فوز تاريخي لـ”قاهرة الأزمات” جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا
رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن

DW- حقّقت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية يوم السبت (17 أكتوبر/تشرين الأول)، لتمنح حزب العمال الذي تنتمي إليه، أغلبية غير مسبوقة. وبعد فرز ثلاثة أرباع صناديق الاقتراع، جاء حزب العمال (يسار وسط)، الذي تنتمي إليه أردرن في الطليعة بنسبة 49,2%، وسيشغل 64 من أصل 120 مقعداً في البرلمان.

ويعني هذ التفويض إن بإمكان أردرن (40 عاماً) تشكيل أول حكومة يشكلها حزب بمفرده في نيوزيلندا منذ عشرات السنين ومواجهة تحدّي تنفيد التحوّل التدريجي الذي وعدت به، لكنها فشلت في تحقيقه في ولايتها الأولى التي تقاسم فيها حزب العمال السلطة مع حزب قومي.

ولم يسبق أن حقّق أي حزب نيوزيلندي الغالبية المطلقة منذ إصلاح النظام الانتخابي في 1996، وهو ما يعني أن كافة رؤساء الوزراء الذين ترأسوا الحكومة مذاك حكموا بواسطة ائتلاف.

توّلت جاسيندا أردرن رئاسة وزراء نيوزيلندا في العام 2017 جاعلةً من التفكير “الإيجابي” محور ولايتها، وهو نهج يبدو أنه كان في محله في السنوات الثلاث الماضية التي شهدت خلالها نيوزيلندا أزمات غير مسبوقة.

فقد اضطرت الزعيمة العمالية إلى إدارة أزمة ناجمة عن أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ الأرخبيل، والتعامل مع انفجار بركاني كان الأكثر فتكاً، وأخطر ركود في تاريخ البلاد منذ 30 عاماً، بالإضافة إلى التحدّي التاريخي المتمثّل بوباء كوفيد-19.

وظهرت كفاءة أردرن في آذار/ مارس 2019 عقب هجوم شخص يؤمن بتفوّق العرق الأبيض على مسجدين في كرايستشرش في جنوب البلاد مودياً بحياة 51 مصلياً. وكان لرد أردرن السياسي على المجزرة وقع إيجابي في الداخل والخارج، إذ فرضت قيوداً على حمل السلاح وحثّت على ضرورة أن تحظر مواقع التواصل الاجتماعي المحتوى الداعي إلى التطرّف. غير أنها كسبت قلوب كثيرين من خلال إظهار تعاطفها مع الضحايا والتضامن معهم ومشاركتهم ألمهم، فظهرت مرتديةً الحجاب في أعقاب المجزرة.

وخلال حملتها الانتخابية، ركّزت أردرن أيضاً على نجاحها في التعامل مع تحدٍّ خطير آخر خلال ولايتها، وهو وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى وفاة 25 شخصاً فقط في الأرخبيل البالغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة.

وعادت الحياة في نيوزيلندا بالمجمل إلى طبيعتها بعد الإغلاق الصارم الذي طبّقته البلاد في وقتٍ سابق من العام، باستثناء تفشٍّ محدود للفيروس في أوكلاند تمّت السيطرة عليه.

من هي جاسيندا أردرن؟

وُلِدَت أردرن عام 1980 في هاميلتون الواقعة على بعد 130 كلم جنوب أوكلاند، وتؤكّد أن الفقر الذي شهدت عليه في الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا، أسهم إلى حدٍّ كبير في تشكيل آرائها اليسارية. ونشأت أردرن الذي يعمل والدها شرطياً، على مبادئ طائفة المورمون، التي تخلّت عنها لاحقاً بسبب مواقف هذه الكنيسة من المثلية الجنسية. وأبدت في وقت مبكر جداً اهتماماً بالسياسية وانضمّت إلى منظمات شبابية عمالية. وبعدما أنهت دراستها، بدأت العمل لدى رئيسة الوزراء هيلين كلارك، ثم في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

انتخبت نائبة في العام 2008 وأعيد انتخابها في كل الدورات المتتالية مذاك، وتولت في آذار/مارس 2017 نيابة رئاسة حزب العمال. وتولت زعامة المعارضة بالتزكية بعد استقالة سلفها أندرو ليتل في العام 2017، قبل أقل من شهرين على الانتخابات، وفي حين كان العماليون يواجهون صعوبات ونسبة تأييدهم لا تتخطى 23%. وكانت ركيزة انطلاقتها السياسية الوعد بـ”التغيير” مع جيل جديد بعد تسع سنوات من حكم اليمين الوسط، ما أعطى العماليين الفوز الذي كانوا يطمحون إليه. وبعد عام، باتت ثاني رئيسة وزراء في العالم، بعد الباكستانية بنازير بوتو في العام 1990، تنجب وهي في الحكم.

رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن

رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015