ترجمة سناء علي/ snacksyrian- “نور شاكر، و “مروة الصابوني” .. امرأتان سوريتان تم اختيارهما إلى جانب 15 امرأة عربية أخرى ضمن قائمة أكثر 100 امرأة مؤثرة وملهمة حول العالم خلال عام 2019، والتي كشفت عنها هيئة الإذاعة البريطانية BBC قبل يومين.
نور شاكر؛ توظّف الذكاء الصنعي في خدمة العلاج الطبي & مروة الصابوني؛ تعيد بناء الحجر بما يجمع البشر.
من كلية الهندسة المعلوماتية، في جامعة “دمشق”، انطلقت رحلة “نور شاكر” العلمية، ليقودها شغفها بتخصصها، إلى العديد من البلدان والجامعات بدءاً من جامعة “لوفان” المتخصصة بالذكاء الاصطناعي في “بلجيكا”، مروراً بالتدريس في جامعة “كوبنهاجن” لتكنولوجيا المعلومات، بعد نيل شهادة الدكتوراه، وصولاً لتعيينها كأستاذ مساعد في جامعة “ألبورج” في عام 2016.
كانت إصابة والدة “نور” بمرض السرطان دافعاً كبيراً لها لتوظيف مهارتها العلمية في خدمة الطب والاتجاه لريادة الأعمال بعد مسيرتها الأكاديمية الطويلة، حيث شاركت في عام 2017 بتأسيس شركة “”GTN Ltd ، التي تستخدم خوارزميات الذكاء الصنعي في التنبؤ بأفضل العلاجات الطبية، مما يساعد في تصميم الأدوية بشكل أسرع من البشر، ويساهم في الحد من انتشار الأمراض االمزمنة، لتنال أبحاثها في هذا المجال شهرة كبيرة، وتحصل على عدة جوائز، أثناء توليها مهام المدير التفيذي للشركة، أبرزها جائزة النجم الصاعد في عام 2018 التي تسلمتها من رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك “تيريزا ماي”، عن تقنيتها الرائدة المتعلقة باكتشاف المخدرات والعلاج من الأمراض المزمنة بواسطة الخوارزميات.
العمارة والحرب..
«بدون منزل لا يوجد مستقبل. آمل أن نتمكن من رفع مستوى الوعي لبناء أماكن للأشخاص الذين يمكن أن ينتمون إليها حقًا. ليس من قبيل المبالغة أن ندعي أن الكثير من مشاكل عصرنا سوف تتضاءل من خلال هذا العمل» بهذه الكلمات تتحدث المعمارية “مروة الصابوني” السورية الأخرى في قائمة النساء الأكثر تأثيراً في العالم، عن نظرتها للعمارة ودورها في لملمة جراح الحرب التي عصفت بمختف مناطق البلاد ومنها “حمص”مسقط رأسها التي بقيت فيها، ولم تفكر بمغادرتها طيلة سنوات الحرب.
“المعركة من أجل وطن: مذكرات مهندسة معمارية سورية” هو عنوان الكتاب الذي جمعت فيه “الصابوني” قصصاً عن تاريخ “حمص” المعماري والحوادث التي تعرضت لها أبنيتها عبر التاريخ وصولاً للدمار الكبير الذي لحق بها مؤخراً، وبين تجربتها الشخصية كزوجة وأم لطفلين تبحث عن حمايتهما مما يجري حولهما.
«سقف الطموحات في بلادنا دائماً منعدم نظراً للتحديات التي تواجه الشباب في جميع المجالات. لذلك كتبت أنني لم أكن أطمح أن أكون “زهى حديد”، طموحي لم يكن يتعدى طموح أي أنسان عادي أن أتعلم وأن آخذ وأعطي في هذه العملية الإبداعية وليس أكثر»، تقول “الصابوني” في إحدى المقابلات معها حول كتابها الصادر باللغة الانكليزية عن دار “ثامس وهدسون” للنشر في عام 2016 والمتضمن أكثر من 32 من الرسومات المعبرة عن معالم “حمص” ، الخرائط، والشوارع المدمرة، التي رسمتها “الصابوني”بالأبيض والأسود، إضافة إلى مخطط معماري لإعادة بناء حي “بابا عمرو” والذي نالت عنه جائزة الأمم المتحدة، للإسكان الشامل، في العام 2014.
مديرة موقع البوابة العربية للأخبار المعمارية بالشراكة مع زوجها، تمكنت من الحصول على جائزة “الأمير كلاوس” في العاصمة الهولندية “أمستردام” في العام الماضي، بسبب ما قدمته من آراء نقدية للهندسة المعمارية الحديثة وأعراف تخطيط المدن، منطلقة من التجربة السورية وما وجدته من دور لعبته الهندسة المعمارية، في تغذيه العنف وتجزئة المجتمع السوري، لتقدم مخططاً معمارياً لا يساهم في تلبية حاجة السكن، والحاجة الاقتصادية والعملية فقط ، وإنما يلبي احتياجات الناس الاجتماعية والروحية والنفسية، ويساهم في خلق مساحة مشتركة أكبر بين جميع المكونات السورية.
المرأة السورية إنجازات دائمة ..
كيف سيكون شكل المستقبل من وجهة نظر النساء؟ هو السؤال الذي ستدور حوله مجموعة من الحلقات والنقاشات والاجتماعات بعد إطلاق الهيئة البريطانية لقائمتها، والتي بدأت منذ عام 2013، لتقوم كل واحدة من تلك النساء اللواتي تم اختيارهن و تصنيفهن ضمن قوائم خاصة بحسب تخصصاتهن، شملت الرياضة، المعرفة، الإبداع، الأرض، القيادة، والهوية، بالحديث عن رؤيتها الخاصة، لشكل الحياة على كوكب الأرض حتى عام 2030.
يشار إلى أن قائمة العام الماضي ضمت أيضاً السوريتان “نوجين مصطفى” التي كانت طالبة في الناسعة عشر من عمرها حينها، والتي تمكنت من قطع آلاف الأميال للوصول إلى أوروبا على كرسي متحرك، لتتعلم الإنكليزية بمفردها هناك، وتنشر بها الكتاب الذي تصف فيه رحلتها الصعبة، إضافة إلى “ديما نشاوي” الفنانة والقاصة المولعة بجمع القصص الشعبية وسردها.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.