سوق تديره نساء في مدينة القامشلي السورية
ثمّة 14 محلاً تجارياً جاهزاً هنا (العربي الجديد)

القامشلي/ موقع (العربي الجديد) الإلكتروني- افتتحت مؤخراً لجنة البلديات والإدارة المحلية التابعة للإدارة الذاتية وبلدية مدينة القامشلي في ريف الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، سوقاً تديره نساء فقط وتستهدف بضائعه بشكل رئيسي النساء، علماً أنّه يعرض أزياء فلكلورية لمكوّنات المنطقة من أكراد وعرب وسريان بالإضافة إلى منتجات غذائية وغير ذلك. ويُعَدّ السوق الأوّل من نوعه في المنطقة، ويضمّ 14 محلاً تجارياً مجهّزاً، وهدفه مساعدة الأرامل والنساء العاطلات من العمل والراغبات في عرض منتوجاتهنّ اليدوية من ألبسة وتحف على سبيل المثال.

تقول مسؤولة مكتب المرأة في بلدية الشعب بمدينة القامشلي، حبيبة سلو، لـ”العربي الجديد”، إنّ “فكرة السوق قديمة لكنّ انتشار فيروس كورونا الجديد ساهم في تأخيرها. أمّا الهدف الرئيسي منها فهو إيجاد فرص عمل للنساء المعيلات ومن ذوات الدخل المحدود، وتمكينهنّ حتى يصلنَ إلى الاكتفاء الذاتي”. وتشير سلو إلى أنّ “المكتب وبعد تقييم الاحتياجات، اختار 14 امرأة وخصص لكل واحدة منهنّ مبلغ 500 دولار أميركي كمنحة للانطلاق في المشروع الذي ترغب في العمل فيه. كذلك قدّم لهنّ المكان وخدمات المياه والكهرباء مجاناً لمدة ثلاثة أشهر، وبعد هذه المدّة تدفع السيدات مبالغ رمزية لمدّة عام كامل”.

هيزل محمد صاحبة محل أزهار في السوق، تقول لـ”العربي الجديد” إنّ “إنشاء السوق شجّعني على العمل في المهنة التي أحبّ، وفي الوقت نفسه أمّن لي ولعائلتي دخلاً جيداً”، مشيرة إلى أنّه “جاء في الوقت المناسب، خصوصاً أنّ المنطقة تعاني تبعات الحرب وآثار انتشار فيروس كورونا الذي جعل كثيرين عاطلين من العمل ومنعهم من السفر”. تضيف محمد أنّ “السوق أمّن فرص عمل لعشرات النساء، علماً أنّ كثيرات منهنّ كنّ من دون مصدر رزق. وقد ساهم هذا السوق في دمجهنّ في سوق العمل، وعُرضت فيه منتوجات عدد من النساء اللواتي كنّ يكتفينَ بعرضها في المنازل أو كنّ يحملنَها ويتجوّلنَ بها في الأحياء”.

بدورها، تستفيد آلاء دانيش من مشروع السوق هذا. وتقول لـ”العربي الجديد”: “أبيع منتجات يدوية من إكسسوارات نسائية ومطرّزات”. وإذ تشير إلى أنّ “الطلب على هذه البضاعة كبير في المنطقة”، تؤكد أنّ “عرضها في السوق الجديد ضاعف الطلب عليها وفي الوقت نفسه عمدت من جهتي إلى زيادة الإنتاج”. تضيف دانيش أنّ “اختلاطي بالمستهلكين جعلني أتعرّف على متطلبات السوق بشكل أوضح، فعمدت إلى تطوير منتجاتي. كذلك ساهم الأمر في الوقت نفسه في تحسين وضعي النفسي الذي تأثّر بالإغلاق الطويل الذي فرضته أزمة كورونا”.

تجدر الإشارة إلى أنّ سوق العمل السوري شهد في السنوات الأخيرة إقبالاً متزايداً من قبل النساء اللواتي بدأنَ في دخول قطاعات عمل ومهن وحرف كانت سابقاً حكراً على الرجال، ويبدو هذا الإقبال إيجابياً من ناحية الشكل لكنّه يخفي معاناة حقيقية تعيشها النساء العاملات بمعظمهنّ بسبب ما خلّفته الحرب.

 ثمّة 14 محلاً تجارياً جاهزاً هنا (العربي الجديد)

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015