بيرن/ وكالات- تظاهر آلاف السويسريين في شوارع العاصمة بيرن يوم السبت، مطالبين بالمساواة في الأجور بين المرأة والرجل، ومندّدين بالتمييز ضدّ المرأة، ومهدّدين باللجوء إلى “إضرابٍ نسائي” إذا لم تتم تلبية هذا المطلب.
وقد رفعت بعض المتظاهرات لافتاتٍ حملت عباراتٍ مثل “الأجر نفسه للمهنة نفسها”، و”النساء في الشوارع وليس في المطبخ”، و”كفى! لعملٍ أكثر بأجرٍ أقل”، و”المساواة الآن”، و”تعبنا من الانتظار”، و”عملٌ مماثل وأجور مختلفة”.
وقالت نقابة يونيا، التي نظّمت المظاهرة وهي الأكبر في سويسرا، في بيانٍ لها أن السويسريات “ضِقْنَ ذرعاً بالتمييز الجنسي، وكفى عدم مساواةٍ في الأجر”.
وبحسب النقابة التي نظّمت التحرك مع أربعين منظمةٍ أخرى، فإن أكثر من 20 ألف شخص حضروا التجمّع لمطالبة المُشَرّعين بالقيام بالمزيد من أجل إنهاء الفجوة بين أجور النساء والرجال في الوظيفة ذاتها.
وتأتي التظاهرة في وقتٍ يستعد مجلس النواب السويسري ليُناقش يوم الإثنين مراجعة القانون؛ بهدف مزيدٍ من الرقابة على تنظيم الأجور في الشركات الكبرى.
وقالت إحدى المُتَظاهِرات إنّ “عدم المساواة في الأجور ما زال سارياً ومُعتمداً في دولةٍ متحضّرة وغنية مثل سويسرا،”، وأضافت قائلةً إنّ ذلك يُشعِرها بالغضب، لأنها تعتقد أنّ “المرأة في المجتمع هي جزءٌ من القوّة العاملة، وينبغي أن يُرَدّ لها الاعتبار”.
وقالت مُتَظاهِرةٌ أخرى إنه “ينبغي الآن تطبيق القانون، وأنّه حان الوقت لتقاسم السلطة وخلق مجتمعٍ عادل”، معتبرةً الطلب من حقوق الإنسان الأساسية.
وعن سبب مشاركة أحد الرجال في المظاهرة، قال مشاركٌ إنّه ينخرط في المظاهرة لأنه “إبنٌ لامرأةٍ وزوجٌ لامرأةٍ وإحدى بناتي ستكون امرأةً في المستقبل”، وإنه يريد لها أن تتمتع بظروفٍ حياتية محترمة عندما تكبر؛ بحصولها على أجرٍ يُناسب العمل الذي تقوم به، مبيّناً “أن المساواة لا ينبغي أن تكون موضع جدلٍ في المستقبل، وإنما العمل الذي يُنجَز والاستحقاق الذي يُمنَح بالمقابل، ونوعية العمل هي التي ينبغي أن تُكَافَأ، وليس لجنس الشخص أيّ اعتبار في العمل الذي يقوم به، ولا ينبغي أبداً أن يكون الاعتبار الأول للجنس عندما يتعلّق الأمر بالعمل”.
المساواة بين الجنسين مُدرَجة في دستور سويسرا منذ العام 1981، لكنّ النساء يكسبن في المعدّل 20 % أقل من الرجال في هذا البلد، الأمر الذي وصفته النقابة بأنه “فضيحة”.
وقالت كورين شيرر القيادية في النقابة “المرأة في سويسرا تخسر أثناء مسيرة عملها 300 ألف فرنك سويسري (266 ألف يورو) فقط لأنها امرأة!”.