة عن نوع من العنف الجسدي ضد النساء، وتتراوح تلك الأنماط بين صفعة في الوجه، أو رغبة في التخلص من المرأة أو شمتها، أو ممارسة كل أنواع الاضطهاد الجسدي والنفسي، لتأمين خضوعها.
كما أشارت الدراسة لمجموعة نكت تدعو لتعنيف النساء، واستخدمت نماذج انتشرت عبر “بوستات” منها: (يقول شكسبير: دموع النساء إذا كانت مجمدة يمكن أن تصنع أجمل الأحجار الكريمة، فيرد أحدهم: صفعة على وجه المرأة في الصباح وأخرى في المساء وتصبح من أغنى تجار المجوهرات يا صديقي..)
العنف الإلكتروني امتداد للواقع
بالعودة للسياق المحلي السوري، يبدو أنّ العنف الإلكتروني الممارس ضد النساء ما هو إلا امتداد للواقع الحقيقي المعاش، إذ كان للحجر الصحي الذي فرضته الدول أثر في تزايد معدلات العنف المنزلي، حيث وجدت الفئات المهمّشة، ومنها النساء، أنفسهن مع المعتدين عليهم/ن في مكان واحد، ما أدى لتقليل المساحات الآمنة، والتي كان البيت يعتبر أحدها لهن.
تلقت منظمة الصحة العالمية عدداً من التقارير تفيد بارتفاع نسب العنف المنزلي ضد النساء، ولكن لم يكن هناك تقرير يرصد أنماط وحالات العنف التي تواجهها النساء في سوريا بسبب التعتيم على هكذا معلومات من السلطات، أو عدم توثيقها، ولخوف النساء من انتقام الزوج وفي حالات أخرى العائلة من مشاركة هكذا معلومات.
والكثيرات قد لا يحظين بفرص الوصول لتقديم الشكاوى، وقد تضطر العديدات التزام الصمت وعدم التبليغ عن الشريك العاطفي العنيف خوفاً من ملامة المجتمع لهن، وإلصاق التهم لهن بدلا من محاسبة الجاني، يضاف لذلك شلل الحكومات حالياً على توفير أماكن آمنة نفسياً وصحياً، واجتماعياً، مما قد يفاقم أزمة تعنيف النساء والفتيات، وحتى استمراره وتصعيده في ظل ذلك.
على الرغم من أنّ الإحصائيات والتقارير تشير إلى ارتفاع نسب العنف الممارس ضد النساء والفتيات ولكن لا يعني ذلك بالضرورة عدم تعرّض الرجال للعنف المبني على النوع الاجتماعي من قبل شريكاتهن العاطفيات، ولكن تبقى نسب العنف الممارس ضد النساء أعلى بكثير، ولا تقارن بنسب العنف التي يتعرض لها الرجال. بالإمكان مراجعة ملف بعنوان “دائرة العنف المفرغة” من إنتاج مؤسسة شبكة الصحفيات، عن دلالات اللغة والثقافة المتمثلة بالمزاح والأمثلة الشعبية بالتحيّز الجنسي واللا مساواة بين الجنسي.
خطاب أم مجرد مزاح… سيكولوجية الجماهير
لتفسير حالة التداول والتطبيع مع هذا النوع من العنف اللغوي عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمكن لتفسير غوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير” واستخدام ذلك التحليل وإسقاطه على الحالة العامة اليوم، حيث يرى أنّ الأفعال لدى الجماهير هي معدية بطبيعتها، سيما إن كانت عاطفية أو تدغدغ عواطف معينة، واضحة وبسيطة، وهنا يبدأ الناس بتقليد بعضهم البعض، ويبدأ الأفراد بالذوبان وسط الجماعة، ويتم استبدال العقل الفردي بالعقل الجمعي السائد، ويصبح ذكاء الأفراد داخل المجموعة معطلاً، وتكون روح الجماعة هي السائدة، ما قد يؤدي في كثير من الحالات إلى أن تصبح النكّات “البوستات” منتظمة، وهذا ما يفسر سبب انتشارها مؤخراً بدرجة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي في معظمها يحمل خطاباً عنيفاً ومحرضاً على تعنيف النساء والتقليل من شأنهن والأعمال المنزلية التي يقمن بها.
الجانب الآخر لعدوى التداول، أن هذا النوع من السخرية يوفر الإحساس بالمكافآت على طبق من ذهب لبعض مستخدميها، أي كمية الإعجابات والمشاركات والتعليقات الواردة، والتي قد تجعل بعض الأشخاص يشعرون بنوع من الفخر أنهم نشروا أفكاراً لاقت استحساناً، حتى ولو احتوت مضامين غير واقعية وغير منصفة وغير عادلة، بما قد يشجع غيرهم على تبني الأفكار وإعادة نشرها، سيما عندما يلاحظون أن الأفكار التي تسخر من النساء تلقى رواجاً فيبدؤون بدورهم/ن بالنشر والمشاركة، وهنا يبدأ الخطاب يأخذ شكلاً منتظماً ومعدياً.
