جريدة الحياة- في معرض يدمج الفن بسيكولوجيا الألوان، يستوحي الفنان السوري أنس البريحي لوحاته من عفوية وبراءة جارته منال «المُهمّشة» بسبب إصابتها من «متلازمة داون»، فبينما كانت تلعب بسلام مع دميتها في حقل الفول، كان يرسم في خياله خطوط صور يستعيد معها «طفولته الحقيقية» ويحيك خيوط معرضه الجديد.
«منال» عنوان المعرض الذي تنظمه «غاليري آرت سبايس» في بيروت والذي حاول أنس تجسيد نفسه فيه عبر أوجه منال المتغيّرة، والتي وجد سهولة في تصوير ملامحها الجذّابة فيقول: «منال تناغم مختلف، خطوط تتشكل من ضوء، وبساطة تحاكي طفولتي، هي المرآة التي تعكس حقيقتي».
وعن بداية فكرته قال البريحي: «في أحد الأيام كنت أنظر من شرفة منزلي ورأيت منال تلعب بهدوء وسكينة مع دميتها في حقل الفول، فقررت مراقبتها ورسمها»، وكانت هذه انطلاقة معرض يحمل اسم فتاة استلهمت الطمأنينة من عالم خاص بها نتج من تجاهل الغير لها، هذا الغير الذي لا تعيره أي اهتمام لتعيش بسلام.
ولد البريحي في سورية العام 1991، وهو فنان متعدد التخصصات درس الرسم والتصوير الفوتوغرافي في جامعة الفنون الجميلة في دمشق، ومع بداية الأزمة السورية انتقل إلى لبنان وأكمل دراسته العليا في علم النفس والعلاج من طريق الفن، وحصل على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية.
يجمع البريحي في عمله الأخير الذي لم يبحث فيه عن مقاييس جمالية ولم يعتمد التركيز على التفاصيل، خبرته في مجال الفن وعلم النفس وابتكار طريقة معاصرة تستكشف سيكولوجيا اللون والنظرة عن الآخر.
يبدأ المعرض غداً (الثلثاء) ويستمر حتى 25 من شباط (فبراير) المقبل. ومن المعارض التي شارك فيها معرض «أكون» وهو الأول للفنانين السوريين في بيروت قبل عامين، ومعرض «مهاجرون رغم الحب» تضمن 12 لوحة زيتية سلطت الضوء على عيون المهاجرين وطرقهم ومحاولاتهم للنجاة.