موقع (al-binaa) الإلكتروني- يندر أن ترى سيدات يدخلن عالم التحكيم في كرة القدم في العالم العربي، لكن السورية جيلان طاهر التي تعيش في السويد خرقت القاعدة، وأصبحت حكم كرة قدم على المستوى الدولي.
خلال لقاء مع وكالة «سبوتنيك»، قالت طاهر: «أحببت كرة القدم منذ الصغر وشجعني والدي على دخول هذا المجال»، مشيرة إلى أنها بدأت لعب الكرة منذ صغرها، وبعمر الثانية عشرة التحقت بأحد الأندية في السويد.
وذكرت طاهر أنها في السادسة عشرة تعرّضت لإصابة بالركبة، ما اضطرها لإجراء عملية أثّرت على قدرتها للعب كرة القدم.
وبيّنت طاهر أن والدها شجعها على دخول عالم التحكيم بعد العملية، حيث التحقت بإحدى الدورات ثم بدأت تحكيم مباريات خاصة بفرق الأطفال يصل عدد لاعبيها إلى خمسة ثم سبعة، إلى أن وصلت لتحكيم مباريات لفرق بعدد لاعبين كامل وبملاعب كبيرة.
بعد ذلك التحقت الحكم جيلان بدورات أخرى حيث وصلت للدورة الثالثة الخاصة بالتحكيم المحترف في 2009.
من الساحة إلى التماس
وبيّنت السورية جيلان طاهر أنها قررت في 2013 الانتقال من حكم ساحة إلى تماس «بعد شعورها بالملل والرغبة بالتغيير»، مشيرة إلى أنها خضعت للتجريب وحكّمت مباريات عدة ووصلت إلى الدورة الرابعة التي استمرت على 4 مراحل لمدة سنة وتمكّنت من النجاح فيها.
وأشارت طاهر إلى أنها استطاعت الوصول إلى تحكيم مباريات الدوري السويدي الممتاز للسيدات عام 2014.
شارة الفيفا
وقبل أن تحصل على شارة التحكيم الدولية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، شاركت جيلان بتحكيم مباريات عالمية عدة في دوري أبطال أوروبا وتصفيات كأس العالم.
وأوضحت طاهر أنها حصلت على شارة التحكيم من الفيفا كحكم تماس عام 2019، بترشيح من الاتحاد السويدي للتحكيم، متابعة أن «آخر مباراة قامت بتحكيمها كانت بين ليون ويوفنتوس ضمن دوري أبطال أوروبا للسيدات، بالإضافة إلى ثلاث مباريات بتصفيات أمم أوروبا بين روسيا وهولندا، والتشيك اسبانيا، وايرلندا وألمانيا».
وذكرت طاهر التي تقيم في السويد منذ 1993 أن الفيفا قرّر التجديد لها كحكم دولي عام 2021، حيث تجري هذه العملية كل سنة.
قيادة مباريات الرجال
ولم يقتصر تحكيم جيلان على مباريات السيدات، فقد ذكرت أنها تقوم حالياً بتحكيم مباريات للرجال في الدوري السويدي للدرجة الثالثة.
وأضافت طاهر «حالياً أحكم للرجال والسيدات بشكل دوري»، مشيرة إلى أن الفرق بين مباريات الرجال والسيدات هو السرعة التي تغلب على مباريات الذكور.
وتابعت «أحب تحكيم مباريات الرجال لكي أتمرّن على السرعة أكثر، أما مباريات السيدات تشهد مواقف صعبة وبحاجة لخبرة أكبر مقارنة بمباريات دوري الدرجة الثالثة للرجال».
وأكدت طاهر أنها لم تواجه أي مشاكل مع اللاعبين خلال مباريات الرجال، لافتة إلى وجود احترام متبادل مع الجميع.
إلى المرأة العربية
وعبّرت طاهر عن رغبتها بتطور كرة القدم للسيدات في سورية على صعيد كل شيء، مشيرة إلى أنه يتوجب على المرأة التي ترغب بدخول عالم التحكيم أن تعمل بشكل جديّ لتحقيق هدفها وأن تكون واثقة بنفسها على أن يصاحب ذلك ثقة البيئة المحيطة بها.
وأضافت طاهر «عائلتي شجعتني لدخول التحكيم وخاصة والدي لكونه لاعباً قديماً، كما أن والدتي هيأت الجو المناسب لأتمكن من تنظيم وقتي ما بين التمارين والتحكيم والدراسة».
الحياة الشخصية
وتنحدر جيلان طاهر من مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة في شمال شرقي سورية، وهاجرت مع عائلتها إلى السويد عام 1993، ووالدها جهاد طاهر واحد من اللاعبين القدماء والخبرات الكروية السورية، وبالإضافة إلى عملها في التحكيم تقول طاهر إنها درست العلاج الفيزيائي الطبيعي لكونها تحب معالجة الناس وفهم العضلات وآلية عملها منذ الصغر، مشيرة إلى أنها تعمل حالياً في مركز للعلاج الفيزيائي.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.