دمشق/ سانا- وأنت تتجوّل في حديقة تشرين في هذه الأيام التشرينية ستشدك روائح تحمل نكهة الأرض السورية لمنتجات غذائية وتراثية مصنعة يدوياً ضمها مهرجان “معاً لدعم مشروع في كل منزل ريفي” لمنتجات نساء الريف السوري التي تدل على براعة النساء الريفيات في إنتاج كل ما هو مميز وأصيل.
يشكّل المعرض انطلاقةً لسلسلة الأسواق الدائمة لمنتجات مشاريع النساء الريفيات ويأتي استكمالاً للبرامج التنموية في هذا المجال والتي كان أهمها برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية عن طريق منحها قروضاً ميسرة لتأسيس مشاريع مولدة للدخل.
الأجبان والألبان بأنواعها والنباتات الطبية والعطرية والعسل والمقطرات ومنتجات القمح والخضار والفواكه المجففة والمعجنات والحلويات والعصائر بأنواعها والكشك والخل بكل أنواعه ومنتجات الزيتون وصناعة الدبس كلها منتجات سورية صنعت بطرق بسيطة تحضر في المهرجان.
غادة البصار مشاركة من القنيطرة تشارك بمنتجات من المربيات بأنواعها والعصائر والفواكه المجففة والخضراوات المحفوظة قالت لمندوبة سانا إن المعرض حقق الهدف الذي أقيم من أجله وهو تعريف المجتمع السوري بمنتجات مشاريع النساء الريفيات والترويج لها بالإضافة إلى فتح قناة تواصل مباشرة بين المنتج والمستهلك وتبادل الخبرات بين صاحبات المشاريع.
في حين بينت فاطمة صليبي التي عرضت مختلف أنواع الأجبان والألبان أهمية تحقيق قيمة مضافة لمنتجات المشاريع من خلال تصنيع المنتج وتوفير المادة الغذائية بكامل مناطق وقرى الريف وصقل مهارات النساء التسويقية ولا سيما التوضيب والتغليف والترويج للمنتج.
من جانبها أشادت سراب بشارة المشاركة بمشروع التصنيع الغذائي عن منطقة الغاب بالمهرجان الذي يشكل فرصة لتصريف منتجات المرأة الريفية مضيفة إنه يساعد النساء المنتجات في مواصلة عملهن وخاصة بعد الظروف الصعبة التي عاشتها المرأة خلال فترة الحرب وارتفاع أسعار المواد الأولية.
ريتا ناصيف من طرطوس اعتبرت أن المعرض فرصة كبيرة لعرض المنتجات خارج محافظتها والإسهام في تسويقها مشيرة إلى الصعوبات التي تعانيها النساء جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية إضافة إلى عمليات التسويق موضحة أن معروضات جناحها تنوعت بين الأعشاب البرية التي تتميز بها طرطوس وأصناف مختلفة من المأكولات الشعبية التي لاقت رواجاً كبيراً خلال المهرجان منها “الشنكليش و المكدوس والزيتون والتين المجفف والحبوب”.
وأشارت عائشة دالاتي من حلب إلى أن مشاركتها في المهرجان تهدف للتعريف بمنتجات محافظتها وتأمين دخل مقبول لها لافتة إلى أن منتجاتها من “عسل زهرة الجيجان والشوك” النبتة التي تتفرد بها حلب تلقى إقبالاً من السيدات اللواتي يرغبن بالحصول على عسل طبيعي بأسعار معتدلة قياساً بأسعار السوق بينما أوضحت كل من فاطمة قاسم وأمينة شنبور أهمية الدورات التي اتبعتاها حول صنع المنتجات بجودة عالية وحفظها لوقت أطول.
بدورها أشارت إلهام غزاوي من محافظة درعا إلى أن منتجات جناحهم تنوعت بين الراحة الدرعاوية الشهيرة والمفتول واللبن المجفف “الجميد” موضحة أن الهدفين الرئيسيين لمشاركتها بالمهرجان إحياء التراث الريفي الذي له عشاق كثر وإطلاق العنان للمخيلة لتبدع مشغولات بتفاصيل فيها من الفن والجمال ما يجذب الكثيرين.
بينما لفتت أنوار الزعبي إلى أن العديد من نساء الريف يرغبن بالمشاركة لإثبات وجودهن كسيدات سوريات قادرات على الإنتاج والفكرة الأهم تسويق المنتجات التي تتفرد بها كل محافظة وبالتالي التعريف بالمجتمع السوري المتنوع.
يشار إلى أن فعاليات المهرجان انطلقت يوم الاثنين الفائت وتستمر حتى يوم الجمعة على أرض حديقة تشرين ويتضمن 300 مشروع منزلي ريفي من صنع أيادي300 امرأة ريفية مبدعة.