الأمم المتحدة- أحيت الأمم المتحدة اليوم العالمي للعمل الإنساني، في فعاليات متعددة بمقرها الدائم ومكاتبها في العالم تحت عنوان “قفوا معا”. وقد شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووكيله للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، وعدد من موظفي المنظمة الدولية في احتفال في مقر المم المتحدة في نيويورك. وفي كلمته بهذه المناسبة، قال الأمين العام “نحن هنا لنقول للعالم: المدنيون في الصراع ليسوا هدفا”.
كما أضاف الأمين العام في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، الموافق الـ 19 آب / أغسطس، أن ملايين البشر حول العالم يعيشون اليوم في خضم صراعات لا يد لهم فيها ويجدون أنفسهم في مرمى النيران، بل ويصبحون أهدافا مباشرة لأعمال العنف، مما يضطرهم للفرار من ديارهم بالملايين.
وتطال هذه المأساة أيضا العاملين في المجال الإنساني، حيث أشار السيد غوتيريش: “مما يزيد من وطأة المعاناة والغبن أن العاملين في مجالي الرعاية الصحية والمعونة الذين يهبون بشجاعة لتقديم المساعدة، كثيرا ما يستهدفون بهجمات مؤسفة تعوق قدرتهم على إنقاذ الأرواح. هذا العام، تحتفل الأمم المتحدة وشركاؤها باليوم العالمي للعمل الإنساني بالدعوة إلى حماية المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع والعاملين في مجالي المعونة والرعاية الصحية الذين يقدمون إليهم الدعم. نريد أن يعرف العالم بأسره أن المدنيين بمن فيهم العاملون في مجالي المعونة والرعاية الصحية ليسوا أهدافا.”
ونوّه غوتيريش إلى أن حماية المدنيين تزداد صعوبة، إذ تضرب مزيد من الجهات بالقانون الدولي والإنساني وحقوق الإنسان عرض الحائط “بل والأسوأ من ذلك، كيف أصبح المزيد والمزيد من العاملين في المجال الإنساني هدفا، ولم يحترم علم الأمم المتحدة كرمز للحياد في سياق تلك الصراعات. إن رؤية العاملين الأمميين في المجال الإنساني والمنظمات الإنسانية غير الحكومية وغيرها من المنظمات تصبح هدفا هو أمر مرعب حقا. ورؤية بعض زملائي يقضون نحبهم أثناء أداء واجبهم كانت واحدة من أبشع التجارب التي تعرضت لها في حياتي. لذلك فإن هذا الشعار– ’ليسوا هدفا‘ – له معنى خاص جدا بالنسبة لي.”
كما شدّد الأمين العام على أن حماية المدنيين في الصراع مبدأ أساسي من مبادئ القانون الإنساني الدولي. ومع ذلك، تخل أطراف الصراع في جميع أنحاء العالم بالتزاماتها، وتقتل المدنيين بشكل روتيني في هجمات مباشرة وعشوائية، وتظهر ازدراء للحياة البشرية.
وأكّد كذلك على أن “لكل مدني الحق في السلامة والحماية، وأن علينا جميعا أن نفعل كل ما في وسعنا لكفالة هذا الحق”. وقال إن العاملين في المجال الإنساني، الذين يختارون مساعدة هؤلاء الأشخاص وحمايتهم، يستهدفون عمدا، ويقتلون ويجرحون ويحتجزون.
وتابع الأمين العام أن أثر هذه الأزمات أجبر ما يزيد على 65 مليون شخص، وهو عدد قياسي، على الفرار من ديارهم، وقال “لا أحد يفوز في هذه الحروب. بل نحن جميعا خاسرون”.
كما دعا غوتيريش إلى التضامن مع المدنيين في الصراعات، من خلال الانضمام إلى حملة المدنيون “ليسوا هدفا”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار (63/L.49) الذي حدد يوم 19 أغسطس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهو مخصص للاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني وأولئك الذين فقدوا حياتهم أثناء تأديتهم المساعدات الإنسانية. ويصادف اليوم 19 أغسطس، اليوم الذي قتل فية الممثل الخاص للأمين العام في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو و 21 من زملائه في تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد عام 2003.. وبينما يتعرض الملايين من الناس للحصار في الحروب التي ليست من صنع أيديهم، لا يفعل العالم ما يكفي لوقف معاناتهم.
وكان شعار حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2017 هو: #لست_هدفا (#NotATarget).