متابعات- تظهر البيانات العالمية التي قدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 35 ٪ من النساء في العالم قد عانت من نوع من العنف– الجسدي أو الجنسي. ويؤثّر العنف بشكل سلبي على صحة المرأة الجسدية والعقلية والجنسية والإنجابية، وقد يزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة في بعض الأماكن.
تُعرِّف الأمم المتحدة العنف ضدّ المرأة بأنه “أي عمل من أعمال العنف سواء الجسدي أو الجنسي ينتج عنه إيذاء جسدية أو جنسية أو عقلية للمرأة، بما في ذلك التهديدات بمثل هذه الأفعال أو الإكراه سواء حدثت في الحياة العامة أو الخاصة.“
تشير التقديرات إلى أنه من بين 87000 امرأة قُتِلت عمداً في عام 2017 على مستوى العالم، فإن أكثر من نصفهن قُتِلن على يد أفرادٍ من الأسرة، هناك عدد 137 امرأة تُقتَل على يد أحد أفراد أسرتها في جميع أنحاء العالم كلّ يوم، وتمثّل النساء البالغات 50% من ضحايا الاتجار بالبشر الذين تمّ اكتشافهم على مستوى العالم. وتمثّل النساء والفتيات معاً 72 في المائة، حيث الفتيات أكثر من النساء.
على سبيل المثال، في لبنان، كان احتمال ارتكاب العنف الجسدي على المرأة أعلى بثلاث مرات بين الرجال الذين شاهدوا آباءهم وهم يضربون أمهاتهم أثناء الطفولة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
إحصائيات اشكال العنف ضد المرأة
زواج المرأة في سن مبكر
هناك ما لا يقل عن 700 مليون امرأة في العالم تزوّجن عندما كانت طفلة منهم 250 مليوناً قد تزوّجوا قبل بلوغهنّ الخامسة عشرة من العمر. كما أنها أصبحت حاملاً في وقت مبكر جدًا من حياتهم. بما أنّ الفتيات في هذا العمر لسن ناضجات بما يكفي ليصبحوا أمهات، فهذا يعني أنهنّ وأطفالهنّ معرّضون للخطر.
العنف الجسدي
. لقد تعرّضت حوالي 120 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم لأفعال جنسية
تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
تعرّضت ما لا يقل عن 200 مليون امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 سنة لتشويه الأعضاء التناسلية وأن تشويه الأعضاء التناسلية مثل ختان الإناث شائع للغاية في دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
لا تقتصر مشاكل الفتيات اللاتي يعانين من تشويه الأعضاء التناسلية على مشاكل نفسية وجسدية – فقد يواجهن نزيفًا مستمرًا، كما يواجهن خطر الإصابة بأمراض مثل فيروس نقص المناعة. وقد يكنّ غير قادراتٍ على الولادة لاحقًا، وقد يواجهن مضاعفات عندما يصبحن (حامل)، ويمكن أن يمتن نتيجةً لذلك أيضاً.
الاتجار بالفتيات
الإتجار هو الطريقة الأكثر وضوحاً لدخول الفتيات والنساء في تجارة الرقّ هذه الأيام. في جميع أنحاء العالم، أصبح ما يقرب من 20.9 مليون شخص ضحايا الاتجار، وفقاً لبحث أُجريَ في بلدان مختلفة. فقد لوحظ أن العنف الجنسي والجسدي إلى جانب الأمراض مثل فيروس نقص المناعة.
تمّ إجراء البحث لمدة 10 سنوات في دول مثل رواندا وجنوب إفريقيا وتنزانيا والهند، وشمل نساء من مختلف أقسام المجتمع. وقد لوحظ أنّ هناك بعض النساء اللاتي واجهن شكلاً من أشكال العنف ضدّ المرأة؛ وبالتالي تأثّرت بفيروس نقص المناعة. في الولايات المتحدة، الكثير من بين النساء اللواتي يبلغن من العمر 20 عاماً وأكثر، ويعانين من فيروس نقص المناعة.
التنمّر
على الصعيد العالمي، تعرّض أحد الطلاب (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 13 إلى 15 عامًا) للتنمّر من قِبل أقرانهم في المدرسة، كما تفيد الفتيات بأنه تتم السخرية منهنّ، بسبب مظهر وجوههنّ أو أجسادهنّ أكثر من الأولاد.
الاعتداء جنسي
أفادت ثلاثة وعشرون بالمائة من الطالبات الجامعيات أنهنّ تعرّضن لاعتداء جنسي في استطلاع شمل 27 جامعة في الولايات المتحدة في عام 2015. وتراوحت معدّلات تقديم التقارير لمسؤولي الحرم الجامعي من 5 إلى 28 بالمائة.
