دروس من نسويات إفريقيات في مواجهة فيروس كورونا المستجد/كوفيد19
information session on COVID-19 prevention measures in South Kivu, Democratic Republic of Congo

feministconsciousnessrevolution- نظّم برنامج النساء، السلام والأمن، الأسبوع الماضي، نقاشاً عبر الانترنت مع المشارِكات في زمالتها للتغيّر الاجتماعي والسلام، وهنّ قائداتُ منظّمات القاعدة الشعبية النسائية في أنحاء نيجيريا، أوغندا، جمهورية الكونغو الديموقراطية، ليسوتو، والسودان.

أتت المنظمات الخمس المُشارِكة من سياقات سياسية مختلفة في إفريقيا، وبالرغم من ذلك فهن متحدّات في نهجهنّ الموسّع لبناء السلام مابعد النزاعات المسلحة، ومن ضمنها تسليط الضوء على قضايا السلامة اليومية مثل الصحّة الإنجابية، الأمن الغذائي و التعليم.

وفي ظلّ الأزمة العالمية الحالية، حشدن مجتمعاتهنّ للاستجابة للتهديد المُتزايد لفيروس كورونا المستجد. وتقدّم استراتيجياتهنّ الحكمةَ ليس فقط بطرق عملية للاهتمام بالنفس وبالآخرين، لكن أيضاً ببناء مجتمعات تقوم على التضامن والإنصاف والرعاية.

ويمكن أن نذكر هنا ثلاثة دروس مهمّة من ناشطات المنظمات الشعبية الإفريقية:

يجب إبراز العمل الذي تقوم به النساء في الخط الأمامي لرعاية مجتمعاتهن

تنظّم المنظمات النسائية الشعبية على نطاقٍ واسع العديد من القضايا – من تغيّر المناخ إلى الصراع – وتوظف مجموعة متنوعة من الإستراتيجيات والممارسات لتعزيز العدالة وإدامتها في مجتمعاتها. أبعد من ذلك، فقد صعّدت جميع المنظمات المشاركة في برنامج الزمالة لاستخدام وقتها ومواردها للاستجابة المباشرة للاحتياجات الصحيّة المتعلّقة بالوباء التي نشأت في سياقاتها المحليّة. ومع ذلك، فإن عملهنّ لا يتم توثيقه أو الاعتراف به في كثير من الأحيان على أنّه عملٌ لبناء السلام كما هو، على الرغم من أنهنّ يقدّمن مساهمات حاسمة لرعاية مجتمعهنّ في أوقات الأزمات.

على سبيل المثال، استضافت أعضاء اتحاد جمعيات المرأة المسلمة في نيجيريا، وهي شبكة من المنظمات النسائية في ولاية بلاتو، ورش عمل مع القادة المحليين لتقديم المشورة لأفراد المجتمع، كما تعمل على زيادة الوعي عبر وسائل الإعلام حول كيفية منع انتشار الفيروس. وقالت روز فايدة، التي تعمل منظمتها “شبكة المرأة في العمل من أجل التنمية الاجتماعية” مع الناجيات من العنف القائم على الجنسانية في شرق الكونغو، أنه بما أنّ العديد من النساء في مجتمعهنّ لديهنّ وصول محدود إلى وسائل الإعلام للحصول على المعلومات، فإنّ فريقها يتواصل مع النساء والفتيات مباشرةً لتعليمهنّ حول تدابير النظافة الآمنة والتباعد الاجتماعي.

وقامت ناشطات من منظمة نساء الجماعات المدنية والسياسية السودانية في السودان (منسم) بالتعبئة في مختلف أنحاء البلاد ضدّ فايروس كورونا المستجد. وتمّ تشكيل المنظمة، وهي تحالف من المنظمات النسائية وجماعات المجتمع المدني، خلال الثورة السودانية في عام 2018 للدعوة إلى الديمقراطية وتمثيل أكبر للمرأة في الحكومة. وفي مدينة بورتسودان، قامت الناشطات بحملة “سودان ضدّ كورونا”، صنعن الأقنعة، و تبرّعن بالإمدادات اللازمة، وقمن بتوزيع الملصقات بالمعلومات الأساسية، ورفع الوعي حول الفيروس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت أفكار ناصر، إحدى ناشطات التحالف في بورتسودان، “في الوقت الحالي، دورنا هو مساعدة المواطنين/ات على أن يكونوا على دراية كافية بهذا الفيروس، وإبلاغهم بكيفية وقف انتشاره”.

في المناطق الريفية في جنوب وغرب كردفان وفي دارفور، قامت ناشطات أخريات من التحالف بتوعية النساء على وجه الخصوص بالفيروس. من جهتها، قالت رشا أبو بكر، عضوة المنظمة في جنوب كردفان: “أخبرنا [المجتمع] أيضاً بضرورة البقاء في المنزل خلال هذه الفترة، ونحن نركّز على النساء في هذا الجانب.. لأننا نؤمن بدور النساء وحرصهنّ على أسرهنّ ومجتمعاتهن”.

