فيلم “نساء معينة” يفوز بجائزة لندن السينمائية
مهرجان لندن السينمائي 2016

جريدة القدس العربي- للمرة الثانية على التوالي، تم تتويج فيلم من إخراج أمرأة وهو فيلم كيلي ريكارد «نساء معينة» بجائزة أفضل فيلم في «مهرجان لندن السينمائي». وقد تم الإعلان عن الجوائز في حفل عشاء في صالة بانكويتين في مركز لندن من قبل رئيسة لجنة التحكيم، المخرجة اليونانية، راتشيل تسانغاري، التي حصد فيلمها «شافيليير» الجائزة نفسها العام الماضي.
وكان  قد عُرض فيلم «نساء معينة»، الذي تقوم ببطولته كريسيتين ستيوارت، لورا ديرن وميشيل ويليامز، أول مرة في «مهرجان صندانس السينمائي» بداية هذا العام. ويدور حول شخصيات ثلاث نساء من ولاية مونتانا الأمريكية يعانين من الوحدة.
وذهبت جائزة «سوذلاند» لأول فيلم روائي طويل للمخرجة الفرنسية جوليا دوكارنو «ني»، وهو فيلم رعب مدهش مصبوغ بالفكاهة عن فتاة تشتهي أكل لحم البشر. أما جائزة أفضل فيلم وثائقي فكانت من نصيب فيلم المخرج الإيراني «أحلام بلا نجوم»، الذي يرسم صورة مركبة لنساء جانحة تعيش في طرف المجتمع الإيراني الأقصى.
وكُرّم الفيلم القصير السوري «9 أيام – من شبّاكي في حلب» من صنع المصور السوري عيسى توما، وتوماس فروغ وفلور فان دي مولين، بجائزة أفضل فيلم قصير. وهذه المرة الثانية التي يفوز فيلم سوري بجائزة في مهرجان لندن، إذ أن فيلم «ماء الفضة» فاز قبل عامين بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
ولكن نجم حفل ليلة أمس كان المخرج البريطاني الأسود، ستيف ماكوين، الذي أهدُيَ زمالة معهد الفيلم البريطاني، التي قدمها له نجم أفلامه وصديقه الممثل مايكل فاسباندر. وقال رئيس المعهد، جوش بيرغر، إن ماكوين هو واحد من أهم وأكثر الفنانين البريطانيين تأثيرا في الـ 25 عاما الماضية، مذكرا أنه فاز بأهم جوائز الفن والأفلام وعلى رأسها جائزة «تيرنر» وجائزة «الأوسكار» عن فيلمه «12 عاما عبدا»، عام 2014.
تكريم ماكوين كان ضمن مشروع المهرجان لتشجيع التعددية العرقية والجنسية في عالم الأفلام. فبينما سلط الضوء على دور النساء أمام ووراء الكاميرا العام الماضي وافتتح فعالياته بفيلم «سافروجيت»، ركز هذا العام على أعمال السود وقصصهم، مفتتحا فعالياته بفيلم المخرجة البريطانية السوداء آما اسانتي، «المملكة المتحدة»، الذي يدور حول قصة غرام بين أمير «بوتسوانا لاند» الأفريقية دافيد أويليو وكاتبة طباعة إنكليزية (ريزموند بايك) عندما كان الأول يدرس في لندن في أربعينيات القرن الماضي.
ورغم اعتراضات أقاربهما على علاقتهما ومحاولات الحكومة البريطانية، التي كانت تسيطر على بلاد الأمير، تفريقهم، إلا أنهما تزوجا وعاشا معا في بوتسوانا، التي حكمها الأمير حتى موته.
أفلام أخرى تعالج قضايا السود، ومن ضمنها كان فيلم المخرجة الهندية ميرا نائير «ملكة كاتوا»، الذي يحكي قصة بطلة شطرنج أفريقية (لوبيتا نيوغ) تشترك في منافسة الشطرنج العالمية. وفيلم نيت باركر «ولادة أمة»، الذي يدور حول حياة قائد ثورة العبيد في الولايات المتحدة عام 1832 وهو نات تيرنر. وفيلم سبايك لي «شيراك»، الذي يسلط الضوء على آفة العنف المسلح في حارات السود في مدينة شيكاغو وفيلم باري جانكين «مونلايت»، الذي يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها شاب أسود أمريكي خلال نضوجه بين البيض.
وعرض المهرجان خلال أيامه الـ 12 أكثر من 250 فيلما، ولكن معظمها كان عُرض في في مهرجانات سابقة ما عدا 25 منها. ومن ضمن الأفلام التي شاركت في المهرجان: «لا لا لاند» للمخرج داميان غازال، «وصول» للمخرج الكندي دينيس فيلينوف، «حيوانات ليلية» للمخرج مصمم الأزياء توم فورد، «أسد» للمخرج غارث ديفيس، «مانشيستر باي ذي سي» للمخرج كينيت لونغان و«سنودن» للمخرج اوليفر ستون.
كما كان هناك حضور قوي للأفلام العربية ومن ضمنها: فيلم المخرج المصري محمد ذياب «إشتباك»، الذي كان عُرض أول مرة في مهرجان كانّ السينمائي، و«فيلم المخرج السعودي محمود صباغ «بركة يقابل بركة»، الذي عُرض أول مرة في مهرجان برلين السينمائي، وفيلم المخرج التونسي محمد بن عطية «نحبك هادي»، الذي فاز بجائزة أفضل أول فيلم روائي طويل وجائزة الدب الفضي لبطلته مجد مستورة في مهرجان برلين السينمائي، وفيلم المخرجة السورية عبيدة زيتون «مشهد الحرب»، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان فينسيا السينمائي.
أما فيلـم المخرج الإمـاراتي علـي مصـطفى «مختارون»، فحصل على عرضـه العـالمي الأول في مهرجان لندن.
وهذا هو فيلم مصطفى الثالث، إذ أنه عرض آنفا فيلميه «من ألـف إلى با» و«مدينة الحياة». وتجري أحداِث «مختارون» في زمن بعد دمار كامل للعالم العربي، حيث تجد مجموعة من الناس مأوى في مكان مهجور يسمحون لرجل غريب للدخول في مركزهم المحصن ويقوم هذا الرجل بقتلهم واحدا تلو الآخر.
ويُلاحظ أن أفلام مصطفى، والمخرجين الإماراتيين، تسرد قصصا خيالية مستوحاة من أفلام هوليوودية، بينما تسلط أفلام المخرجين العرب الآخرين على ويلات حروبات بلادهم وتكشف عن عيوب مجتمعاتهم. وهذا ربما يعكس واقع الإنسان الإماراتي، الذي ينعم بحياة مثالية خالية من كوارث الأمم العربية الاخرى، مما يحثه على البحث عن روايات من الخيال من أجل صنع أفلامه.
واختتم مهرجان لندن فعاليات دورته الـ 60 مساء أمس الأحد بعرض فيلم المخرج البريطاني بن ويتلي «نار حارة»، الذي يدور حول حرب نارية بين عصابات مجرمين في مستودع.

مهرجان لندن السينمائي 2016

مهرجان لندن السينمائي 2016

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015