الشباب السوري يشتكي من صعوبة الحصول على زوجة في أوروبا
حلم الزواج من أوروبية

اقتصاد- بعكس الاعتقاد الشائع بأنّ البنات على قارعة الطرقات في أوروبا، يتحدّث الكثير من الشباب السوريين اللاجئين في أوروبا، عن صعوبة الحصول على شريكة الحياة.. فأكثرهم كان يحمل أوهاماً خُرافية قبيل مجيئه إلى أوروبا، بأنّ الفتيات هنا يعرِضن أنفسهنّ على الشباب في الشوارع، وبأعدادٍ كثيرة، وما عليه سوى أن يختار أجملهنّ.. ولا بأس من التجريب والتنويع..!

لكن الصدمة كانت كبيرة عندما اكتشف هؤلاء أنّه لا يوجد أيّ شيءٍ من هذا القبيل، فاتجهت جهودهم للاستقرار مع زوجةٍ واحدة، وهنا كانت الصدمة الأكبر، عندما تبيّن أنه حتى هذه ليست متاحة.

لماذا..؟

لم يكن يخطر ببال أحمد الذي قَدِم إلى ألمانيا بعمر 26 عاماً، وها هو يقترب من الثلاثين، أنه سوف يعاني من صعوبة الحصول على زوجةٍ إلى درجة اليأس. ويقول إن أحلاماً كثيرة راودته وهو قادمٌ إلى هنا، وكيف أنّه سيتزوّج من فتاةٍ ألمانية جميلة، وأخذ يتصوّر شكل العلاقة معها في أكثر من موقف.

لكنه ومع الأشهر الأولى أدرك كم أنّ هذا الحلم صعب التحقيق، لأن الفتاة الأوروبية من وجهة نظره، لا تحبّ ولا ترتبط مع أي شخصٍ، دون أن تتعرّف على أفكاره وتختبر الكثير من الجوانب فيه، بينما صعوبة اللغة والتواصل تحول دون تحقيق هذا الأمر.

ومن جهةٍ ثانية يرى أحمد، أنّ الطّامة الكبرى كانت كذلك بصعوبة الارتباط بفتاةٍ سورية، إذ أن أغلب اللاجئين إما عائلاتٌ تحتوي على أطفالٍ فقط، وفي حال وُجِدت فتيات، فإنهنّ على الأغلب إما أرامل أو مطلّقات، ولديهن أطفال.

ويضيف كذلك، أنّ مفهوم السترة والبحث عن الرجل “الشغيل والكسيب” والخلوق، الذي كانت تتمسك به العائلة السورية سابقاً، لم يعد موجوداً هنا، حيث أن الغالبية أصبحوا يطلبون مهوراً كبيرةً لبناتهم، وشروطاً تعجيزية، قد تصل إلى حدّ التهديد بالتذكير بأنّ السيد في أوروبا هو المرأة وليس الزوج..

خياراتٌ.. عربية!

الكثير من الشباب السوريين، باتوا على قناعةٍ بأنّ الارتباط بالفتاة الأوروبية صعبٌ جداً، إن لم يكن مستحيلاً، وفرصُ حدوثه لا تتعدّى الواحد بالألف، وغالباً ما تكون الفتاة أكبر من الشاب بعشر سنواتٍ على الأقل.

لذلك يعترف فراس، المقيم في فرنسا، وهو شابٌ تجاوز الثلاثين عاماً ولم يتزوج بعد، يعترف بصعوبة الحصول على زوجةٍ سورية في أوروبا، وفقاً للأسباب التي ذكرها أحمد، ويضيف عليها بأنّ تمرّد المرأة السورية على زواجها السابق، جعل المرأة السورية في أوروبا حديث الشارع ووسائل الإعلام، وهو ما انعكس سلباً على سمعة هذه المرأة.. بحسب رأيه.

ويتابع فراس، أنه في بعض الدول الأوروبية هناك جالياتٌ عربية كثيرة، مثل فرنسا، التي يوجد فيها أعدادٌ كبيرة من المغرب العربي، الجزائر والمغرب وتونس، وهو ما يعتبره خياراً إضافياً في حال قرّر الشاب السوري الارتباط والزواج. وبحسب قوله، فالمرحلة القادمة ستشهد ارتباطاتٍ من هذا النوع، نظراً لأن الكثير من السوريين الذي أتوا إلى فرنسا في العقود الماضية، استطاعوا أن يؤسّسوا أسراً رائعة من خلال الارتباط بزوجةٍ من دول المغرب العربي.

أما محمد، المقيم في فرنسا أيضاً، فإنه يعارض فراس في هذه الفكرة، ويرى أنّ هناك كذلك صعوبةٌ في الارتباط بزوجةٍ من المغرب العربي، ويرجع ذلك إلى اختلاف العادات والعقول، بين المجتمع السوري والمجتمع المغاربي. ويرى محمد، أنّ المرأة المغاربية ليست أقلّ تمرّداً من المرأة السورية، بل ربما أكثر بكثير، لافتاً إلى أنه من خلال نظرةٍ عامة على المجتمع المغاربي المُقيم في أوروبا، فإنك نادراً ما تجد رجلاً أو امرأةً، ليسوا مطلّقين، أو متزوّجين للمرة الثانية أو الثالثة، وأحياناً الرابعة.

ولا بد أن نشير قبل الختام، بأنّ الزواج من سوريا في الداخل، هو صعبٌ للغاية، بسبب صعوبة إجراءات لمّ الشمل، والتي تحتاج إلى فترةٍ طويلة، وشروطاً أشبه بالتعجيزية.

وختاماً؛ نعتبر هذا الموضوع مادةً للنقاش بين السوريين المقيمين في أوروبا، والذي نرجو أن يكون موضوعياً، لكي نصل في النهاية، إلى مادةٍ أكثر دقّةً، نقف من خلالها على طبيعة هذه المشكلة ومدى تأثيرها على المجتمع السوري في الغرب.

حلم الزواج من أوروبية

حلم الزواج من أوروبية

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015