التحرّش عبر الإنترنت
أبلغت امرأة من بين كل 10 نساء في الاتحاد الأوروبي عن تعرّضهن للتحرّش عبر الإنترنت منذ سن 15 عاماً، بما في ذلك تلقّي رسائل بريد إلكتروني أو رسائل SMS جنسية غير مرغوب فيها أو مسيئة، على مواقع الشبكات الاجتماعية.
إحصائيات تأثير العنف ضدّ المرأة صحيّاً
- العنف الجنسي يسبب مشاكل صحية جسدية وعقلية وجسدية وإيجابية خطيرة على المدى القصير والطويل للنساء. كما أنها تؤثّر على أطفالها، وتؤدي إلى ارتفاع التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للنساء وأسرهنّ ومجتمعاتهن. يمكن لمثل هذا العنف أن يؤدي إلى:
- حدوث إصابات؛ حيث تبلّغ 42٪ من النساء اللاتي يتعرّضن لعنف، عن إصابة نتيجة لهذا العنف.
- حمل غير مقصود؛ يؤدّى الى حمل وعمليات إجهاض، ومشاكل نسائية، وعدوى منقولة جنسيًا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة.
- وجد في دراسة 2013 أن النساء اللواتي تعرّضن للاعتداء الجسدي أو الجنسي، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً و فيروس نقص المناعة، مقارنةً بالنساء اللواتي لم يتعرّضن للعنف.
- احتمال الإجهاض يؤدي العنف إلى الإجهاض والولادة المبكرة ، وانخفاض وزن المواليد.
- أظهرت نفس الدراسة في عام 2013، أنّ النساء اللواتي عانين من عنف؛ كنّ أكثر عرضة للإصابة بالإجهاض بنسبة 16 ٪ وأكثر احتمالية للولادة المبكرة بنسبة 41 ٪.
- يمكن أن تؤدّي أشكال العنف هذه إلى الاكتئاب والتوتّر بعد الصدمة وصعوبات النوم، واضطرابات الأكل، ومحاولات الانتحار. وجد تحليل عام 2013 أن النساء اللواتي عانين من عنف الشريك الحميم كانوا أكثر عرضة مرتين للإصابة بالاكتئاب.
- الصداع وآلام الظهر وآلام البطن يمكن أن تشمل الآثار الصحية أيضاً الصداع وآلام الظهر وآلام البطن واضطرابات الجهاز الهضمي وضعف الصحة العامة.
- يمكن أن يؤدي العنف الجنسي، إلى زيادة التدخين، استخدام المخدرات والكحول، والسلوك الجنسي.
الوقاية والتوعية والإرشاد ضد عنف المرأة
هناك عدد متزايد من الدراسات التي تبحث في فعالية برامج الوقاية لتعزيز الوقاية من العنف ضد العنف الجنسي والتصدّي له:
- منعه من الحدوث في المقام الأول.
- برامج الزيارة المنزلية التي تتضمن التواصل مع ممرضين مدربين.
- إنهاء التمييز ضدّ المرأة في قوانين الزواج والطلاق والعمل وحضانة الأطفال.
- إنهاء التمييز في قوانين الميراث وملكية الأصول.
- وضع الخطط والسياسات الوطنية بالتصدّي للعنف ضد المرأة.
- الدعوة إلى جعل العنف ضد المرأة غير مقبول ومعالجة هذا العنف كمشكلة صحية عامة.
- تقديم خدمات شاملة وتوعية وتدريب مقدّمي الرعاية الصحية.
- منع تكرار العنف من خلال التعرّف المبكر على النساء والأطفال الذين يتعرّضون للعنف وتقديم الإحالة والدعم المناسبين.
- تعزيز معايير المساواة بين الجنسين كجزء من مناهج التربية الجنسية الشاملة التي يتم تدريسها للشباب.
- بناء قاعدة الأدلة على حجم وطبيعة العنف ضد المرأة في بيئات مختلفة ودعم جهود البلدان لتوثيق وقياس هذا العنف وعواقبه، بما في ذلك تحسين طرق قياس العنف ضد المرأة في سياق رصد أهداف التنمية المستدامة. هذا أمر أساسي لفهم حجم وطبيعة المشكلة والشروع في العمل في البلدان والعالم.
- تعزيز البحث والقدرة على تقييم التدخلات لمعالجة عنف الزوج.
- إجراء بحوث لإختبار وتحديد تدخّلات القطاع الصحي الفعالة للتصدّي للعنف ضد المرأة.
- وضع مبادئ توجيهية وأدوات تنفيذ لتعزيز استجابة القطاع الصحي للعنف الحميم والعنف الجنسي وتجميع الأدلة حول ما يعمل على منع مثل هذا العنف.
- دعم البلدان والشركاء لتنفيذ خطة العمل العالمية بشأن العنف ضد المرأة.
- الاهتمام بالصحة العقلية للمرأة؛ لأنها كانت منطقة مهملة والاهتمام الأكبر بالصحة الجسمانية.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.