انترنت- يزداد التركيز على قضية المساواة بين الجنسين، وتتنوّع المقالات حول حقوق المرأة، ومع ذلك فإن جزءاً من السيناريو المؤسف هو أنّ النساء لن يحصلن على هذه المساواة ما لم يتوقّف الرجال عن عرقلة طريقهنّ.
تشير الدراسات المجتمعية إلى أنّ المواقف تجاه الجنس الآخر تتطوّر في مرحلة الطفولة في وقتٍ مبكر، لذلك يبقى جزءٌ من واجبك أن تبدأ المحاولة في وقتٍ مبكر من أجل غرس قيمة احترام المرأة في إبنك. وغرس احترام المرأة في نفوس الأولاد يعتمد على كيفية معالجة الوالدين للأمر، حيث من المهم أن يتعامل الوالدين باحترامٍ دائمٍ فيما بينهما.
يتعلّم الأطفال كل شيءٍ من بيئتهم المباشرة، لذلك عندما نغرس في نفوس أبنائنا فكرة احترام المرأة، يجب أن يشاهدوا الجميع يفعلوا ذلك. فالأبناء يحتاجون لرؤية والدهم، وجدّهم، ومعلّمهم، وجميع الذكور حولهم وهم يعاملون المرأة، كما يجب أن نعلّم الأبناء أن النساء من حولهم بما في ذلك والدتهم، وجدّتهم وأختهم، جديراتً بأن يعاملن باحترامٍ أيضاً.
الخبير العربي وأخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب قال أنّ “جزءٌ كبير من الاحترام للآخرين مرتبطٌ بالعادات والتقاليد التي يتشرّبها الطفل من المحيط الاجتماعي عن طريق الملاحظة والتقليد والنمذجة، فلذلك فكرة احترام النساء مرتبطةٌ بالواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل”.
وأضاف أبو ركاب “فإذا كان والده يحترم أمه، فإنّ الطفل بطبيعة الحال سيحترم ويقدّر أخته وزوجته، وإن كان العكس؛ فإنّ حلقة الودّ والعطف والتواصل الإنساني ستكون مفقودةً، والذي سينعكس في المستقبل على احترامه لزوجته وبناته”.
وأكّد إسماعيل أنّ الطفل ينشأ على احترام النساء حينما يرى أباه يحترم أمه في المقام الأول، واحترامه لجدّته أيضاً. ونصح أخصائي الصحة النفسية أبو ركاب، الوالدين بعدم إظهار الخلافات الشخصية أمام الأطفال، لأنها ستضفي طابعاً فكريّاً سيئاً في ذهن الطفل.
كما شدّد الخبير على ضرورة حرص الأم على تعويد ابنها على مساعدتها في أعمال المنزل؛ كلٌّ حسب قدرته. وأشار أخصائي الصحة النفسية إلى أنّ قراءة القصص التي تحضّ على احترام المرأة لها تأثيرٌ عجيب؛ حيث أنّها تقرّب الخيال وتجعله واقعاً في عقول الأطفال.
وأضاف أنّ من الأمور التي تجعل الطفل فخوراً بوالدته، إشراك الأم طفلها كلّ نجاحاتها، وتحدُّثُها الدائم معه عن إنجازاتها يجعله يعي ويعظّم دورها في المجتمع، وبالتالي يتربّى على تقدير مساهمة المرأة والدور الذي تلعبه من أجل أُسرتها، سواء كانت أمّاً عاملة أو ربّة بيتٍ، حسب قوله.
وأوضح إسماعيل أنّ نشأة الطفل على اهتمام أبيه واحترامه للزوجة والجدّة وبناته، سيتيح له معرفة كيف يحترم النساء، مؤكّداً على أهمية العمل على غرس المفاهيم والقيم المجتمعية والدينية التي تحثّ على احترام المرأة.
مضيفاً: “على الأمّ إظهار اللطف والحنان لأبنائها الذكور وهذه صفاتٌ فطرية فيها، ولكن عليها إظهارها بشكلٍ أكبر في مختلف المواقف ليستشعر الأبناء مدى أهمية وجودها في حياتهم كمكوّنٍ أساسي”.