البيئة الحاضنة للعنف ضد المرأة
كما توفر البنية الذكورية السائدة ضمن المجتمع الأبوي الجاهزية الكاملة لدى بعض الأفراد والمجموعات لتقبل أي أفكار أبوية رافضة لبقاء الرجال في المنزل وقيامهم بالأعمال المنزلية، وتقليدها وتغليفها بصيغة الهزار والمزاح، فيبدأ الناس بنشر “بوستات” تحمل خصائص منها: طابع الطرافة والخفة، وبسيطة تلامس مشاعر العامة، وتتماشى مع سياق وتتوافق مع إجراءات الحجر المنزلي نتيجة انتشار “كوفيد 19″، مع التركيز على طريقة عرضها بشكل مبسط تتضمن صوراً وأمثلة من الحياة الواقعية، يتم تكرارها والتأكيد عليها ما يجعلها قابلة للترسيخ بعقل البعض، حتى ولو لم تكن عقلانية ولكنها مع التكرار تصبح مقبولة وحقيقة لا تقبل الجدل.
منها إحدى “البوستات” وردت مؤخراً على سبيل التنكيت، إذ أشار أحد متصفحي “الفيس بوك” أنه بدأ العمل كـ “رب منزل” مع بداية الحجر، وبلغ عدد المعجبين/ات به ما يقارب 140 منهن 105 وضعوا/ن “أضحكني” ومنهن نساء. تكمن خطورة هذه البوستات، أنه بالرغم من عدم احتوائه على أي كلمات، ولكنه احتوى على دلالات تنميطية، لأن الناشر يرى مكانه الطبيعي هو الفضاء العام، ولكن ربما وجد نفسه نتيجة جلوسه الإجباري في المنزل “رب منزل” كنوع من العقاب له.
ساهم الحجر المنزلي بإعادة التفكير في الأعمال المنزلية التي تقوم بها النساء، والتي عادة تكون غير مرئية، من أعمال منزلية وطبخ وكنس ورعاية الأولاد وغيرها الكثير من الأنشطة المنزلية، وإلى أي مدى يساهم الرجال في ذلك أو حتى يدرك أهمية هذه الأعمال وجدواها.
كما يقال “ربّ ضارة نافعة”، فالبرغم من أن الناشر يعبر عن حالة غريبة من قبله، أنه يجلس في البيت، وهي عادةً، حالة مستهجنة وفقا للمجتمع الذكوري الذي يفترض أن الرجال مكانهم المجال العام ولا شأن لهم بالمجال الخاص، ولكنها أيضا فرصة لكي يتعامل الزوج عن قرب ويدرك حجم طبيعة الأعمال المنزلية التي تقوم بها النساء، والوقت والجهد الذي تبذله في الأعمال المنزلية، في وقت أراد الناشر السخرية منهن، ومن أجل ذلك غيّر حالته الاجتماعية في التعليقات “السيتوس” عبر منصات التواصل الاجتماعية.
أيضاً، انتشر فيديو، يؤكد على الفكرة السابقة، وهو لرجل يجلس على الطاولة، ويعمل على تحضير الطعام “الكبة”، وينتهي الفيديو بقوله جملة واحدة فقط: “هي آخرة القعدة بالبيت.. منو لله الكورونا”.
بمعنى أنه نتيجة الحظر المنزلي الذي فرض على الرجال، فقد وجدوا أنفسهم يعملون على “كبكة الكبة” والمفارقة تمكن أن إعداد الكبة تدل على امتلاك مهارة في الطبخ وفق السياق المحلي المتداول في سوريا، إذ اعتادت العديدات من النساء ضمن المجتمعات المحلية على أن يتجمعن، ويعملن في إعداد الكبة لأنها تتطلب الكثير من الوقت والمهارة، وهذا ما يحاول الفيديو إظهاره أنه نتيجة جلوس الرجل في البيت، حيث تعلّم أيضا إعداد الأكلات التي تتطلب وقتاً وجهدا كبيراً، ولكن يمكن اعتبار هذا الفيديو أيضاً فرصة لكي يشعر الرجال بالجهود المضاعفة التي تبذلها النساء بإعداد الطعام، سيما الأكلات التي تتطلب مهارات عالية والكثير من الجهود والوقت في إعدادها.
التفوّق الجنساني الذكوري
ترافقت تلك الفكاهة العنفية مع الهوس بالجسد والتوقعات الجسمانية لكل من النساء والرجال، حيث يعفى الرجال من أن يكون لهم سمات جسمانية معينة، بينما يفرض على النساء معايير جسمية محددة بل وتفرض عليهن التقيّد بها.
جادلت نعومي وولف معايير الجمال الأنثوية المفروضة على النساء كطريقة من المجتمع لإبقائهن خاضعات للرجال في كتابها “أسطورة الجمال”، إذ فرضت بشكل خفي قيود جديدة على المرأة، والتي تقاس قيمتها بجمالها، حيث يفرض المجتمع معايير جسمانية محددة وصارمة لها ضمن نظام وضعت فيه معايير الجمال، بشكلٍ يدفعها إلى إنفاق مبالغ مالية طائلة من أجل تحقيقها.
