سيدة سورية & تجربة عمل فريدة!
سيدة سورية تتحدى المجتمع بعمل كان حكراً على الرجال

الحسكة/سوشال ميديا- دفعت الظروف الاقتصادية العديد من السيّدات والشابّات في المجتمع السوري للعمل بحثاً عن تأمين لقمة العيش ومساعدة عائلاتهن. ولكن لم يحدث قط أن قادت سيّدة سورية دراجة بثلاث عجلات (طريزينة) وتجوّلت بها في شوارع المدن؛ لتبيع ما يحتاجه الأهالي. هذا ما فعلته( صباح) إحدى سكان حي (خشمان) في مدينة (الحسكة).

فقد تداول نشطاءٌ وصفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، صوراً لسيّدة سورية، كسرت العادات الاجتماعية من خلال العمل على دراجة بثلاث عجلات في مدينة الحسكة.

وقالت صفحة “عين على الحسكة” في منشور أرفقته بصور السيدة التي تدعى “صباح”، إنها قرّرت العمل بهذا المجال بسبب تردّي الوضع الاقتصادي، مشيرةً إلى أنها بدأت مشوارها بالعمل من خلال بيع مأكولات الأطفال على دراجة صغيرة، قبل أن تشتري “طريزينة” وتوسّع عملها لتبيع عبرها مشروبات باردة وإكسسوارات وتشكيلة للأطفال.

وتظهر الصورة “صباح”، وهي تقود دراجتها ذات الثلاث عجلات وتبيع الحلوى للأطفال والمواد الغذائية، وقوالب الثلج، وحتى الدخان، في إحدى حارات الحسكة.

السيدة “صباح” ربّة منزل تعيش مع زوجها وطفلتهما الوحيدة (زينب) ذات السبع سنوات، إضافةً لوالدتها، وهي حاصلة على شهادة الثانوية العامة، إلا أنّ الظروف الاقتصادية منعتها من إكمال تعليمها، وفقاً لمنشور الصفحة أعلاه. وتضيف أن زوج السيدة تفهّم رغبة زوجته بالعمل ومساعدته على مصاريف منزلهم، وأنها استطاعت التغلّب على رفض أهلها لعملها وكسرها القوالب الاجتماعية، تقول “استطعتُ تجاوز الأمر والاستمرار بالعمل لأساعد عائلتي بسبب ظروف الحياة الصعبة.“

وتقول (صباح) التي أتبعت أيضاً دورةً في التمريض: ”عانيتُ بداية الأمر في إقناع زوجي وعائلتي، وحتى المجتمع رفض وجودي خلف مقود الطريزينة.“

بحسب (صباح)، فإنها لا تقصّر مطلقاً في واجباتها المنزلية التي تؤدّيها صباحاً، قبل أن تنطلق بدراجتها باحثةً عن الرزق.

تشير الأرقام الرسمية، أنّ عمالة النساء في سوريا لا تشكّل أكثر من 16% من قوة العمل السورية، وأنّ نسبة البطالة وصلت بين الإناث إلى نحو 11.1% عام 1994، وارتفعت إلى الضعف تقريباً بين عامي 2004 و2009، وفقاً لـمعلومات”جريدة الأخبار”.

وخلال السنوات العشر الماضية، زادت عمالة النساء في سوريا على اختلاف مناطق سيطرة القوى المتحاربة، بسبب انشغال الرجال بالحرب أو هجرتهم إلى دول الجوار، أو تحوّل الكثير منهم إلى مُعاقين؛ ما دفع لنساء لسدّ ثغرات غياب الرجل على مستوى الأسرة، حيث تحوّلت المرأة إلى المُعيل الأساسي في كثيرٍ من الأُسر.

وقدّرت دراسةٌ أعدّها “المركز السوري لبحوث الدراسات” ونُشِرت في شهر أيار الماضي، أنّ خسائر الاقتصاد السوري منذ عام 2011 وحتى مطلع 2020، قد بلغت نحو 530 مليار دولار، أي ما يُعادل 9.7 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد عام 2010. وأضافت الدراسة أنه وعلى مدى 9 سنوات، ارتفع الدين العام للبلاد ليتجاوز 200% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما يقترب معدّل البطالة من 50% مرتفعاً من 15% عام 2010، وبات 85% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر.

سيدة سورية تتحدى المجتمع بعمل كان حكراً على الرجال

سيدة سورية تتحدى المجتمع بعمل كان حكراً على الرجال 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015