سوريّات يكسرنّ النمطية ويخضنّ عالم رفع الأثقال
نساء يمارسن رياضة رفع الأثقال

رهان حبيب/snacksyrian- لاقت “هيام شروف” من “السويداء”، معارضةً واستغرابا من المجتمع لممارستها رياضة رفع الأثقال، لكنها اقتنعت بمدربها وتابعت بتحد كبير للذات، ولم تكن البطولات هدفها في البداية كما أخبرتنا.

“شروف” وعمرها 40 عاماً أصغر أولادها الثلاثة 17 وأكبرهم 21 عاماً، وجدت في الرياضة التي مارستها لغاية التنحيف منذ عامين ضالتها لحياة أكثر صحة وسعادة، وسرعان ما حققت بطولة المحافظة وبطولة الجمهورية المركز الثالث عام 2019، على وزن 63 تقول لـ”سناك سوري”، إنها تجد في الأوزان طاقة إيجابية، وأن الرياضة صممت حياتها على شكل فريد لتتابع بنيل شهادات التدريب وتدرب نساء وشابات جدد في إحدى صالات المدينة مستمرة في المشاركة بالبطولات.

“سوسن الحكيم” أم لولدين وبطلة المحافظة عدة مرات، تقول: «بالنسبة لي لم أعرف أهمية رياضة رفع الأثقال حتى اختبرتها، لمست آثارها على الجسم من شد وصقل وفوائد أنقلها للاعبات لأعزز علاقتهن بالقوة البدنية وقد تمكنت من تدريب بطلات لبطولة المحافظة والجمهورية لهذا العام».

“الحكيم”، مواليد 1977، لجأت إلى رياضة الأيروبيك لتخفيف الوزن، ثم انتقلت إلى رياضة الحديد، وعززت نفسها بها لتحصل لاحقاً على شهادات للتدريب والتحكيم إضافة إلى اختصاصات اللياقة، تضيف: «لم أجهد نفسي للحصول على الميداليات وتفرّغت للتدريب لأعيش الرياضة مشروع حياة مع زوجي وأولادي، الذين يرافقوني للتدريب، أعد لاعبات جدد لغاية نشر هذه الرياضة وتنبيه السيدات إلى فوائدها».

اختارت “تغريد جربوع” مواليد 1981، ألا تخبر جاراتها في البداية أنها تتبع تدريبات رفع الأثقال، وأخبرتهنّ أنها كانت فقط تقوم بإيصال بناتها إلى الصالة الرياضية، مضيفة أن وزنها وصل إلى 114 كغ وحاولت إنقاصه من خلال الرياضة، وحالياً هي تستعد لبطولة رفع الأثقال القادمة، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن تصل لدرجة ترفع فيها 80 كغ، والأهم بحسب تعبيرها هو أنها لم تعد مضطرة لإخفاء السر عن جاراتها بعد أن خسرت وزنها الزائد، مشجعة جاراتها الحضور إلى التدريب.

تنبّه المدربة “فاديا عماد” إلى أن التدريب يجب أن يتم على يد مختصين، وتضيف “عماد” التي حصلت على بطولة الجمهورية عام 2017، برفع وزن 84 كغ رغم أن وزنها 73 كغ، بأهمية رياضة القوة البدنية وتشجع كل السيدات على رياضة رفع الأثقال التي تعطي للعضلة شكلاً جميلاً، وتعالج عضلات الجسم وتنتقل بها من الضعف للقوة، كما تحفز هرمون الأستروجين الذي يخفف الترهلات  وتضيف: «التدريب بأي عمر ضروري وعامل وقاية».

هذا النوع من الرياضة لا يجهد عضلات القلب، بحسب رئيس اللجنة الفنية للقوة البدنية “إياد كنعان” مضيفاً أنها توزع الضغط على عضلات الجسم بالكامل، فدرس الحديد يحرق سعرات حرارية، ثلاث أضعاف درس الأيروبيك مع استمرار حرق مستمر على مدار اليوم، و من وجهة نظره لدى كل النساء فرصة للحصول على التدريب في أي عمر، وبفضل تشجيع المدربين والمدربات شكّل فريقا رائعا يزيد عن مئة لاعبة فوق الثلاثين يتحضر منهم تسع لاعبات لبطولة الجمهورية، إلى جانب بطولة الماستر وهي البطولة الحديثة التي خصصت للسيدات بعد العقد الثالث بالتالي أمام كل من تدربت وملكت اللياقة الفرصة بالمشاركة وتحقيق التميز، على حد تعبيره.

وبذلك لم تعد رياضة رفع الأثقال حكراً على الرجال، ومشاركة النساء بها أكبر دليل على أنها لا تُلغي أنوثتهنّ كما هو شائع في المجتمع، إنما هي فرصة لتحدي الذات وإثبات التميز للنساء بأي مجال يردنّ اقتحامه.

نساء يمارسن رياضة رفع الأثقال

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015