ولكن وبناء على وجهة نظر وولف ماذا عن الرجال؟ وهل يجدون أنفسهم يعيشون ضغوطا اجتماعية لكي يحققوا معايير جسمانية معينة وفقاً للمجتمع؟
بالعودة لسياق دراسة تحمل عنوان “التحيز الجنسي والتراكيب الجنسية عبر الإنترنت في ميمات الإنترنت” تم الإشارة أن الإنترنت ترسخ أدوارا قيادية لفئة تنظر لنفسها أنها مميزة جنسياً، وتتحكم في اللغة التي هي أداة سلطة، تحافظ على أشكال مهيمنة من الذكورة ومنها الهيمنة الجسدية.
ومن هنا تظهر أشكال السخرية للمظاهر الخارجية للنساء وأوصافهن الجسدية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن وجدن أنفسهن حبيسات الحجر المنزلي، حيث يتوقع المجتمع عادة منهن أن يكن ناعمات ورقيقات ويعتنين بأجسامهن وفق مقاييس جمالية عالمية، أي مقاييس جمالية تفرض النحافة والرشاقة والوزن المثالي، بينما لا يتوقع مثل هذه المواصفات من الرجال. ومن هنا تتكرر الخطابات الساخرة من أشكال النساء وأجسامهن عبر منصات التواصل الاجتماعي.
من خلال “البوست” السابق نرى أن الناشر يسخر بطريقة غير مباشرة من شعر جسد النساء، فاللغة المرافقة للصورة تحمل سخرية مفهومة في سياقها الثقافي السوري، إذ يسخر ناشر الصورة والتعليق من أن لخطيبته “شعر كثيف” نتيجة الحجر المنزلي وإغلاق صالونات التجميل، في حين يضيف جملة “من شر حاسد إذا حسد” كدلالة على استهجان أمر سيء، لدرجة أن الناشر يشير إلى وضعه السيء مع خطيبته والذي لا يحسد عليه.
من الملاحظ كمية “الإعجابات” الواردة، والتعليقات والتي تخطت العشرات بما يشير إلى خطورة التقبل الاجتماعي لهذا النوع من “البوستات” التي تعمل على تكريس أنماط جسمانية معينة للنساء والرجال.
استعرض الناشر موقفه الرافض من شعر أجسام النساء، ولكن ماذا عن موقف المرأة نفسها من الأوصاف الجسمانية للرجل ومدى تقلبها هي الأخرى لهذه الصفات؟ مع الأخذ بالحسبان إهمال المجتمع هذا التقبل الأنثوي من قبل المجتمع في كثير من الأحيان وعدم الأخذ به، حيث يعفي الرجل منها، لأنه يشعر أنه متفوق، لديه صلاحيات واستحقاقات طالما أنه رجل، بينما توصم النساء بالألفاظ السيئة في حال كنّ لا يحققن هذه المقاييس، منها إطلاق البعض وصف “مقرف” على وجود الشعر في أجسام النساء، بينما لا يقال ذلك على شعر أجسام الرجال، بل بالعكس يعتبره البعض دلالة على “الرجولة”.
الصمت تجنبًا لاضطهاد الجماعة
هناك العديد من الرافضين/ات للفكر الذكوري المطروح اليوم ضمن منصات التواصل الاجتماعي، غير أنهم/ن قد يخشون من الرفض أو العزلة الاجتماعية، إذ تمتلك وسائل الإعلام القدرة في تكوين الرأي العام تجاه القضايا المثارة، باعتبارها عملية ديناميكية، تتداخل فيها عوامل نفسية واجتماعية وثقافية وسياسية، فإن معظم الأفراد سوف يتحركون في الاتجاه الذي تدعمه وسائل الإعلام بكافة أشكالها، وبالتالي يتكون الرأي العام بما يتسق مع الأفكار التي تدعمها وسائل الإعلام ومنها منصات التواصل الاجتماعي، ويشكلون رأياً طبقاً للرأي العام السائد في المجتمع الذي يعيش فيه.
أما الأفراد المعارضون/ات لهذه القضية أو ذلك الاتجاه، فإنهم يتخذون موقف الصمت خوفاً من تعرضهم/ن للاضطهاد والتنمّر، والعزلة الاجتماعية، وبالتالي إذا كانوا يؤمنون بآراء مخالفة لما تعرضه وسائل الإعلام، فإنهم يحجبون آراءهم/ن الشخصية، ويكونون أقل رغبة في التحدث عن هذه الآراء مع الآخرين، كما فسرت ذلك إليزابث نويل نويمان في نظريتها “دوامة الصمت”.
وفي حال تم إسقاط هذه النظرية على الخطابات المتوالدة ضمن منصات التواصل الاجتماعي، فإنه بالطبع يوجد معارضة ورفض للفكر الذكوري رغم تجذره واتساقه مع الفكر الأبوي السائد اجتماعياً، ومحاربته في ظل طغيان الآراء الرافضة لهم/ن، وهذا ما يفسر تعرّض الكثيرين/ات للتنمر الإلكتروني في حال نشروا/ن أي أفكار منصفة للنساء وأدوارهن، ويفسّر صمت العديد تجاه هذا التنمّر الذي يتعرّضون/ن له.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.