سانا- أطلقت مديرية الإعلام التنموي في وزارة الإعلام بالتعاون مع اللجنة الوطنية لليونيسكو اليوم مشروع مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وذلك في مبنى وزارة الإعلام.
وتركزت مداخلات الحضور حول ضرورة الاستمرارية والمتابعة للإعلاميين في غرف التحرير والاهتمام بمناهضة العنف ضد المرأة وضرورة توحيد المصطلحات بين الإعلاميين والتركيز على هذا الموضوع في وسائل الإعلام المحلية إضافة إلى دعم الإعلاميين العاملين في هذا المجال ولا سيما الصحفيين الاستقصائيين من خلال تشكيل فرق عمل تلقي الضوء على مظاهر العنف التي تمارس ضد المرأة في المجتمع من خلال الزيارات الميدانية.
واقترح المشاركون وضع بروتوكول خاص للإعلاميين يتناول توصيف الضحية والجاني منعاً لتعمد تشويه الرسالة المراد إيصالها والتوعية بقضايا العنف التي تمارس ضد النساء والأطفال في مناطق اللجوء في الدول المجاورة.
وأكد وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان أهمية دور الاعلام في مواجهة ما تتعرض له سورية من هجمة شرسة تهدف لتدمير تاريخها وحضارتها وبنيتها الاجتماعية لافتاً إلى ان “الإعلام السوري كان منذ اليوم الأول للحرب على سورية في الخندق الأمامي يحارب على جميع الجبهات وأنيط به الكثير من المهمات الشاقة فكان في الواجهة ولا سيما أن جل الحرب كانت إعلامية مضللة”.
وبين الوزير ترجمان ان الوزارة وضعت خطة طموحة لمعالجة القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع السوري والانعكاسات السلبية للأزمة علماً أن “إطلاق مشروع مناهضة العنف ضد المرأة يندرج في إطار هذه الخطة إيماناً بالتشاركية”.
وقال وزير الإعلام .. “المرأة السورية معاناتها مضاعفة خلال هذه المرحلة ومن هنا يأتي دور الإعلام للإضاءة على ما تتعرض له من استغلال واضطهاد ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الجهات المعنية” لافتاً إلى سعي الوزارة لرفع كفاءة العاملين في المجال الإعلامي لمواجهة الظروف الراهنة بمهنية عالية.
وأضاف .. “يواجه الإعلام السوري امبراطوريات إعلامية ضخمة تمارس التضليل الإعلامي والكذب منذ بدء الحرب على سورية إلا أنه استطاع كسب معركة الكلمة وخاصة أن الجميع بات يعترف بأن سورية تعاني من الإرهاب وأن جيشها يحارب الإرهابيين” لافتاً إلى “دور الإعلاميين المكمل” لبواسل الجيش العربي السوري الذي يرفع راية الحق فوق كل ذرة تراب من بلده.
وفي تصريح له قال الوزير ترجمان.. ان “الآثار السلبية لما تعرضت له سورية انعكست على كل شرائح المجتمع السوري وخاصة الأطفال والنساء لذلك كان لا بد من معالجة هذه الآثار وإلقاء الضوء عليها وكيفية التعاطي الإعلامي معها للحد منها”.
بدورها تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري عن أهمية تمكين المرأة وتعزيز قدراتها وانعكاس ذلك على مستوى الأفراد والمجتمع ككل مشيرة إلى دور الوزارة ومراكز الرعاية الاجتماعية والجمعيات الأهلية في خدمة المعنفات والاهتمام بشؤون الأسرة.
من جهتها لفتت مديرة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان هديل الأسمر إلى أن المرأة السورية “دفعت ثمناً باهظاً” خلال الحرب الإرهابية على سورية “ووقعت عليها الوطأة الكبرى للعنف القائم على النوع الاجتماعي جسدياً ونفسياً” مشيرة إلى الأوضاع السيئة التي تعاني منها المرأة السورية في أماكن اللجوء بالدول المجاورة وما تتعرض له من انتهاكات لحقوقها.
وشددت على ضرورة توخي الدقة والمهنية في الإعلام الذي يتناول قضايا المرأة وأن تشمل التوعية الذكر والأنثى معاً مع الأخذ بالاعتبار عدم الإخلال بالروابط الاجتماعية وتوحيد المصطلحات بين المعنيين بهذا الشأن ووضع كل أمام مسؤولياته.
وأكد ممثل اللجنة الوطنية لليونيسكو نضال حسن أهمية إنتاج بيئة إعلامية تغير من نمطية التفكير حيال المرأة لافتاً إلى أن هذا المشروع الذي تطلقه وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة التربية بدعم من اليونيسكو فرصة جيدة لأصحاب القرار لبناء قدرات العاملين في المؤسسة الاعلامية أو المؤسسة المعنية والتعرف على الإنجازات العالمية وقصص النجاح العالمية في هذا المجال ولدعم الإعلاميين والسعي لاكسابهم المهارات الضرورية وتمكينهم من إعداد مادة إعلامية وإيجاد بيئة إعلامية تغير من نمطية التفكير حول المرأة.
من جهته أشار مدير الإعلام التنموي في الوزارة عمار غزالي إلى ان المشروع يعد الأول من نوعه الذي ينظم بين وزارة الإعلام واللجنة الوطنية لليونيسكو لافتا إلى أنشطة الوزارة في هذا المجال وخاصة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان علماً أن هناك جهات محددة معنية بهذا الأمر كالهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان إلا أن للإعلام دوره الحيوي المهم.
وقدمت إيفا شاهين من مديرية الإعلام التنموي بالوزارة عرضاً توضيحياً عن خطة المشروع ونتائجه المتوقعة وأهدافه ومخرجاته مبينة أن الهدف من تدريب الإعلاميين حول مواضيع العنف على أساس النوع الاجتماعي هو بناء قدرات الإعلاميين بشكل أكاديمي وتشكيل فريق من الإعلاميين الشباب لمأسسة العمل الصحفي وإعداد مواد إعلامية مبنية على أسس علمية في مجال مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تخلل إطلاق المشروع عرض فيلم تسجيلي وثائقي بعنوان “بيكفي عنف” حول تضحيات المرأة السورية على مدى التاريخ وتجارب المرأة السورية مع الحركة الأنثوية والإنجازات التي سجلتها والتي يستشهد بها العالم المتحضر حتى يومنا هذا مستذكراً أسماء نساء سوريات بارزات تركن بصماتهن في مختلف المجالات.
وبين الفيلم كيف تميزت المرأة السورية لتكون في الصدارة منذ البدايات وكيف مارست كل الأدوار كعاملة في الأرض وفي المصنع وكانت منهن الطبيبات والمهندسات والمحاميات والمقاتلات والشهيدات إضافة إلى دورهن كأم فكانت المرأة السورية زنوبيا في كل مكان وزمان.