إعطاء الأولوية لأولئك الأكثر تأثراً

تُضخّم الأوبئة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية القائمة – لا سيما المبنية على النوع الاجتماعي. وتوضح الأدلة من تفشّيات الأمراض السابقة للإيبولا والزيكا، على سبيل المثال، كيف يزيد العنف المنزلي خلال فترات الإغلاق، وتتقلّص فرص وصول النساء إلى الرعاية الصحية الجنسيّة والإنجابية بسبب تحويل الموارد لأماكن أخرى. وفي مكالمةٍ الأسبوع الماضي، تحدّثت العديد من المشاركات في الزمالة عن التأثيرات الجندرية للوباء وعمل السلام والعدالة الذي يَقُمن به في مجتمعاتهن.

قالت سيلفيا كاتوكو، المديرة التنفيذية لمركز سوبي، الذي يقدّم خدمات الصحة الجنسيّة والإنجابية والمهارات المدرّة للدخل للنساء في كيبوكو، أوغندا: “النساء هنّ الأكثر تضرّراً”. وأشارت إلى أنّ عمليات الإغلاق وإجراءات الابتعاد الاجتماعي تؤثّر على النساء والفتيات اللواتي يعملن معهنّ من خلال تقييد وصولهنّ إلى الأسواق لبيع السلع ومنعهنّ من الوصول إلى الحدائق المجتمعية حيث يقمن ببيع الطعام. وهذا بدوره يفرض أخطار طويلة المدى على دخلهنّ واستقلالهنّ المالي وقدرتهنّ على إعالة أسرهن.

وأشار فريق مؤسسة بارالي في ليسوتو، على سبيل المثال، إلى أنّ إغلاق المدارس يعني فقدان مساحة آمنة لبعض النساء والفتيات، اللواتي قد لا يكون المنزل مكاناً آمناً لهنّ. وتقول لينيو ماتلاكالا، مديرة مؤسسة بارالي، والتي يركّز عملها على الصحّة الانجابية والجنسية والعنف القائم على الجندر “ربما لأنني أعمل بالفعل على دراسات النوع الاجتماعي في المناطق الريفية في ليسوتو، لكنني فكرت كيف سيؤثّر فايروس كورونا المستجد فعلياً علينا بشكل أبعد من مجرّد الإصابة؟ لذا فأنا أحاول الآن اكتشاف استراتيجيات يمكن أن تعمل في مجتمعنا”.

في هذه اللحظة، هناك حاجة ماسّة إلى قيادة المنظمات النسائية الشعبية أكثر من أي وقت مضى. إنّ عملهنّ – الذي يركّز بالفعل على أولئك الذين يتأثّرون بشكل غير متناسب بعدم المساواة – ضروري لحماية المكاسب التي قد تقع تحت التهديد في هذه الأزمة الحالية، في قضايا مثل صحة النساء، الدورة الشهرية، صحة الأم، الإجهاض الآمن، وحقوق مجتمع الميم.

اتباع نهج نسوي للقيادة يتضمن الرعاية الذاتية

أثار انتشار فايروس كورونا المستجد الكثير من الخوف والذعر في جميع أنحاء العالم. حيث يمكن للعزلة الاجتماعية أيضاً أن تؤثّر سلباً على الصحة العقلية، عندما يكون الناس مقيّدين في القدرة على التفاعل مع الزملاء والأصدقاء وأفراد الأسرة. بالنسبة للآخرين، تعدّ المسافات الاجتماعية امتيازاً لا يستطيع سوى عدد قليل تحمّله.

شاركت العديد من المُشارِكات في الزمالة المخاوف بشأن صحتهنّ ومجتمعاتهنّ في هذا الوقت – بما في ذلك صعوبة الحصول على معلومات موثوقة والضغط المحتمل لتفشّي المرض على قدرة أنظمة الرعاية الصحية المحلية.

ورداً على ذلك، شاركت الناشطات بشكل جماعي في طرق اعتنائهنّ بأنفسهنّ وشجّعن بعضهنّ البعض على الاعتناء بصحتهنّ وعلاقاتهن. تضمّنت هذه الاستراتيجيات تدابير عملية للتخفيف من التوتر، مثل الأكل الصحي، وتمارين التنفس الواعي والصلاة أو التأمّل. كما تدارسن بشكل جماعي كيف تبدو القيادة النسوية في أوقات الأزمات، من خلال استخدام مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي النسائية لمشاركة المعلومات الموثوقة والتفكير في استراتيجيات جديدة للنشاط في هذه المرحلة التي تتسم بالتباعد الاجتماعي.

قالت لينيو ماتلاكالا من مؤسسة بارالي في ليسوتو: “نحن بحاجة إلى رعاية أنفسنا حتى نتمكّن من رعاية الآخرين”، مشدّدة على الحاجة الملحّة إلى أشكال جديدة من القيادة النسوية في هذه المرحلة. حيث ترتبط القيادة النسوية ارتباطًا وثيقًا بالرعاية – للمجتمع ككل، ولأولئك الأكثر تأثّراً بإنعدام المساواة والأزمات، ولكن أيضاً، ربما بشكل جذري، برعاية الذات.

ترجمة وفاء / عن مقالة ميرديث فورسيث

https://blogs.ei.columbia.edu/2020/04/03/african-feminists-mobilizing-covid-19/

information session on COVID-19 prevention measures in South Kivu, Democratic Republic of Congo
information session on COVID-19 prevention measures in South Kivu, Democratic Republic of Congo

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015