أخبار الأمم المتحدة- أكّد تقرير جديد لليونسكو أن العنف المدرسي والتنمر مشكلة رئيسية في جميع أنحاء العالم، تطال نحو ثلث طلاب المدارس وتؤثّر على صحتهم العقلية ومستوى تحصليهم الدراسي.
البحث الذي أصدرته اليونسكو يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان “ما وراء الأرقام، وضع حدّ للعنف المدرسي والتنمّر”، في منتدى التعليم العالمي لعام 2019 المُنعَقِد في لندن، يوضح خطورة المشكلة، وما حقّقته بعض البلدان من تقدّم كبير في الحدّ منها أو احتوائها.
بناءً على بياناتٍ مفصّلة وأدلة شاملة عن العنف والتسلّط في المدارس، تغطي 144 بلداً وإقليماً في جميع المناطق، أفاد ثلث الطلاب تقريباً الذين شملهم البحث بتعرّضهم للتخويف من أقرانهم في المدرسة، مرة واحدة على الأقل في الشهر الماضي. وتتأثّر نسبة مماثلة بالعنف الجسدي.
وبحسب بيانات اليونيسف، يعدّ التنمّر الجسدي الأكثر شيوعاً بين أنواع التنمّر في العديد من المناطق، باستثناء أميركا الشمالية وأوروبا، حيث تسود البلطجة النفسية.
وتضيف اليونيسف أن العنف المدرسي والبلطجة يؤثّران على كل من الطلاب والطالبات. ففي حين تنتشر البلطجة البدنية بين الأولاد، تعدّ البلطجة النفسية أكثر انتشاراً بين الفتيات. ومع التقدّم التكنولوجي، يتزايد التنمّر عبر الإنترنت والهواتف المحمولة.
ومن المرجّح أن يتعرّض الأطفال الذين يُنظر إليهم على أنهم مختلفون بأيّ شكلٍ من الأشكال للمضايقة. ويمثّل المظهر الجسدي أكثر الأسباب شيوعاً لتعرّض الطلاب للتنمّر، فيما تتعلّق الأسباب الثانية الأكثر شيوعاً التي ذكرها الطلاب بالعرق أو الجنسية أو اللون.
لماذا يعدّ التصدّي للتنمّر أمراً مهماً؟
تقول اليونسكو إن التنمّر يؤثّر بشكل سلبي كبير على الصحة العقلية للأطفال ونوعية الحياة ومستوى تحصيلهم الدراسي. كما يشعر الأطفال، الذين يتعرّضون للمضايقات بشكلٍ متكرّر، بشعور بالإقصاء من المدرسة يزيد عن أقرانهم بمعدّل ثلاث مرات أو أكثر، ويتضاعف احتمال عدم التحاقهم بالمدرسة. وتكون نتائج التحصيل الدراسي لضحايا التنمّر أسوأ من أقرانهم، بما يزيد من أن احتمال تركهم للتعليم بعد المرحلة الثانوية.
هل توجد حلول للتنمّر؟
يسلّط تقرير اليونسكو الضوء على عددٍ من التدابير التي أثبتت فعالية في الحدّ من انتشار العنف المدرسي والبلطجة أو احتواء انتشارهما. إذ انخفض التنمّر في نصف الدول والأقاليم، 71 دولة، وشهدت نسبة مماثلة من البلدان أيضاً انخفاضاً في العراك البدني أو الهجمات الجسدية في المدارس.
وتمتلك هذه البلدان عدداً من عوامل النجاح المشتركة، وخصوصاً الالتزام بتعزيز بيئة مدرسية آمنة وإيجابية، وأنظمة فعّالة للإبلاغ عن التنمّر والبلطجة ومراقبتهما، والبرامج والتدخلات القائمة على الأدلة، وتدريب ودعم المدرسين، ودعم الطلاب المتضرّرين. كما أثبتت القيادة السياسية والالتزام رفيع المستوى، مع الأطر القانونية والسياسية القوية التي تتناول العنف ضدّ الأطفال والتنمّر، فعاليةً في التصدّي لهذه الآفة.
وتعقيباً على ذلك، أشارت مساعدة المديرة العامة لليونسكو المعنية بالتعليم ستيفانيا غيانيني إلى أنّ المزج بين القيادة السياسية القوية وعوامل أخرى مثل التدريب والتعاون والرصد، يثبت أنه من الممكن التخفيف من مناخ الخوف الناجم عن التنمّر في المدارس وعن التعرّض للعنف.