وزارة المرأة التونسية- تنخرط بلادنا في الحملة الدولية “16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة” تحت شعار “ما تعنفنيش…وإسمعني زادا“، التي تنطلق يوم 25 نوفمبر الجاري بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتتواصل حتى الـ 10 من ديسمبر 2018 الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتهدف هذه الحملة الى كسر حاجز الصمت ازاء العنف ضد المرأة ودعم الوعي وخلق رأي عام مساند لمناهضة كافة أشكال العنف القائم على النوع بما من شأنه أن يسهم في تعبئة كل الطاقات والجهود للحدّ من هذه الظاهرة وتداعياتها الخطيرة على الأسرة والمجتمع، ودعوة المجتمع المحلي والدولي للسعى نحو ايجاد حلول جذريه لها.
وهي مناسبة للتأكيد بأنّ النتائج التي حققتها تونس في مجال مكافحة العنف ضد المرأة تعد تتويجا للإرادة السياسية المنتهجة في مسار المساواة وتكافؤ الفرص والذي جعل بلادنا تتبوأ المرتبة 19 في العالم من بين البلدان التي أصدرت قانونا لمناهضة أشكال العنف ضد النساء والفتيات (جويلية 2017). وقد تمّ إعداد هذا النص التشريعي وفـق مــقـاربة تـــشاركـيــّـة مـــع مختــلــــف مكوّنــات المجتــمع المـدني والهــيـاكــل الحـكـوميّـــــة المــتــدخــلــة، وبالاعتماد على رؤيـة شامة تقـــــوم على التــصــــدّي لمختــلف أشكــال العنف بالوقــــاية والحماية والإحـاطــة والردع.
كما حرصت بلادنا على وضع الآليات الداعمة لتطبيق هذا القانون على أرض الواقع من خلال وضع رقم أخضر مجاني (1899) للتبليغ عن حالات العنف ضد المرأة، إلى جانب تكثيف مراكز الإيواء للنساء ضحايا العنف بكافة ولايات الجمهورية والتي يبلغ عددها حاليّا 5 مراكز بتونس وأريانة وجندوبة وقفصة والقيروان، ودعم مراكز الإصغاء والتوجيه لتصل إلى 3 حاليا بكل من تونس وجرجيس وصفاقس، والعمل على تجهيزها وتطوير خدماتها عن طريق تكثيف تكوين المؤهلين في التعهد وتأطيرهم.
وفي هذا الإطار تُطلق وزارة المرأة والاسرة والطفولة وكبار السن حملة تحسيسية وقائية حول نتائج دراسة “التمثلاث الاجتماعية للعنف المسلط على النساء لدى الرجال والفتيان” تحت شعار “كيفك كيفها” عبر إصدار المعلقات والإعلانات والومضات إلى جانب نشر رسائل توعوية خاصة بالحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
كما سيتمّ تنظيم عديد الأنشطة التوعوية والتحسيسية على المستويين المركزي والجهوي تُخصَّص بالأساس لمزيد التعريف بالقانون الأساسي لمناهضة العنف ضد المرأة وبآليات الوقاية من العنف.
يُذكر أنّ مناهضة العنف القائم على أساس النوع هي من أكثر التحديات التي تواجه بلدان العالم، إذ وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لسنة 2015 فإن قرابة 35% من النساء حول العالم تعرّضن لأحد مظاهر العنف الجسدي، كما أن 30% منهنّ تعرضن في حياتهنّ مرة واحدة على الأقل لشكل من أشكال العنف الجنسي.
أما على المستوى الوطني، وحسب الدراسة التي أنجزها الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري حول العنف الموجه ضد المرأة لدى عينة تمثيليّة تكونت من 3873 امرأة تتراوح أعمارهن من 18 إلى 64 سنة، فإن 47.6% من النساء تعرضن ولو مرة في حياتهن العنف، وأنّ العنف المادي والجسدي هو الأكثر شيوعا بنسبة 31.7% يليه العنف المعنوي بنسبة 28.9% ثم العنف الجنسي بنسبة 15.7% وأخيرا العنف الاقتصادي بنسبة 7.1%.