“أبحث عن تواصل لأوقات الفراغ. أنا مرتبطة عمليا وبشكل شخصي، ولكنني أرغب بتوسيع مداركي” هكذا كتبت تينا من برلين – فريدريشهاين على موقع جسر الترحيب بالنساء. هنا تقدم النساء البرلينيات أنفسهنّ وعروضهنّ عبر هذا الموقع للنساء اللاجئات لتقديم العون والمساعدة لبدء حياتهنّ الجديدة في برلين.
كريستينا هويشن/أبواب- النساء اللاجئات في ألمانيا يرغبن أيضا بالوصول والترحيب والقيام بشيء ما. ولكن هذا الأمر ليس سهلا كما يتصوره البعض، حيث أن اليوم العادي في مراكز اللجوء، دورات اللغة، التواصل وزيارة المؤسسات الحكومية الألمانية المختلفة والاهتمام بالأطفال يأتي بالمرتبة الأولى.
أمور عديدة صعبة جدًا وأخرى لا يوجد أي وقت لها، ولهذا تبقى العديد من النساء اللاجئات منفصلات عن أي تواصل اجتماعي. حتى بوجود العديد من العروض المقدمة للاجئين لا يوجد أي برامج مختصة باللاجئات بشكل حقيقي. وتبقى اللاجئات خارج هذه العروض ولا تستطيع الاستفادة منها.
“لا يمكن أن يكون هذا سببًا لكي تبقى النسوة اللاجئات خارج الإطار المجتمعي. هنالك العديد من النساء الألمانيات المستعدات للمساعدة بهذا الأمر” هذا ما تقوله رئيسة قسم برلين للعدالة الاجتماعية الدكتورة غابريليه كيمبر.
مشروع جسر الترحيب بالنساء
في العام 2015 أنشأ قسم العدالة الاجتماعية والمساواة بين المرأة والرجل في مجلس مدينة برلين مشروع جسر الترحيب بالنساء عن طريق جمعية “اليرقة والفراشة – النساء في مركز الحياة” والذي يقوم على جمع النساء البرلينيات مع نظيراتهن من اللاجئات والمبادرات النسائية المختلفة. مهما كان السبب، للاستشارة أو التعليم أو هوايات وأمور أخرى، يمكن للنساء التواصل مع بعضهن البعض عبر هذا الموقع ليتحادثوا ويتبادوا الآراء ويعيشوا سوية. العروض والطلبات يتم وضعها من قبل النساء حصرا عبر الموقع مباشرة والذي تم إطلاقه في منتصف شهر تشرين الثاني – نوفمبر من العام الحالي.
الموقع يقدم معلوماته حاليا باللغة الألمانية ولكن سيتم إضافة اللغات العربية والإنكليزية والفارسية والفرنسية والتركية في القريب العاجل.
لا يوجد أي مشروع حقيقي موجه للنساء اللاجئات
القائمون على مشروع جسر الترحيب بالنساء يعلمون تماما أن هنالك العديد من العروض المقدمة للاجئين. إن إحدى الدراسات الصادرة من مركز برلين لأبحاث الهجرة والاندماج التابع لجامعة هومبولدت في برلين أوضحوا أنه عدد المتطوعين زاد بحوالي 70% في السنوات الأخيرة. وانه في العام 2015 استثمر المتطوعون أكثر من العشر ساعات التي كانوا يستثمرونها في عملهم التطوعي بشكل أسبوعي. ولكن حتى الآن وحسب إحصاءات جسر الترحيب بالنساء، لا يوجد أي مشروع حقيقي موجه للنساء اللاجئات والذي يقوم بربط النساء اللاجئات سوية. وخصوصا المشاريع التي تعني أن النساء اللاجئات سيكنَّ عاملاً فاعلاً في المشاريع المختلفة لهذا المشروع.
حتى بوجود العديد من العروض، لا تصل هذه العروض بشكل متساوٍ للنساء والرجال. حتى لو كان هنالك دعم خاص لإيصال المعروض للنساء فإن الأمر لا يصل لمبتغاه ويسقط حسب التعبير الألماني تحت الطاولة. هذا ما أوضحته لنا الدكتورة كيمبر. ولهذا تربط منظمة ومشروع جسر الترحيب بالنساء الأمل بالاهتمام والعناية بالنساء بالمشاريع المختلفة للمنظمة، حيث أن مكانًا خاصًا أًصبح متوفرًا يمكن للنساء أن تسمع صوتهن من خلاله.
هؤلاء النسوة قويًات، وعليهنّ الآن الخروج من قوقعتهنّ والتواصل مع المجتمع
“على الجميع أن يرى، أن هنالك نساء. إنهنّ يشكلن أكثر من ثلث اللاجئين بالمجموع العام. نحن نرغب أن يكون هنالك اهتمام وعنايه بهن. والكثير من الأمور الأخرى التي ترسم الفرحة والسعادة على وجوههن كبطولات كرة القدم النسائية على سبيل المثال”.
توضح السيدة “انغة كيك” الباحثة في علم التربية ضمن “اليرقة والفراشة” أن الموضوع يتجاوز السعادة ليصل إلى مستوى إعادة الثقة لدى هؤلاء النسوة اللواتي خسرن جزءًا منها بسبب وضعهن الحالي ورحلة اللجوء ووضع الإقامة: “إن هؤلاء النسوة قويًات بشكل كبير. استطعنَ تجاوز محنة اللجوء والهرب وعليهنّ الآن الخروج من قوقعتهنّ والتواصل مع المجتمع بشكل أقوى وأفضل وهذا سيؤدي لزيادة قوة هذا المجتمع”.
عندما تكون هنالك نساء أخريات كـ”تينا” التي قامت بالاشتراك بالموقع، وبتقديم العروض والترحيب بالنساء اللاجئات فإن العلاقة بين النساء البرلينيات واللاجئات ستزداد صلابة وهذا سيؤدي لتحقيق حلم السيدة “كيك” بزيادة قوة المجتمع الألماني بشكل عام وبعث الحياة به.