إيما واليس/infomigrants- وصلت دراسة أجراها معهد أبحاث التوظيف في ألمانيا إلى أن اللاجئات يواجهن عقبات أكبر في الالتحاق بسوق العمل مقارنة بنظرائهن من الرجال ولذلك أسباب مختلفة.
عدد اللاجئين الذين ينضمون إلى سوق العمل الألماني آخذ في الازدياد ويتم إحراز تقدم. ومع ذلك، فإن العوائق التي تواجه المرأة أكبر من تلك التي يواجهها الرجل. هذا ما توصلت إليه دراسة أجراها معهد أبحاث التوظيف (IAB) في ألمانيا.
ووجدت دراسة IAB أنه بعد خمس سنوات من تلقي الحماية في ألمانيا، يعمل 60 في المئة من الرجال و 28 بالمئة فقط من النساء. وأشارت الدراسة إلى أن عبء الرعاية الذي يقع بشكل أساسي على عاتق المرأة لعب دورًا في تحديد وقت دخولها سوق العمل.
وأشارت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن أطفال دون سن الثالثة كانوا أقل حظاً بنسبة 11بالمئة لولوج إلى سوق العمل مقارنة بالنساء اللائي ليس لديهن أطفال.
الاعتراف بالمؤهلات والخبرة
كانت هناك مشكلة أخرى تواجه العديد من النساء وهي الاعتراف بمؤهلاتهن وخبراتهن في ألمانيا، وتفضل العديد منهن العمل في قطاعي التعليم والصحة. في حين أن الرجال قد يكون لديهم خبرة في المجالات الصناعية في كثير من الأحيان، وقد كان الوصول إلى بعض الوظائف في الصناعة أكثر سهولة حتى بدون مهارات اللغة الألمانية بطلاقة، في حين أن وظائف النساء تتطلب مستوى أعلى بكثير من إتقان اللغة.
وأوضحت يوليا كوسياكوفا، إحدى القائمات على الدراسة في IAB، أن النساء غالبًا ما يحتجن “جهدًا أكبر بكثير ليتمكن من العودة إلى سوق العمل”. وأضافت الباحثة أنه من المهم، علاوة على دورات اللغة والاندماج، أن تستثمر السلطات الألمانية في بنية تحتية مناسبة لجميع أفراد الأسرة، بحيث يمكن رعاية الأطفال حتى تتمكن النساء من العودة إلى العمل.
واستندت الدراسة إلى سلسلة من الاستبيانات التي تم إجراؤها من قبل IAB والمكتب الفيدرالي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) واللجنة الاجتماعية والاقتصادية الألمانية (SOEP) وهي بنية تحتية بحثية كانت تدرس الأسر في البلاد منذ عام 1984.
وقد درس الباحثون موضوع اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين عامي 2013 و 2016 ثم سألوهم سنويًا عن تقدمهم في ألمانيا، و شارك حوالي 4000 لاجئ كل عام في الدراسة.
بشكل عام، وجدت الدراسة أن حوالي نصف هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ عام 2013 يعملون الآن، لكن لا يعمل كل هؤلاء الأشخاص بالضرورة في المهن التي درسوها.
دوام جزئي مقابل دوام كامل
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن مقارنة اللاجئين في العمل حسب نوع الدوام، فستكون الفروق بين الذكور والإناث أكبر، لأن العديد من النساء يملن إلى العمل في وظائف بدوام جزئي، في حين أن الرجال غالبًا ما يشغلون وظائف بدوام كامل.
كما وجد الباحثون أن هناك عاملًا آخر يلعب دوره في دخول سوق العمل وهو الشبكات التي قد يتمكن اللاجئون من بنائها. في عام 2020، وجدت دراسة أن الرجال اللاجئين يميلون إلى قضاء وقت أطول مع الألمان أو الأشخاص الذين عاشوا في ألمانيا لفترة طويلة مقارنة باللاجئات. وخلصت الدراسة إلى أن القدرة على بناء شبكة قد تؤدي إلى العمل أو المساعدة في رعاية أطفال النساء حتى يتمكنوا من العثور على عمل.
مشكلة أخرى تواجه جميع اللاجئين هي أن العديد منهم مروا بتجارب مؤلمة قبل وصولهم إلى ألمانيا، سواء في بلدانهم أو في بلدان العبور. وجدت الدراسة أن هذه التجارب يمكن أن يكون لها أيضًا تأثيرات على قدرتهم على العثور على عمل. وأثر هذا العامل على النساء بقوة أكبر من تأثيره على الرجال.
المستوى التعليمي عامل مهم
وصلت العديد من اللاجئات إلى ألمانيا بتعليم أو تدريب مهني أقل من نظرائهن من الذكور. بنسبة 27 بالمئة من اللاجئات اعتبرن في أدنى مستوى تعليمي مقابل 17بالمئة من الرجال.
بينما كانت الأرقام أكثر تساويًا عندما يتعلق الأمر بالتحصيل العلمي العالي. 10بالمئة من النساء و 11بالمئة من الرجال حصلوا على تعليم جامعي، لكن شهادات ومؤهلات المرأة تميل إلى أن تكون في مجالات التعليم والصحة التي من الصعب استثمارها في سوق العمل الألماني.
وتقدّم 14بالمئة من الرجال لمصالح الاعتراف بمؤهلاتهم العلمية في ألمانيا، 7 في المئة منهم نجحوا في ذلك. بينما لم تتجاوز نسبة النساء 7بالمئة فقط، و 3 بالمئة منهن نجحن في معادلة الشواهد.
الاندماج وتعلم اللغة
وجد الباحثون أن جزءًا من مشكلة التوظيف يمكن أن يكون سببه مدى الانخراط في دورات اللغة والاندماج. فالأرقام تشير إلى أن 66 بالمئة من اللاجئين الرجال حضروا دورة الاندماج، بينما لم تتجاوز نسبة النساء 49 بالمئة. كما أن الرجال يكن أسرع في الانخراط في هذه الدورات من النساء اللواتي يأخذن وقتاً طويلا من أجل البدء فيها.
وأكّد الباحثون من خلال دراستهم أن العناية بسياسة الأسرة وتمكين العائلات اللاجئة من ضمان رعاية الأطفال ستفيد النساء اللاجئات بشكل خاص، إذ سيساعدهم ذلك في بناء شبكات علاقات ستساهم في إدماج أسرع في المجتمع الألماني.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.