جلسة نقاش حول الفيلم الكرواتي “درب حليمة” في شبكة” شمس”
Halima's Path film

swnsyria- ناقش النادي السينمائي في شبكة “شمس” الأسبوع الماضي، الفيلم الكرواتي “درب حليمة”، ضمن فعاليات ورشات شمس. وكان هذا النقاش حول الفيلم مقدمة لطرح الكثير من الإسقاطات على الحرب السورية، والكثير من الأسئلة المفتوحة أثارها رواد السينما في شمس.

فيلم “درب حليمة” عام 2012 للمخرج الكرواتي أرسين أسيتوجيك، يروي حكاية دخول بعثة مفتّشين عاملين في الأمم المتحدة لإحدى القرى البوسنية لكشف مصير وأسماء الجثث المدفونة في مقابر جماعية، ويتمحور حول قصة بحث حليمة عن رفاة ابنها التي استغرقت 12 عاماً، ورغم أنه كان مجرد عظام متحلّلة، غير أن العدالة تقول بأن التحوّل المصيري في حياة الأم وابنها سيكون عندما يتحوّل الابن من مجرد رقم إلى قبرٍ بشاهدة، تحمل صورته وتاريخ ميلاده وموعده المعلن مع الموت.

وقد استعرض الحاضرون آراءهم وتقييماتهم للفيلم عبر جلسة نقاش افتراضية، أدارتها الكاتبة سلوى زكزك، عبر برمجية زووم، مفتتحةً الجلسة بملخصٍ عن الفيلم تقول فيه: “لعلّ الفيلم هو أحد نقاط العبور نحو عالمٍ بلا حروب. إذ ينتمي درب حليمة إلى مرحلة العدالة الانتقالية موثّقاً لعلمية الكشف عن المفقودين، ومرتبطاً بحقّ التعرّف إلى أضرحتهم، وحقّ الضحايا في أن يكون لهم أضرحة، لقد كان طريقاً طويلاً ومعبّداً بالأشواك استغرق اثني عشر عاماً”!

وعلّقت سميرة، عضوة التنسيق والمتابعة في الشبكة، بالقول ”مؤسفٌ أن نظلّ حتى بعد الحرب نكتشف مجازر وآلام، مؤلمٌ حقاً أن نشاهد في هذا الفيلم قصصاً حقيقية وليس مجرد أفلام وممثلين، وهذا الانطباع بالحزن والألم امتد تأثيره لما بعد الفيلم ليفتح باب الأسئلة: هل سنصل لمرحلة تكتشف فيها الأمهات رُفات أبنائهنّ؟! للفيلم أبعاد كثيرة، رغم شخصياته القليلة، ولكنه بلا شك عرض الدرب الطويل من الألم الذي يعقُبُ الحرب”.

من ناحيته، قال المدافع النسوي أسامة عاشور: ”يعكس الفيلم قوة النساء، سواء أكانت حليمة أم صفية من حيث قراراتهنّ ومواقفهنّ وحضورهنّ، كما أظهر الفيلم أثر الحرب على الرجال بشكلٍ واقعي، فبدوا كلهم مصابين ومكلومين ومهزومين من ثقل الحرب، وهذا يسلّط الدور على دور النساء في مرحلة ما بعد الحرب وصنع السلام الأهلي أو المجتمعي. أعتبرُ أنها إضاءة جيّدة من المخرج، ودرسٌ يجب أن نتعلّم منه!”.

كما أثار الحاضرون فكرة العدالة والانتقام، وطرحوا أسئلة مفتوحة عن الانتقام، وهل يُعيد الأحبّة؟ أو حتى الأطراف التي فقدناها؟ وهل يمكن أن ندخل دوامة العنف مرة ثانية وبشكل لانهائي؟ هل نقبل بالعدالة دون انتقام؟ و هل هناك سلام بدون انتقام أو عقوبة رادعة للناس الذين كانوا مسؤولين عن ادخال الآخرين في هذا النفق المظلم؟ و هل هي عقوبة معنوية؟

ما استوقف المتابعين عنده كان الدروس المستفادة من هذا الفيلم. الحرب دوماً خاسرة، ولا أحد رابحٌ في الحرب. الأهم؛ كيف نتجاوزالواقع نحو سلامٍ مستدام يركّز على المستقبل و البناء. ومن الواضح أنّ دور المرأة أكبر بكثير في هذه المرحلة.

من جهتها؛ قالت الكاتبة الصحفية غادة جمعة: “من خلال شخصية حليمة ومعاناتها وصبرها، تمكّن المخرج من عرض لقطاتٍ من الحرب الأهلية والصراعات داخل العائلة الواحدة، كان هناك عمق وقراءة تسبر عمق النفس البشرية. كما تمكّن المخرج من تطويع اللقطات الفنية لذلك، بحيث تعمّد تقريب العدسة على وجه حليمة، ما يعطينا شعوراً أنّ حليمة تقرأ ما يجول بداخل صفيّة. كذلك توظيف رمزية الحمام في المشهد، بما يعطينا الأمل والتفاؤل، ويجعلنا نتخطّى الاحداث بكلّ ما فيها”.

أما الفنانة السورية عزة البحرة فقالت: “بقدر ما هو مؤلم، تشعر في النهاية مع قدوم ابنة البطل وفتياتها الثلاثة.. هو أول خطوة على طريق السلم الأهلي. يعرض الفيلم حضور المعتقدات الدينية في حرب البوسنة والهرسك، وقدرتها على الفصل بين أبناء العائلة الواحدة، فسلافو عملياً بشكل أو بآخر قتل ابنه، فالقتل حدث بدافع الصراع بحجّة الدين والإصرار على الطقوس الدينية بدفن سلافو ودفن ميرزا وهما أبناء عائلة واحدة. وعدا عن رسالة قوّة النساء، يتضمّن الفيلم رسالةً ودعوةً للخروج من التابوهات الدينية لان الإنسانية أقوى”

كما قال عماد عزوز، عضو شبكة المرأة السورية: “الفيلم يصف نفسه، فالكلام حوله زائد. الفيلم بسيط لدرجة كبيرة، يرصد كمية الواقع المؤلم. فالبساطة هي أكسبت الفيلم أهميته، حيث أعطى الواقع بكل تفاصيله في الحرب اليوغسلافية. وهو يشبه الحالة السورية و الليبية والعراقية و.. . حيث ركّز على الجانب الديني من الصراع اليوغوسلافي، بينما حدثت صراعات بين العوائل التي تنتمي لذات الدين، حيث كان المجتمع يعيش تحت ضغط كتم الصوت. لقد أظهر الفلم كمية التعفّن التي تغزو المجتمعات. وكان من المهم جداً مشاهدته بهذه الدقة والبساطة”.

ويمتد الفيلم لنحو ساعة وستة وثلاثين دقيقة، وهو واحدٌ من سلسلةٍ من خمسة أفلام توثّق للحرب اليوغسلافية، ويُظهر فترات السلم التي تعقُب الحروب، ويُؤكّد على حضور النساء في هذه المرحلة.

حاز الفيلم الكرواتي على عدّة جوائز خلال مشاركته بمهرجانات الأفلام المتعلّقة بالبوسنة والهرسك، منها جائزة مهرجان تطوان للسينما المتوسطية.

Halima's Path film

Halima’s Path film

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015