الأمم المتحدة- دعا خبراء* تابعون للأمم المتحدة إلى ضمان توفر وسائل منع الحمل الحديثة والآمنة، والأساليب العصرية عالية الجودة لتنظيم الأسرة، والخدمات الخالية من وصمة العار والمعلومات القائمة على الأدلة، حتى خلال جائحة كوفيد-19.
وقال الخبراء بمناسبة اليوم العالمي لوسائل منع الحمل إن الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة هو حق من حقوق الإنسان يكفله القانون الدولي، ويجب على الدول الاستمرار في ضمان ذلك حتى أثناء جائحة كـوفيد-19.
وأشار الخبراء في بيان إلى تداعيات الجائحة على خدمات تنظيم الأسرة وقطع الإنتاج وتعطيل سلاسل التوريد، وإغلاق العيادات الطبية أو الحد من خدماتها، لاسيّما في البلدان محدودة الدخل حيث لا تستطيع الفتيات والنساء الوصول إلى مقدمي رعاية صحية مدربين.
أهمية المرافق الصحية للمرأة والفتاة
وقال الخبراء في البيان، إنه لا ينبغي للقيود التي فُرضت على حرية الحركة لمكافحة الجائحة أن تمنع أحدا من الحصول على المعلومات التي يحتاج إليها والوصول في الوقت المناسب لمرافق الرعاية الصحية. وأضاف الخبراء أن هذه المرافق “توفر الخدمات الحيوية مثل فحص وإدارة الأمراض المنقولة جنسيا، ودعم ضحايا العنف الجنسي أو الاغتصاب، وخدمات الإجهاض الآمن والواقي الذكري للرجال والنساء، وغيرها من أنماط تنظيم الأسرة”.
وأوضح الخبراء أن أكثر من يتأثر وأكثر من يحتاج للوصول إلى تلك الخدمات من هم في أوضاع هشة أو تعرّضوا تاريخيا للتمييز، مثل الفتيات اليافعات والنساء المهاجرات والنساء من ذوات الاحتياجات الخاصة، وسكان المدن والأحياء الفقيرة واللاجئين والمثليين والأشخاص والمجتمعات المتنوعة بين الجنسين، والنساء في فترة ما بعد الولادة.
الحق في وسائل منع الحمل
يشمل الحق في الصحة الجنسية والإنجابية، حرية المرأة في قرار الحمل، وعدد الأطفال الذين ستنجبهم والمباعدة بين فترات الحمل.
وأضاف الخبراء: “على الدول التزام أساسي بتوفير الأدوية الأساسية المدرجة في قائمة منظمة الصحة العالمية ذات الصلة والتي تشمل وسائل منع الحمل”.
لتحويل ذلك إلى واقع، شدد الخبراء على ضرورة أن يحصل الجميع على تثقيف جنسي شامل مستمد من العلم ويُدرج في المناهج التعليمية. والوصول في الوقت المناسب إلى طرق آمنة وفعّالة وميسورة التكلفة ومقبولة لتنظيم الأسرة، مع حرية اختيار تلك الطرق.
كما ينبغي توفير معلومات غير متحيّزة وقائمة على العلم، وفرص اتخاذ قرار مستنير، وخيارات للحصول على المشورة، ووسائل منع حمل عصرية طويلة الأمد وقصيرة الأمد وطرق أخرى مثل حبوب منع الحمل الطارئ.
الصحة الإنجابية لخفض الوفيات
وقال الخبراء: “يُعدّ الاختيار والوصول إلى تنظيم الأسرة أمراً محورياً للاستقلالية الإنجابية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بشأن المساواة بين الجنسين والصحة والرفاه – وخاصةً تلك التي تهدف إلى ضمان حصول الجميع على حقوق الصحة الجنسية والإنجابية وخفض وفيات الأمهات”.
ولتجنّب وفيات الأمهات، يرى الخبراء أن من الضروري منع الحمل غير المرغوب فيه من خلال الحصول على وسائل منع الحمل وخدمات الإجهاض الآمن والرعاية الجيّدة بعد الإجهاض.
ويحلّ اليوم العالمي لوسائل منع الحمل (26 أيلول/سبتمبر) واليوم العالمي للإجهاض الآمن (28 أيلول/سبتمبر) في وقت تكافح فيه معظم دول العالم ضد جائحة كوفيد-19، والتي فُرضت خلالها الإغلاقات التي أثرت على تقديم الخدمات وخاصة في مرافق الرعاية الصحية وخدمات تنظيم الأسرة.
*الخبراء الحقوقيون هم
تلالنغ موفوكنغ، المقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية؛ دوبرافكا شيمونوفيتش، المقررة الخاصة المعنية بمسألة العنف ضد المرأة، أسبابه وعواقبه؛ الفريق العامل المعني بمسألة التمييز ضد المرأة في القانون والممارسة؛ فيكتور مادريغال بورلوز، الخبير المستقل المعني بالميل الجنسي والهوية الجنسانية.
يشكل المقررون الخاصون جزءاً مما يسمّى بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان. والإجراءات الخاصة هي أكبر هيئة للخبراء المستقلّين في نظام حقوق الأمم المتّحدة، وهي التسمية العامة لآليّات المجلس المستقلّة المعنيّة بالاستقصاء والمراقبة والرصد. والمكلفون بولايات في إطار الإجراءات الخاصة هم من خبراء حقوق الإنسان الذين يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان كي يعالجوا إمّا أوضاعًا محدّدة في بلدان محدّدة، وإمّا قضايا مواضيعيّة على مستوى العالم كلّه. وهم ليسوا من موظّفي الأمم المتّحدة وهم مستقلّون عن أيّ حكومة ومنظّمة. ويقدّمون خدماتهم وفق قدراتهم الفرديّة ولا يتقاضَون أجرًا لقاء العمل الذي يقومون به.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.