دمشق/ وكالات- قال رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أكرم القش إنّ عدد السكان في سورية يتزايد بمعدّل نموٍ مرتفع خلال الحرب وهو ما أدى إلى زيادةٍ في عدد السكان على الرغم من الهجرة والوفاة وغيرها من الأسباب.
وأضاف القش بأن هذا الأمر ناتجٌ عن عددٍ من الأشياء منها أنّ معدلّات الخصوبة ارتفعت نتيجة تغيّر السلوك الإنجابي بسبب الزواج المبكر والخروج من العمل، “فقبل الحرب كان تعليم المرأة يجري بنسبةٍ أكبر، وهو ما كان يؤدّي إلى تحجيم نسبة الخصوبة وكان متوسط سن الزواج 25 سنة أما اليوم تزايد معدّل الزواج المبكر”.
وقال القش أن الإحصائيات هي عبارةٌ عن عددٍ تقديري من خلال عددٍ من المؤشّرات، ففي المناطق الساخنة يتمّ تقدير عدد السكان من خلال استهلاك القمح والكهرباء، وتمّ الاعتماد على أكثر من مبدأ وبالنهاية الإحصائيات تجري بالتجريب والتقدير.
وعن سبب عدم وجود سياسةٍ لتحديد النسل، أشار القش إلى أن العمل يجري على عملية ضبطٍ وتحقيق توازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي، ويجري العمل على محدّدات معيّنة لضبط معدّل النمو مثل تعليم الفتاة. كما أكّد القش أنّ الأسرة هي صاحبة الخيار بأن تنجب عدداً من الاطفال بشكلٍ يتواءم مع احتياجاتها، مشيراً إلى أنّ سياسات تحديد النسل القسرية هي سياساتٌ فاشلة لأنها تؤدي إلى خللٍ بجوانب أخرى.
وفي مطلع شهر شباط هذا العام؛ قدّر “المكتب المركزي للإحصاء” عدد السكان المتواجدين على الأراضي السورية بـ 24.422 مليون نسمة حتى منتصف 2017 ،منهم 11.941 مليون نسمة من الإناث، و12.481 مليون نسمة من الذكور.
كما نشر مكتب الإحصاء البيانات السكانية على موقعه الإلكتروني إضافةً إلى الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية، عقب إفراج اللجنة الاقتصادية في “رئاسة مجلس الوزراء” عنها، حيث كانت ممنوعة من النشر لأعوام، خوفاً من تأثيرها على حركة الاقتصاد بالبلاد.
وأوضح المكتب أن تقدير عدد السكان داخل سورية في منتصف أعوام 2009 وحتى 2017 ،تمّ تقديراً أولياً وفق مسار النمو الطبيعي العام والبالغ 452%. وفي 2011 ،كشفت الأرقم الرسمية الصادرة سابقاً عن “المكتب المركزي للإحصاء” أن عدد السكان المقيمين في سورية وفق سجلات الأحوال المدنية بلغ 12421 مليون نسمة.
ومع غياب الرقم الإحصائي الدقيق خلال الأعوام الماضية، أكّدت الكثير من التقديرات أنّ المجتمع السوري يشهد انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الشباب بسبب الهجرة إلى البلدان الأوروبية، ما ترتب عليه زيادة نسبة الإناث على الذكور.
ولكن، “الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بّينت مؤخراً أن نسبة تناقص أعداد الذكور قياساً بالإناث لا تتجاوز 1-2 % حسب التقديرات الأولية، حيث إن مقابل كل 46-47 ذكراً هناك 53-54 أنثى، وهذا ليس فرقاً نوعياً أو معوقاً تنموياً حسب تقديراتها.
وتعدّ سورية بين الدول العشرين الأكثر نمواً بالسكان عالمياً، كما أنها تفوّقت على مصر في المعدّل الذي لم يتأثّر رغم الأزمة، وفق ما أكّده رئيس هيئة الشؤون الأسرية أكرم القش.
وكانت هيئة شؤون الأسرة قد قدّرت عدد سكان سورية في 2017 بنحو 28 مليون نسمة، منهم 21 مليوناً داخل البلاد وحوالي 7 ملايين خارجها، وهذا ما يختلف مع إحصاءات الأمم المتحدة في 2017 والتي قدّرت عددهم بـ 27018 مليون نسمة.