لا (حفل كورالي) لعيد الميلاد هذا العام في قرية “سالي”..
كورال عيد الميلاد

خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- تعرّضت ميرنا لحادث سير؛ مما أجبرها على التوقّف عن تدريب كورال الكنيسة، تحضيراً لاحتفالات عيد الميلاد القادم.

في محاولةٍ لإيجاد حلٍّ سريعٍ و آمن، رشّحت ميرنا صديقتها سالي.. سالي صوتُها جميل وقادرة على ضبط المجموعة، عدا عن تمكّنها الموسيقي، وذلك لخضوعها لعدّة دوراتٍ في تدريب الكورال في كنائس دمشق.

وصل خر تعيين سالي، بعد أول تدريبٍ، لأهل فريق الكورال.. ارتاح البعض بسبب استمرار عمل الكورال رغم إصابة ميرنا.. واستبشر البعض الآخر خيراً لأنهم يعرفون المستوى والخبرة التي تمتلكها سالي في إدارة الكورال.

لكن للبعض رأيٌ مختلف؛ أولهم شخصان من عائلة سالي ومن عائلة طليقها. إذ قدّما شكوى شديدة اللهجة للكاهن: “سالي مطلَّقة ولايشرّفُنا أبداً أن تقوم بتدريب أبنائنا، وخاصةً في حَرَمِ الكنيسة، تحضيراً لاحتفالات عيد الميلاد”.

شاعَ الخبر في القرية.. التزمت الغالبية الصمت.. حتى من سرّه تحمّل سالي لهذه المهمة في البداية.

تمّ إيقاف التدريب بأمرٍ من الكاهن.. كان قراراً مجحِفاً ومؤذياً جداً لسالي وللأطفال أعضاء الكورال..

تدخّل البعض اعتراضاً على هذا القرار..

فجأةً تذكّر الجميع أن سالي مُطلَّقة.. رغم مرور ست سنواتٍ على طلاقها.. ورغم أنها لم تتوقّف يوماً عن حضور قدّاس يوم الأحد في الكنيسة.

لكنّ القصة هنا أنّ سالي اكتسبت منصباً اعنبارياً حين تطوّعت لإدارة الكورال، والواجب هو التعامل معها كإمرأة درجة ثانية.. مسموحٌ لها أن تدخل الكنيسة؛ ليدخل السلام والإيمان لقلبها، وليس لتكون شخصيةً مرجعيةً بمركزٍ اجتماعي مهم.

مع أنّ الكنيسة هي من أصدرت القرار بطلاقها؛ والأصح بالتفريق بينها وبين زوجها، لأنه لا طلاق في الكنيسة المسيحية وإنما تفريقٌ بأمر وموافقة المهمة ممثلي المسيح على الارض.. بعد إجراءاتٍ طويلة ومعقّدة، ومُهينة غالباً..

وجاء رفض الأهالي تلبية رغبات أبنائهم بمواصلة التدريب، ليسبّب المزيد من الأذى لسالي..

لا (حفل كورالي) لعيد الميلاد هذا العام في قرية “سالي”..

مسموحٌ للمُطلَّقات أن يقدّمن أنفسهنّ كمسكيناتٍ ونادماتٍ ومستكيناتٍ فقط.. لا كنساءٍ قادراتٍ على إدارة حيواتهنّ بعد الطلاق..

لا عيد في قرية سالي والأطفال حزانى وغاضبون..

اليوم سافرت سالي إلى حمص. بعد أن اختارت الابتعاد لتُداوي جرحها المتجدّد.. تركت القرية.. على الأقل حتى انقضاء موسم الأعياد.. حزنها أوسع من كلّ التهدئات القليلة التي حاولت دعمها بكلماتٍ قليلة وضعيفة..

حتى أُمّها قالت لها: “أنت من شرّعت باب الندم والملامة على نفسك حين قَبِلتِ بالتطوّع لتدريب الكورال!”..

كلّ الأبواب موصدة في وجه إرادة الحياة..

كورال عيد الميلاد

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015