أخبار الأمم المتحدة- كثيراً ما يخالط القلق الأم أثناء فترة حملها، وبشكلٍ خاص أولئك الأمهات اللاتي يعشن في بيئةٍ متأثّرة بالنزاع وغير آمنة. من ذلك المنطلق، قامت مـنظمة الصحة العالمية في سوريا بإطلاق حملةٍ تحت عنوان “رعاية الأطفال حديثي الولادة في المنزل” لمساعدة الأمهات أثناء فترة الحمل وما بعد الولادة على التأقّلم مع الوضع الجديد.
تُرشد هذه المبادرة جميع الأمهات إلى الخطوات الواجب اتخاذها مع أفراد أسرهنّ لضمان البداية السليمة لحياة الأطفال حديثي الولادة. وتهدف هذه المبادرة للوصول إلى عشرة آلاف مستفيدة.
في إطار البرنامج الجديد، يقوم العاملون الصحيون المجتمعيون المُدَرَّبون من قبل منظمة الصحة العالمية بزياراتٍ منزلية لمساعدة الأمهات أثناء فترة الحمل وما بعد الولادة. وسيتم، في بداية الأمر، إدخال البرنامج في المناطق التي حدثت فيها المصالحة حديثاً، أو تلك التي يكون وصول الرعاية الصحية محدوداً إليها.
بدورها قالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا: “على الرغم من أنّ الحوامل يتلقين رعايةً سابقة للولادة، إلا أن الفترة التي لا تقلّ أهميةً بعد الولادة تُهمل في بعض الأحيان، وتعتبر سوريا من أوائل الدول التي تنفّذ هذا البرنامج في المنطقة.”
الأم فتحية من محافظة حمص قالت إنّها سعيدةٌ جداً لاستفادتها من هذا البرنامج. وأضافت: “هذا الحمل مختلفٌ تماماً عن حالات الحمل السابقة. كان العاملون في مجال الرعاية الصحية يزورونني في المنزل لمساعدتي في رعاية طفلي. لقد تعلّمت الكثير منهم، بما في ذلك أهمية بدء الرضاعة الطبيعية في غضون نصف ساعة، إنّها المرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية، التي أشعر بها أن هناك أشخاصاً يهتمون بي وبعائلتي”.
تحدث معظم الوفيات النفاسية ووفيات حديثي الولادة أثناء عمليات الولادة أو خلال 24 ساعة من الولادة. ويساعد برنامج منظمة الصحة العالمية العائلات على تبنّي ممارسات الرعاية المنزلية المناسبة بمساعدةٍ من العاملين الصحيين المهرة والمُدَّرَبين.
وفي هذا الشأن تقول فاطمة، وهي موظفة صحية محلية من محافظة حمص: “هذا التدريب يُساعِدُ في تثقيف الأمهات السوريات والقضاء على الممارسات الضارّة المُحتَملة، فبعد سنواتٍ من الاضطرابات التي أثّرت على الوصول إلى الرعاية الصحية للنساء الحوامل والأمهات، هناك حاجةٌ إلى مثل هذا البرنامج الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى.”