في اليوم العالمي للرجل.. يا ليتني رجلاً
كاريكاتير للفنان السوري علي فرزات

مادة لا تراعي الجندر أبداً (يلي فيه شوكة بتنخزو).. عنصرية بامتياز إن كنت رجلاً اقترب!

رحاب تامر\snacksyrian- يحضرني قول الكوميدي والكاتب الأميركي “جورج كارلين” بأن «النساء مجانين والرجال أغبياء، ولم يجعل النساء مجانين سوى غباء الرجال»، وأنا أسمع مصادفة بأن أمس الـ19 من شهر تشرين الثاني صادف اليوم العالمي للرجل، في الحقيقة وفق هذه المعادلة تمنيت لو أني “غبي” وليس “مجنونة”.

قبل أيام نزلت مع زميلات العمل مفعمات بأنوثة منقطعة النظير كنا، شابات، جميلات، أنيقات بكعب عالي، حين كادت عارضة خشبية تطيح بنا تصادف أن العامل حركها بالتزامن مع خروجنا من الباب، ليصيح عامل آخر: «انتبه انتبه النسوان».

«نسوان!!»، صرخت به، ليرد عليي: «طيب خلص بنات بنات»، توقفت قليلاً لأشرح له أننا “سيدات” وكنت قد بدأت بإلقاء محاضرة عن الجندر، قبل أن تسحبني صديقتي من يدي مبعدة إياي بينما كان الدم يرتفع إلى رأسي، «إنو خلصينا بدك تشرحيلو شو يعني جندر ونسوان وسيدات»، هي لم تقصد أبداً أي إهانة، الفكرة كانت في أن مفهوم الجندر مجهول جدا في مجتمعنا، وبأني لن أستطيع تغيير عقلية أحد بمحاضرة عابرة.

لم أوافق كثيراً على نظرة صديقتي ورؤيتها، لطالما اعتقدت أن المفاهيم تتغير بالحوار، وأن المعني الأول والأخير بتغييرها هم العمال والفلاحون الذين يمثلون غالبية الشعب، وليس المثقفون الذين يحبسون المعلومة معتبرين أنه لن يفهمها أحد سواهم، أحتقر جداً هذا النموذج غير الفعال في مجتمع يحتاج أطناناً من الفاعلين والفعاليين لينهض من ركامه وحطامه البشري.

قلت لصديقتي: «شايفة لو أني رجلاً كنت لكمته وفرغت عصبيتي»، ترد عليّ مازحة: «أنت أروق من هيك ما بتعمليها»، كررت إجابتي: «قلت لك لو أني رجلاً!».

لو أني رجلاً!

لو كنت أني رجلاً، لكانت قوتي كفيلة بتغيير واقع مجتمع كامل، بدل أن أبددها في تغيير واقعي الذي لا يجد أي طريقة للتغيير كون غريمي فيه رجلاً!.

كنت سأتمكن من مناداة زوجتي وقت غريزتي، وأتركها للحظاتها الأخرى في المطبخ والمنزل والسهرة وحيدة دون شريك!.

كنت سأطفئ نور الحياة في عيني حبيبتي وأقتل أحلامها التي لا أمتلكها!.

وكنت أيضاً سأقول للفتاة التي أتحدث معها الكثير من “الكلام الأوفر” لأني واضح وصريح وعليها أن تعتاد على ذلك، وتكون متحررة وغير نمطية أو معقدة.

سأفرض شخصيتي على شقيقتي وأبارز حسها المتمرد بالكثير من الفوقية حين أخبرها أنها “ناقصة عقل ودين” وأمضي في طريقي ضاحكاً ساخراً منها.

أيضاً، سأضحك كثيراً من زوجتي حين تطلب الطلاق، وربما أصفعها لتعود إلى رشدها وتدرك أن ضلعي سوط ناجح في التأديب لا الاحتواء!.

سأفعل الكثير بزوجتي، سأحتقر كونها امرأة، وأشعرها بالنقص والتبعية والعجز في كل مرة، سأفرغ فيها ضعفي وعقدي وأجعلها تدرك كم هي غير مرغوبة، سأنتقم لكل خيباتي الخارجية من روحها.

الكثير من الأشياء كنت سأفعلها لو أني رجلاً، ولكوني لست رجلاً، فسأستمتع كثيراً وأنا أفعل كل الأشياء التي لن يحبها الرجال أبداً.

هامش: إن أزعجتك هذه المادة شريكي الرجل فإنها ستكون قد مستك، وإن ضحكت منها فأيضاً ستكون قد مستك، وإن تعاطفت معي في نهايتها فسأكون سعيدة لكوني أنثى تتشارك هذا المجتمع مع شخص مثلك.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

كاريكاتير للفنان السوري علي فرزات

كاريكاتير للفنان السوري علي فرزات

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015