جمانة حداد/ مونت كارلو- كلما لبيتُ دعوة لإلقاء محاضرة أو المشاركة في نقاش أو طاولة مستديرة في بلد اوروبي، اكتشفتُ هول التعميمات اللاحقة بصورة المرأة العربية في الغرب.
جميع النساء العربيات خاضعات .. جميع النساء العربيات مقموعات .. جميع النساء العربيات لا يملكن أي سيطرة على حيواتهن وأجسادهن وأعمالهن ..!
حتى ليخال المرء أن بلداننا ليست إلاّ عبارة عن سجونٍ كبيرة ومراكز تعذيب تتعرض فيها النساء كلّ النساء بلا استثناء يومياً للضرب والاعتداء والتنكيل والاغتصاب والحرمان من حقوقهن الإنسانية البديهية.
طبعاً لست أنكر أن هذا الواقع موجود حقاً للأسف في العالم العربي. ليس فقط هو موجود، لا بل كرستُ جزءاً كبيراً من حياتي وكتاباتي إلى اليوم للدفاع عن هؤلاء ولفضح المظالم والاعتداءات التي يتعرضن لها بشكل ممنهج ومنظّم.
ولكن هناك أيضاً واقعٌ موازٍ لا يقلّ عن الواقع الاول يقيناً، تصنعه نساءٌ شجاعات مناضلات متوهجات لا يستسلمن للقيود المفروضة عليهن ولا يتركن أيّ مجال لسلّم القيم البطريركية السائد بأن يحول دون تحقيق الأحلام والطموحات والتمنيات التي يصبون إليها.
إن سوء الفهم الذي نتعرض له مقيتٌ ومرعب. تخيّلوا مثلاً أن أستاذاً جامعياً أوروبياً تكلّم في مؤتمرٍ شاركتُ فيه أخيراً ليقول إنه يدعم رمز الثقافة العربية وهو في رأيه البرقع.
لقد حان الوقت في القرن الحادي والعشرين كي يشفى الغرب من عمائه المعيب، أكان مقصوداً أم غير مقصود حيال حضارتنا وتنوّعها وغناها.
لقد حان الوقت أيها الأستاذ الجامعي الكريم أن ترفع البرقع عن ذهنك… والسلام.