لامار أركندي/ سكاي نيوز عربية- بعد خطوتها الأولى في التجول على دراجتها الهوائية بشوارع وأزقة مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، سعياً منها لكسر عادات مجتمعية ترى في قيادة السيدات والفتيات للدراجات أمراً معيباً، نجحت الشابة الكردية ميديا غانم، في تحقيقها خطوة ثانية بتنظيم تجوال جماعي للفتيات وإطلاق أول ماراثون للسيدات على مستوى المنطقة.
بدأت ميديا تجهيز فريقها خلال حملة أسمتها “بدي بسكليت” (بمعنى “أريد دراجة هوائية”) أطلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، دعت خلالها الفتيات قيادة دراجتهن الهوائية وسط المدينة.
ميديا (28 عاماً) هي إعلامية وتعمل مراسلة لصحيفة محلية في مدينتها، تسعى لنشر ثقافة مجتمعية سليمة وترك العادات والأفكار الخاطئة، بالتجوال على دراجتها الهوائية قاصدة مكان عملها وقضاء حاجاتها المنزلية ومستلزمات عائلتها.
فهي الأم والزوجة العاملة التي كانت تضطر للوقوف ساعات طويلة في الأماكن المخصصة للحافلات بانتظار حافلة أو سيارة أجرة تقلها لمنزلها، فاختصرت الوقت والجهد بعد استخدامها وسيلة النقل الأسهل والأسرع والأقل تكلفة، على حد تعبيرها.
مبادرة نسائية
وفي حديثها لـ”سكاي نيوز عربية” أوضحت ميديا غانم أن فكرة مبادرة “بدّي بسكليت”، لمعت في عقلها قبل حوالي شهرين، حين طلبت منها أحد الصديقات تعليمها قيادة الدراجة، ولاقت إعجاب مبادرتها الكثير من الفتيات من صحفيات وناشطات، فضلاً عن الدعم الكبير الذي لمسته من قبل الأصدقاء والزملاء الصحفيين الداعمين لها.
وأضافت “اختياري للدراجة الهوائية وللمبادرة، هو تحدٍّ لعادات وأعراف بالية تغلغلت داخل مجتمع همّش المرأة على مدار عقود طويلة”.
وتقول ميديا غانم إن تلك المشاركة أوجدت في نفسها “أملاً كبيراً في كسر العادات المجتمعية التي تسلب المرأة حقوقها، والتحرّر بالتالي من سطوة المجتمع”.
أول بطولة نسائية
انطلقت أولى أنشطة الحملة المتمثّلة في التحضير لأول ماراثون للسيدات بالمنطقة على مدار 60 يوماً، بحسب ميديا غانم. وأشارت إلى أنها شكّلت فريقها الذي يضم 25 منهن إلى بطولة الدراجات الهوائية، تحت رعاية الاتحاد الرياضي وهيئة البلديات والبيئة، وانطلقت في 16 كانون الثاني بمدينة عامودا، ولمسافة 3 كيلومترات.
وأضافت موضحةً أن الاتحاد الرياضي قدّم دراجات هوائية تدريبية للفائزات بالماراثون، الذي انطلق من أمام دوار درباسية وانتهى عند ساحة المرأة الحرّة في وسط مدينة عامودا.
تفاعل وفوائد لا تحصى
لم تتوقع الشابة العشرينية أن تحظى مبادرتها بتفاعل واسع، إلا أن الواقع حمل لها مفاجآت سارة، حيث انضمت أكثر من 35 سيدة لحملتها، اللواتي يزداد عددهن يومياً ليحصلن على التدريبات على قيادة الدراجات الهوائية تحت إشرافها.
وبدأت ميديا غانم مشروعها بنشر هذه الرياضة الحديثة منذ فترة وجيزة، قبل أن تبدأ بالترويج لأنشطتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم عروض للراغبات في قيادة الدراجات وممارستها كرياضة، بالقدوم لتلقي التدريبات اللازمة في ملعب 12 مارس بمدينة القامشلي.
وحظيت الشابة العشرينية بتشجيع من زوجها ووالدتها وأخواتها، لتتطور الفكرة لاحقاً إلى جميع السيدات المحبّات لممارسة هذه الرياضة في مكان مهيأ لذلك.
وأشارت الفتاة الكردية إلى أن فريقها الذي ترأسه، بدأ تشكيله بسيدتين ثم ازدادت أعدداهن بشكل مستمر، مشيرةً إلى استعدادهن لتنظيم مسابقات نسائية أخرى خلال شهور قليلة في مدن الشمال السوري، لتعزيز هذه الرياضة والاستمتاع بالأجواء الحماسية.
ونوّهت ميديا غانم إلى أهمية رياضة الدراجة الهوائية وفوائدها الصحية البدنية والنفسية والبيئية وتحسينها المزاج والحالة النفسية لممارسيها، فضلاً عن منحها الطاقة والحيوية للجسد، واعتبارها رياضة بديلة عن المشي وتعزيز أداء جهاز المناعة والوقاية من أمراض ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.